بعد وفاة والديها والتي كانت وحيدتهما سارع عمها الى ضمها الى أسرته ..... وقد احتضنتها زوجة عمها كواحدة من أولادها تماما , الحاجة روعة ..... نعم هذا هو اسمها روعة ....... فكانت الأم الثانية لها , ..... تتذكر جيدا تلك الأيام التي مرت عليها وهي تحاول التداوي بين أسرتها الجديدة , في البيت الكبير القديم و الذي رفض الحاج اسماعيل بيعه تماما أو الإنتقال منه .........



الى أن جاء الفقد الثاني في حياتها بعد عامٍ واحد فقط ...... بطريقةٍ مفزعة مختلفة تماما عما سبقتها ......حالة ... مجرد حالة حدثت فجأة أمام أعينهم الصغيرة ....... تركت أثرا غائرا في كلا منهم الى الآن لم يستطيع أيا منهم مداواته ..... إن كانت هي ...أو حور .....أو مالك .......



لا ..... لا ..... ليس هذا وقت تلك الذكريات الحزينة الآن ...... لقد تأخرت على تحضير الإفطار ولابد أن زوجة عمها الآن ستسارع الى تحضير كل شيء ........بينما تلك هي مهمتها كما أيضا الاهتمام بمعظم شؤون المنزل فالحاجة روعة لا تسمح بأن يقوم غيرها بشؤون البيت ..... الا حنين ..... , وهي ليست تتذمر أبدا بل هي تفعل ما تفعله حبا لعمتها و إكراما لعمها رحمه الله و الذي ستظل تترحم عليه طوال حياتها ....... يكفي أن عاصم قد وافق على عملها والذي لا يتجاوز ساعاتٍ قليلةٍ من النهار .....على الا يؤثر ذلك على مساعدتها الزوجة عمها و التي أصبحت صحتها في تراجع مستمر ........ليست المساعدة عملا مضنيا في وجود سيدة و ابنتها رضا .... لا تحتاج أسرة رشوان الى خادمةٍ اضافية .... لكن زوجة عمها في حاجةٍ لها هى على وجه الخصوص والكل أدرك ذلك .... حنين هي المتبقية لها من زمن الحاج اسماعيل نوعا ما , لذا فالكل أراح ضميره بوجود حنين بجانب أمهم ليعوضونها عن انشغالهم ............



و هي لا تريد ترك عملها البسيط أبدا ..... فبالإضافة أنها تتحمل نفقاتها الواهية براتبه البسيط موهمة نفسها بأنها تحافظ على كرامتها بهذا الشكل , الا أن السبب الحقيقي ..... هو وجوده ........



الرعشة المعتادة ضربت قلبها ... حبيب القلب ..... حلمها..... حلمها البعيد المنال ......سبب أحزانها و ألامها ... ذلك الوغد الذي لم يشعر بحبها يوما ....... بل كما تظن أنه لا يتذكر اسمها أصلا ما أن يغادرها .... في الواقع لم تبدأ في رؤيته سوى من سنةٍ واحدة ....



سنةٍ واحدةٍ من حبٍ عنيف طاحن ..... من طرفٍ واحد..... طرفها هي ........بينما الطرف الآخر يبدو وكأن طبقةً من الصدأ قد صنعت سدا منيعا حول قلبه الأعمى و الذي لا يراها أصلا .........

بأمر الحبWhere stories live. Discover now