حينها أمسكت صبا بكلتا ذراعي حنين و هزتها بقوةٍ وهي تقول بصرامة

( كفي عن هذا الإستسلام يا حنين و اصلبي عودك .... لا تكوني بمثل هذا الجبن و انعدام الشخصية )

نظرت اليها حنين بعينين دامعتين .... بينما حاجبيها منعقدين كطفلةٍ ضُربت للتو , فهزتها صبا مرة أخرى وهي تقول

( تمالكي نفسك .... لا تكوني هكذا , أنا لن أتركك ..... هل تفهمين ؟ )

اومأت حنين بملامح متجمدةٍ و على الرغم منها شعرت بقليل من الراحة ,أن هناك من يعرف بما تخبئه و يساندها و سيواجه الطوفان معها ......

رفعت صبا احدى يديها عن كتف حنين و ربتت على شعرها الطويل وهي تهمس بغضب

( كيف استطاعو فعل ذلك بكِ ؟........)

انسابت دمعتانِ على وجنتى حنين بصمت ثم همست مبررة

( لم يكن لديهم علم بأن كل ذلك سيحدث ..... كنت لربما الآن زوجة منذ سنين و عندى أطفال قاربو طولي ككل الفتيات في مثل سني )

ازداد الغضب في عيني صبا وهي تقول

( إياكِ و أن تبرري ما حدث أبدا .... لم يكن من المفترض أن تتزوجي في ذلك السن أصلا ... لم يكن من المفترض أن تمري بكل ذلك ... و بالتأكيد ليس من المفترض أن يبتزك ذلك المهووس الآن )

همست حنين بوجوم ووجهٍ شاحب

( ماذا سنفعل يا صبا ؟ ....... لا أريد الفضائح في المحاكم , من سيقبل بي بعدها ؟؟ )

اتسعت عينا صبا دهشة من المنطق الذي تسمعه ... تركت حنين لتهتف بيأس

( يالهي ... لا أصدق ... هل هذا هو كل ما يهمك ؟ ....... )

أخفضت حنين رأسها و قد شعرت باليأس التام ... منذ فترةٍ قصيرة كانت تلك هي أعظم مشاكلها ....أن يقبل بها عمر على الرغم من ماضيها , أما الآن فلم تعد متأكدة من شيء ... جزءا منها لا يزال يحلم بعمر , ذلك الحلم الجميل الذي داعب خيالها ليمنحها الذي طالما أرادته ...

عادت صبا لتخفض صوتها قليلا و هي تسيطر على انفعالها ثم قالت بهدوء

(حنين .... لا تفكري سوى بنفسك الآن , سعادتك الحقيقية ستأتي باستقلالك و كل ما يأتي بعد ذلك هو مجرد مكملات )

فجأة فتح الباب بقوةٍ .... لتستديرا كلاهما الى عاصم الواقف في الباب بوجهٍ ينبىء بالشر ..... شهقت حنين بصمت وهي تبتعد عن صبا دون وعي و تتراجع الى الخلف بينما نظرت صبا الى وجه عاصم المخيف بتوتر

قال عاصم بصوت خافت يحوي الشر بين طياته

( أين كنتِ ؟ .... ومع من ؟ ...... )

عقدت صبا حاجبيها قليلا لكنها قالت بهدوء و صوتٍ خافت

( هل أنا مُراقبة ؟ ...........)

بأمر الحبDonde viven las historias. Descúbrelo ahora