ومن بين أمواج الغياب عن الوعي ..... شعرت بأحدهم يحملها بقسوةٍ ليلقي بها على السرير و أنفاسٍ بغيضةٍ وعطرٍ فج يزكم أنفاسها حيث اقترب منها وهو يهمس في اذنها ....
( لم يكن عليك السكن في بيتٍ بمفردك ..... فالحياة أصبحت غير آمنة )
صوت ضحكاتٍ جاءت من البعيد لكنها لم ستطع تحديد الواقع من الكابوس الآن ..... الى أن شعرت بقبضتين أعلى صدرها تمزقان قميصها القطني من أوله لآخره .....
صرخت صباا بعنفٍ وهي تتلوى بشراسة .... الا أن لكمة بعد أخرى جعلتها تسكن تماما ... لكن الوعي أبى أن يرحمها و يغادرها حتى تلك اللحظة وهي تسمع تمزق ملابسها ..... صرخت بقوةٍ وهي لا تعلم إن كانت تصرخ في الحقيقة ...أم في لا وعيها فقط ....
أصابع عديدة امتدت اليها تنهشها وهي تئن و تتلوى .... ليست يدا ولا اثنتين .... غير الثالثة التي قبضت على معصميها أعلى رأسها ....بكت ... بكت طويلا وهي تنادي والدها .... اخذت تناديه لينقذها فهو من كان موجودا دائما حين تحتاجه .....
فجأة سمعت أصوات صراخٍ شرس من خلف جفنيها المطبقين .... أصبحت الغرفة من حولها كحربٍ شعواء .....
أصوات أحزمةٍ و سلاسل تطوح في الهواء ..... نصل سكين يقطع الهواء لتسمع بعده صرخة وحشية ..... ثم صوتِ رصاص ... هل هذا رصاصٍ حقا ؟؟ ..... وتأوه مكتوم و سقوطٍ على الأرض .....
.................................................. .................................................. .......................................
صرخ عاصم بوحشيةٍ حين دخل ورجاله اللذين وصلو في نفس اللحظة معا ..... وما أن رأى المشهد أمامه حتى أطلق صرخته وهو يهجم عليهم شاهرا مديته ..... بينما الآخرين احدهم يحمل السلسلة السميكة الحديدية .... و الآخر يحمل مديتين كالتي يمسكها عاصم
و دارت حربا طاحنة مدتها لا تزيد عن دقائق الى أن تمكن كلا من الثلاثة من اخراج سلاحه .... ليضرب أحدهم أحد رجال عاصم فأسقطه أرضا .... و رصاصة الآخر أخطأت هدفها وضربت الحائط أما الثالث .... فأصابت رصاصته جانب عاصم أسفل صدره
وضع عاصم يده على الجرح النازف و نظر الى يده ليجدها مغطاة بالدم الا أن ذلك لم أهم من أن يغطي صبا نفسها ....
صرخ عاصم بوحشيةٍ وهو يضرب بسلسلته الطويلة في لحظةٍ خاطفةٍ فأصاب بها وجه الرجل فأسقط سلاحه أرضا ليتناوله عاصم وهو يقع أرضا .... ليشهره في وجه الرجل أمامه ضاربا رصاصة في ساقه و آخر في كتفه ...... بينما تكفل رجليه السليمين بالاثنين الآخرين
قبل أن يسمع صوت صفارة سيارة الشرطة وهي تقترب .....
زحف عاصم الى صبا ليلفها بغطاء الفراش وهو يصرخ .... (أريد الاسعاف .... اريد الاسعاف حالا ...... )
نظر اليها وهو يتأوه من منظر وجهها الذي تاهت معالمه من شدة الكدمات ....و ناداها بصعوبةٍ
( صبا .... صبا اجيبيني .... أرجوكِ )
بعد فترةٍ طويلة من وصول الإسعاف وقبل أن يسمح لهم باصطحابهم جميعهم ..... أخرج من جيب بنطاله الماشاء الله و قد تغطت بالدم من يده تماما .... لكنه تمكن بصعوبةٍ من أحكام غلقها حول عنقها .... ثم ضمها الي صدره بقوةٍ وهو يهمس في اذنها
( اصمدي حبيبتي ..... حبا بالله اصمدي )
وضاعت الرؤية من بعدها من كليهما ................
.................................................. .................................................. ...............................................
كان مستلقيا في فراشه ينظر اليها مبتسما .... مكتفا ذراعيه أسفل رأسه , وعلى الرغم من ظلام الغرفة الا أنه يراها بمنتهى الوضوح ,
يمتع نظره بطلتها الملائكية و ثوبها الأبيض وهي تجلس على الكرسي المتأرجح بجوار النافذة .... حيث تغطيها أشعة القمر لتنير وجهها المحبب
هي الأخرى كانت تنظر اليه مبتسمة برقة و خصلات شعرها النحاسي الاحمر منسابة في لفائف رائعة على كتفيها
تتأرجح بالكرسي وهي تحتضن الدمية التي جلبها لها و كأنها لا تريد أن تفارقها أبدا .....
ابتسم لها أكثر ... فاتسعت ابتسامتها و أطرقت برأسها ....... نهضت من مكانها بعد فترةٍ ليظل الكرسي يتأرجح خلفها
فقال بلهفة ( ابقي قليلا ...... )
ابتسمت بأسف لكنها لم ترد .....
فجأة تغيرت الغرفة و اختفى سقفها .... لتطالعه السماء السوداء المظلمة
لا زال مستلقيا في فراشه لكن ياللغرابة و قد اختفت جدران الغرفة كذلك ليحل محلها سور متهالك قديم يفصله عن فضاء واسع أسود يوشك أن يبتلعه ......
وها هي ككل مرة تعود لتقف فوق السور ..... كم مرة عليه أن ينهاها عن ذلك , ...... حاول النهوض من الفراش الا أن ذراعيه و ساقيه كانت مقيدة في الفراش بلا قيود ملموسة ...
حاول وحاول ..... دون جدوى
اخذ صدره يعلو و يهبط و قد التمع بالعرق اثناء صراعه العنيف مع قيوده التي لا يراها........ وهي تقف على أطراف أصابعها , فاردة ذراعيها الى السماء السوداء .....

بأمر الحبWhere stories live. Discover now