أدم-Adam

الجزء الأول

خرج أدم يتفقد صندوق بريد منزلهم منذ أكثر من شهر ينتظر رسالة القبول التي ستغير حياته لكنه وجدها الأن

دخل بسرعة و اتجه لغرفته

-ادم تعالى للفطور

-أمي لاأريد شيئا وصلت الرسالة التي ستغير حياتي

-رسالة قبول جامعة فرنسا

-نعم ستتغير حياتي أخيرا سأذهب لفرنسا سأدرس الهندسة اشعر انني سوف اطير

-تعال يابني أفتحه و اخبرني مالمكتوب فيه

-اريد أن انفرد به لوحدي سأفتحه و أقرأ كل كلمة فيه أشعر انني في حلم

دخل أدم غرفته و اغلق الباب بالمفتاح كأن هناك أحد سيلحقه و يسرق منه هذا الظرف الذي ربط كل مستقبله و طموحاته به

بدأ يفتحه بأطراف اصابعه بهدوء و تركيز تام وهو يفتح احد عينيه و يغمض الأخرى الى ان أتم فتحه

بدأ يقرأ كلماته بتمعن و قلبه ينبض بسرعة بعد كل كلمة الى أن وصل الى تلك الجملة اللعينة التي جعلت كل الفرشات الملونة التي تحلق حوله لشياطين سوداء
"نأسف لإعلامكم انه قد تم رفض مطلبكم للإلتحاق بكلية الهندسة بباريس. حظا موفقا"

بماذا سيفيدني أسفكم أيها الاوغاد لقد دمرتم مستقبلي أحلام عشرين سنة بأكملها ذهبت في ثانية من أين سيأتي الحظ الموفق الأن طبعا الكلام سهل معدلي أعلى من المعدلات التي تطلبونها لكن واضح طبعا لماذا تم رفضي

قاطعه صوت والدته من المطبخ

-أدم تعالى بسرعة و أخبرني مالذي كتب في الرسالة لاتتأخر أكثر أو سيقضي قاسم و سارة على الأكل

خرج من غرفته و ذهب للمطبخ جلس بجانب أخته

-بني لماذا وجهك شاحب و اختفت ابتسامتك و حماسك
-تم رفض طلبي ياأمي تبخرت كل أحلامي بسبب ظرف غبي مكتوب بالفرنسية اللعينة كم كرهت ذلك البلد أتمنى ان يحذف من خريطة العالم لقد دمروني تماما

أختفت ابتسامة أمه ايضا فهي تعرف كم كان ابنها متحمسا للدراسة في فرنسا كم تعب و سهر ليحصل على أعلى معدل في البلاد بقي سنة كاملة يدفن نفسه بين الكتب و الكراسات حتى أنها دائما تطلب منه ترك الدراسة و مشاهدة التلفزيون أو الخروج مع أصدقائه لكنه يرفض هذا تماما كل وقته لدراسته فقط

مسحت أخته سارة على شعره

-ليست نهاية العالم أخي بالعكس هذا أفضل على الأقل هكذا لن أحرم من رؤية وجهك كل يوم