لكن للأسف انقضت الدقائق كما ينقضي كل وقتٍ جميل بسرعة البرق ......وبعد أن خرجت حنين متثاقلة من باب سلم الطوارىء ..... يتبعها عمر , التفتت اليه مبتسمة دون أن تجد القدرة على الكلام ثم أطرقت برأسها مباشرة ما أن طالعتها عيناه حتى عاودها الاحمرار الأحمق ...... لذا لم تقل سوى ( اذن ...... سأذهب الى ..... مكتبي )


ابتسم عمر ابتسامته التي أهلكتها من الأعماق

يالهي ما أحنها من ابتسامة ..... هذا الرجل خلق ليكون أبا .... حتى لمن سيحبها ..... يالهي اجعلني أنا هي ......يا رب اجعلني أنا هي ..... .......

أفاقت على صوته وهو يقول برفقه المعتاد ( الى اللقاء ...... وهذه آخر مرةٍ تتناولين طعامك هنا بمفردك كالمساكين ....... مفهوم ؟....)

أومأت برأسها مبتسمة ..... ثم استدارت لتبتعد بتعثر ...... وما أن اختفت من أمام ناظريه حتى رن هاتفه , نظر الى الإسم المضيء .... بوجوم ليرد في النهايةِ قائلا مغتاظا قليلا

( مرحبا ...... كيف حالك يا صديق ؟....... نعم .... نعم الحمد لله ......)

سكت وهو يسمع السؤال اليومي المعتاد ليجيب في النهايةِ بالرغم من عدم اقتناعه بما يحدث

(إنها بخير ...... لا تقلق ...... هل تعلم أنها ........)

ثم سكت بعد لحظةٍ ليقول ( لا ..... لا شيء ...... اطمئن ..... حسنا هل سأراك هذا المساء ؟... )

بعد أن أغلق هاتفه..... زفر بعمقٍ وهويضع يديه في جيبي بنطاله ناظرا أمامه الى الممر الطويل الفارغ ..... متسائلا إن كان ما يفعله صائبا أم أنه يخطىء في حق فتاة صغيرة لم ترى سوى الألم في حياتها .......

.................................................. .................................................. .................................................

في مساءِ هذا اليوم ...... شعرت حور بهمجية الغضب الأحمق وهي تستمع الى المربية المتلعثمة و التي تبلغها بأن والد معتز قد اتصل و أعلمها بنيته في ابقاء معتز للمبيت معه الليلة ..... اشتعلت عينا حور وهي تنظر اليها , أيجرؤ على أن يبلغ المربية دون أن يهاتفها هي ..... و قد اتخذ القرار دون حتى أن يسألها الموافقة .... هل نسي أنها أم معتز وهي الوحيدة صاحبة أي قرار يخصه .....

كانت لتوافق بالطبع مقابل أن تسمع صوت نادر يأتيها لطيفا مطالبا بإبقاء معتز .... هي لن ترفض فمعتز لا ينام بجوارها في أي حال من الأحوال .... لكنها كانت تود استغلال أن يهاتفها نادر ويطلب منها شيئا .... أي شيء .... قد يقرب بينهما من جديد حين يسمع صوتها الموافق و الذي كانت لتودعه كل إغراء العالم و سحره ....... منذ أن واجهها بطلب الطلاق و هي تبدو كالمجنونة ... تشتعل حين يقترب منها أي أحد ..... سبحن من صبرها أمامه ساكتة هادئة ..... ضائعة العينين لكنها صمدت حتى خرج دون أن تنطق بكلمة ....

بأمر الحبWhere stories live. Discover now