( كنتِ زوجتي ......... و لا زلتِ )



توقفت عن المقاومة وهي تنظر اليه بذهول بينما عيناها الحمراوانِ تتسعانِ وهي تنظر اليه مصدومة ... ثم عادت لتصرخ



( هل جننت ؟..... هل جننت بالكامل ؟....... كان مجرد عقدا و قد فسخه عمي مع أباك و طلقوني منك بعد سفرك ...... )



امتنع عن الرد وهو ينظر الي عمقِ عينيها الزيتونيتين الحمراوين و التي يلوح من داخلهما بعض الاستجداء تحاول أن تخفيه بشجاعة ... حينها لان قلبه قليلا ..... وحرر أحدى ذراعيه من حولها ليرفع يده و يداعب شعرها المتناثر حول وجهها الشاحب المغرق بالدموع ....



الا أنها هزت رأسها بعنف لتنفض يده عن خصلاتِ شعرها ..... وهي تلهث غضبا و خوفا بعنف بالرغم من دموعها المتفجرة ثم لم تستطع تحمل الصمت فصرخت و هي تدفعه في صدره بقوة الا انها كما لو كانت تضرب حائطا خرسانيا



(لماذا لا تتكلم ؟...... أخبرتك بأن عمي مزق عقد الزواج مع والدك ..... و مضى كلا منا الى حياته منذ عشر سنوات , فلماذا عدت الآن ؟...... كنت قد وطنت نفسي على نسيان تلك الفترة السوداء من حياتي , فلماذا عدت الآن ؟........ لماذااا ؟؟؟؟ )



عادت لتبكي بعنف و هي تشهق منتحبة و قد فقدت السيطرة على نفسها تماما , فما كان منه الا أن جذبها بين ذراعيه ليدفن وجهها المرتعش بكاءا في صدره بقوة ..... حاولت دفعه و حاولت المقاومة دون جدوى .... فاستسلمت لذراعيه



ورأسها يرتاح غصبا على صدره القوى اللاهث و الذي من شدة اتساعه شعرت و كأنها تفترش رمال الشاطىء الدافىء تحت أشعة الشمس كما كانت تفعل و هي صغيرة ...... بكت .... بكت كثيرا وهي لا تجد سبيلا للتوقف , فها قد عاد اليها ماضٍ مخزٍ كانت قد اعتقدت أنها دفنته منذ سنين ...... لكنه عاد الآن بعودة ذلك المجنون الذي يكبلها بين أحضانه و هي لا تجد القدرة على الفكاك منه



عادت لتشهق حتى بللت قميصه تماما و مع كلِ شهقةٍ كان يشدد من ضمها الي صدره ...... بعد دقائق طويلة , استطاعت أن تسحب عدة أنفاس مجهدة وهي تحاول أن تسيطر على نفسها .....رفعت وجهها المتورم بشدةٍ وهي تنظر اليه ببطءٍ وقد نال منها التعب بقوة



ظلت تنظر الى عينيه لعلها تجد فيهما أثرا للرحمة .... لكن لماذا ؟..... لماذا تستجدي منه الرحمة ؟... فهو لا يملك أي سلطةٍ عليها ....

بأمر الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن