6

104K 2K 360
                                    


كان الظلام لا يزال محيطا بها .. تحيط بها أصواتٍ خافتة الا أنها تهدر في أذنها كالصراخ ... أخذت تخفت و تخفت الى أن استطاعت تمييز صوت قوي النبرات يهمس في أذنها مصاحبا لأنفاسٍ دافئة تلامس ذقنها



( ستكونين بخير حنين .... لا تقلقي ,أنتِ معي ..... )



شعرت بجسدها الضئيل يسحب أكثر وأكثر الى حصنٍ دافىء و ذراعين قويتين تحيطانها و تخبئانها عن العالم بأسرهِ ...



دون وعيٍ منها أرادت الا تفيق ....أرادت أن تظل مختبئة في هذا الحصن للأبد .... لم تشعر سوى بالألم و التخاذل في حياتها القصيرة حتى الآن ... وكل ما تبتغيه الآن هو أن تضيع بين أحضانِ من يحميها ... فأدارت وجهها الى مكانٍ دافء دست به أنفها تستمتع بذلك الأمان المجهول .... وبين أشعة الظلام التي تحيط بعقلها شعرت بالذراعين تشتدانِ من حولها ومن تحتِ ركبتيها حتى شعرت بالألم في أضلعها من شدة الضغط .... وظنت للحظةٍ أنها عادت طفلة في الخامسة يحملها والدها ......



غابت عنها الأصوات بعد أن تداخلت في ارتباك .... و شعرت بالبرد و الرجفةِ بعد أن هجرها الحصن الدافىء ..... ثم جاء صوتا آخر متسللا الى عالمها المظلم ليجرها جرا الى عالم الواقع .... يقول لها بحزمٍ حنون



( حنين ....أفيقي .... هيا أفيقي )



ووصل أنفاسها عطره القوي الحبيب المألوف لأحسيسها ... لينتشلها من أحلامها الضائعة فخفق قلبها بقوةٍ و هي ترمش بعينيها أكثر من مرة ... تفتحهما ببطءٍ ليطالعها الوجه الذي ملك قلبها طويلا



ابتسمت بضعفٍ وهي تهمس بتنهد ( عمر ...... )



ابتسم هو الآخر مرتاحا وهو يجلس القرفصاء بجانبها ووجه قريبا من وجهها .... فأدركت فجأة أنها ممددة على أريكة مكتبه



استقامت جالسة بسرعةٍ وهي تنظر حولها باحثة عن شيءٍ ما .... أو شخصٍ ما ......



ثم التقت عيناها بعيني عمر المدققتين لها ...... همست بعد لحظة



( كان كابوس .... لقد رأيت كابوسا للتو ...... )

بأمر الحبWhere stories live. Discover now