|| 19 ||

13.8K 1.8K 276
                                    

الشابتر الجي بيكون الأخير ❤
وترقبوا الرواية الجديدة :') جداً متحمستلها لأنها مهمة ❤

________________________________________

لم أتحرّك من مكاني فوق ذلك الكرسيّ لمدة، بل بقيتُ أحاول إستيعاب ماخطتهُ أنامل هاري في هذا الدفتر.
وبينما كنتُ شاردة الذهن إنتفضتُ على إهتزاز هاتفي.

"رايجن مكاليستر تتحـ.." بدأتُ أقول لولا أن قاطعني صوت كارلوس.
"رايجن تعاليّ للمركز حالاً!" قال وقد بدا غاضباً.. او لربما حانقاً.. ولكنهُ كان مزيجاً بين الأمرين.
"كارل، ماذا يحدث؟" سألتهُ خائفة وقد نهضتُ من على الكُرسيّ.
استطيعُ سماع ضوضاء شديدة حوله.
"هاري يُحاول الإنتحار." صرخ لأسمعه.

للحظة، تلاشت رؤيتي وعادت فجأة، وقد وقفتُ في مكاني.
أنا لم أستوعب ماقرأتهُ بعد، كيف سأستوعب ماقالهُ كارل للتو؟

استعدتُ تركيزي سريعاً وخرجتُ ركضاً نحو سيارتي وتوجهتُ للمركز.

أثناء قيادتي، ادركتُ أمراً.. أمراً لم أعرفهُ من قبل..

تساءلتُ ماذا إن فقدتُ هاري فعلاً؟ ماذا سأفعل؟
الشيء الوحيد الذي كان يجعلني أتحمل ماعشتهُ في الفترة الأخيرة هي فكرة أن هاري سيُعالج وسيكون بخير، ولكنهُ يحاول الإنتحار.
ماذا لو فقدته؟

هذه الفكرة وحدها جعلت قلبي يتمزّق لألف قطعة وقطعة.

هاري، ذلك الرّجل الساحر بلطافته، بغض النظر عن تلك التراهات التي كتبها في كتابهِ السخيف، ولكنهُ لا يستحق الموت بهذه الطريقة..

أدركتُ الآن بأني أُحبّه.

لم أتمالك نفسي وقمتُ بالضغط على البنزين، أردتُ أن أكون هناك حالاً، أن أُصلح كُلّ شيء!

في غضون خمسة عشر دقيقة وصلتُ للمركز، لابد أني أفرطتُ في السرعة لأن المركز خارج حدود المدينة وآخذُ عادةً ساعة إلا عشر دقائق في الوصول.

عندما ركنتُ سيارتي لاحظتُ الحشد الكبير المجتمع حول المركز.
قمتُ بشقّ طريقي بينهم حتى لاحظني كارلوس.

"رايجن! أفسحوا لها المجال!" صاح وقد تقدم ليسحبني من ذراعي.

"ما الذي يحد.." كنتُ سأسأله لولا أن رأيتُ هاري يقف فوق سطح المركز، كيف وصل إلى هناك؟

"هاري!! هل جُننت؟!" صرختُ من الأسفل حتى يسمعني ولكنهُ لم يُحرّك ساكناً وكأني غيرُ موجودة.
"رايجن، حاولي إنزاله من فضلك." طلب كارلوس وقد بدا خائفاً، فهو مريضه.
"هل يمكنكَ إدخال الجميع للداخل؟" طلبتُ منه، هزّ كارلوس رأسهُ موافقاً وقد بدأ بالصراخ على الجميع ليدخلوا ويعودوا لغرفهم.
"رايجن، هؤلاء سيبقون، في حال إن قفز هاري يمكننا فتح المهبط لينزل دون أذى." قال كارل مُشيراً لعدد من الرجال.

"هاري، إصغي لي، لقد قرأتُ ماكتبته في ذلك المنزل المهجور، وأُريدكَ أن تعلم بأنهُ كيفما كان الأمر.. أنا متأكدة بأنهُ ليس خطأك، أنتَ حتماً لستَ من ذلكَ النوع من البشر.." بدأتُ أقول له وقد نظر نحوي الجميع بإستغراب.

"أنا لم أرحل مطلقاً لأني لا أُريدك.. أنا فقط ظننتُ بأن هذا الأفضل لكلينا، أردتُ سعادتكَ فقط حتى لو كانت سعادتكَ أنت ستأخذ سعادتي." عُدت أقول له وقد أخرجتُ كلّ مافي قلبي من أحاسيس ومشاعر كانت مكبوتة في الفترة الماضية.

"أنتَ ألطفُ شخصٍ قابلتهُ في حياتي، ولو كانت والدتكَ على قيد الحياة لكانت ستكون فخورة بكَ جداً.." أخبرته وقد تذكرتُ ماكتبه.

"أنا أُحبّك أيّها الغبيّ إقفز سنُمسك بك!" صرختُ له، وقد نفذَ صبري، أردتُ صفعهُ لأنه جعلني أقلق عليه بهذه الطريقة المجنونة.

في تلك اللحظة تماماً قفزَ هاري، وهرعَ الرجال يقفون تحت المبنى الطويل بالمهبط لينزل عليه.

"غادري!" قال كريس.
"ماذا؟" سألتهُ منصدمة.
"قلتُ غادري لقد ساعدتِ في إنزاله وشكراً لكِ، ولكن وظيفتكِ الآن إنتهت، غادري!" قال بجدية وقد بدأ حُرّاس الأمن يحاولون سحبي من ذراعي للخلف نحو بوابة الخروج.

"هاري أنا آسفة!!" صرختُ له ليسمعني.

لا أريده أن يظنّ بأني قلتُ ذلك الكلام فقط لينزل وأني لا أعني منهُ شيئاً وقد رحلت بعد نزوله فوراً.
لأني أعني كلّ كلمة خرجت من فمي، أعني كلّ شيءٍ قلته.

قام حُرّاس الأمن بقفل البوابة الرئيسية بعد خروجي، وقد بقيتُ واقفة بجانب سيارتي كالبائسة.

عدتُ للمنزل، وأنا أشعُر بأن جسدي لا يمكنهُ الوقوف أكثر، أشعة بالإنهيار تماماً..
لربما هذا ماكان يشعرُ بهِ هاري عندما حاول الإنتحار.

قررتُ الإتصال بكارلوس، أردتُ أن أسأله ما الذي حصل حتى قرر هاري معاودة الإنتحار؟ هل قام أحدهم بمضايقته؟
هاري حساسٌ جداً.. لا يجدر لأي أحد أن يضع يدهُ على جرحهِ ويضحك.

"رايجن أنا حقاً لا أريد الكلام الآن.." قال كارلوس بتعب فور فتحه للخط.
"أرجوك، لن أُطيل الكلام، ما الذي حدث؟ ما الذي دفع هاري للإنتحار؟" سألتهُ على وشك البكاء، لازالت فكرة إنتحارهِ تُرعبني.
"الحقيقة مؤلمة، ولكنها غلطتكِ رايجن، ليتكَ لم تتورطي في هذا منذُ البداية." قال متنهداً.
"ماذا تقصد؟" سألته وقد استلقيتُ فوق سريري لأن قدماي لا تحملانني، وكلام كارلوس قد زاد الأمر سوءاً.
"منذُ أن أخبرتهُ بخبر إستقالتك وهو لا يتصرّف على طبيعته وقد قال بأنهُ كان يعلم بأن هذا سيحدث لأنكِ تتهربين منه ولا تهتمين لأمره." قال لي.
"كارل، أنت تعلم بأني استقلتُ بسبب تسجيلات المراقبة، أعلم بأن كريس أخبرك، أنت تعلم بأني فعلتُ كل هذا لمصلحته، أرجوكَ أخبرهُ بهذا، لا تجعلهُ يُشكك في مصداقيتي معه." قلتُ متوسلة.
"سأرى، أخلدي للنوم الآن، أنا واثق بأننا جميعاً متعبين." قال ثم أقفل الخط.



إعادة تدوير الإنتحار | h.sWhere stories live. Discover now