|| 10 ||

16.6K 1.9K 394
                                    

تحديث عشان اليوم مافي اختبار بس بكرا كرف :(
عموماً أحب اقلكم ان الحماس يبدأ من هالشابتر ❤

انجوي ~

______________________________________


"لقد اعتادتنا الطيور." قال هاري مُشيراً للأعلى.
"كيف تعرف؟" سألته بينما تفقدتُ هاتفي لأي إتصالات فائتة.
"لقد تركت صغارها وذهبت بحثاً عن الطعام." قال وهو لايزال ينظر للأعلى.

كالعادة كانت الساعة الخامسة وكنّا نجلسُ في بقعتنا المعتادة في الحديقة، لقد أصبح هذا من روتيني كلّ يوم، ولأكن صريحة فأنا مستمعة بنزهاتنا الصغيرة.
أحببتُ الإستيقاظ مبكراً قبل بزوغ الشمس وصنع الوجبات الخفيفة، كان هاري من النوع الذي يقبل بأي نوعٍ من الطعام يُقدم له، ويمدحُ ما أصنع دائماً، لذا كلّما فكرتُ في ابتسامة هاري وفرحته بما أصنع كلما ملأني الحماس لصنع المزيد والمزيد.

هذا هو ثاني أسبوعٍ لنا وقد عرفتُ عن هاري الكثير، فنحنُ عادةً مانجلس ونتحدث ونتحدث حتى ننسى الوقت ثم نركضُ على عجل للسيارة عائدين بقلق.

"صحيح، لقد أخبرتني أنك تهتم للطيور ولكني لم أتوقع بأنك خبير لهذه الدرجة." قلتُ مبتسمة.
"كنتُ أحب الخروج بمفردي لتنشق الهواء إذا غضبت، وقد اكتشفتُ يوماً منزلاً مهجوراً في الريف.." بدأ يقول لي.
استمعتُ لبقية حديثه بشغف، أُحب أن اعرف عنه شيئاً جديداً كلّ يوم.

"لابدّ أن صاحبهُ قد إعتاد على مراقبة الطيور لأني وجدتُ منظاراً عند النافذة، وطعاماً للطيور وغيره، فبدأتُ بمراقبتها وقد عرفتُ عنها بضعة أشياء، اتساءل ماذا حدث لصاحب المنزل." قال هاري وهو في تفكيرٍ عميق.
"يبدو جميلاً من حديثك." قلتُ له بجدية.
"مارأيك أن نذهب لهُ غداً؟" سألني وقد برقت عيناهُ في بهجة.
"هذا يبدو جيداً، ألازلتَ تتذكر الطريق؟" سألته.
"بالطبع أتذكره، يقع في جنوب ريف هولمز تشابل." قال متأكداً.

"حسناً إذاً سنذهب غداً، والآن لنعد؟" عرضتُ عليه.
نهضَ هاري ومدّ لي يده ليساعدني على النهوض.
"هل تحتاجين الخبز المتبقي؟" سألني.
"لا أظن.." أجبته غير متأكدة من سؤاله.
"تعالي إفتحي لي كفّيك." طلب مني.
فتحتُ له كفّاي فتقدم هاري وأخذ الخُبز ثم قام بتفتيته على يديّ ووقف بجانبي.
"لا تتحركي، حسناً؟" طلب مني مجدداً وصمتنا.

"إنظري، إنهما ينظران نحو يديكِ، يدرُسان الموقف ما إذا كان آمناً أم لا." قال بهدوء.
"ماذا أفعل الآن؟" سألته.
"لا شيء، فقط لا تُحرّكي ساكناً." همس.

ماهي إلا دقائق وقد هبطَ إحدى الطيور من الغصن ليقف على معصمي، اعتصرتُ بملامح وجهي، كان ملمسُ قدميه يدغدغ، ومازادهُ سوءاً هو عندما نقر بمنقاره ليجمع الفُتات.

ولكن بغض النظر عن كلّ هذا، كان موقفاً جميلاً، وقد وقف هاري مبتسماً يراقب مايحدث.

إنتهى الفُتات وطار الطائر ليترُك يدي فارغة، وتقدّم هاري ليقودني نحو السيارة.

"كان ذلك مذهلاً." أخبرتهُ مبتهجة بينما أدرتُ مُحرّك السيارة.
"أعلم، لقد جربتُ هذا من قبل." أخبرني مبتسماً.

عُدنا للمركز، ولكن لمفاجأتي كانت الأضواء مُنارة، من المفترض أن تكون مطفئة..
رمقني هاري بنظرة قلق.

"لا تقلق، كلّ شيء سيكون بخير." طمئنتهُ قائلة.
فتحتُ باب السيارة.
"لا تتركيني." طلب هاري فجأة.
"أنا فقط سأ.." بدأتُ أقول له.
"كلاّ، إمّا أن يُكتشَف أمرنا معاً وإلا فلا." قال بجدية.
"حسناً، ما رأيكَ أن تنزلَ أولاً؟ إذهب من مدخل الحديقة وكأنكَ كُنتَ تتنزه." أخبرته.
"ماذا عنكِ؟" سألني.
"لا تقلق بشأني، سأتدبّر أمري." قلتُ له بنبرة هادئة ليطمئن.

التفت هاري ليفتح الباب ثم توقف للحظة والتفت نحوي متردداً.

"راي، في حال أُكتشِف أمرنا.. فلتعلمي بأني شاكرٌ لكِ." قال بهدوء ثم انحنى متردداً وطبع قُبلة دافئة على جبيني.
"هاري، اعتني بنفسك." طلبتُ منه مبتسمة.

خرجَ هاري من السيارة ودخل من مدخل الحديقة الخلفيّ.
بعدما تأكدتُ من خروجه أطفأتُ المُحرّك وخرجتُ من السيارة كذلك ثم وضعتِ بصمتي ودخلت.

فور دخولي واجهني كريستوفر.

"كريس.. يمكنني أن أشرح لك.." بدأتُ أقول له متلعثمة.
ولكن كريستوفر فاجأني بمعانقتي فجأة.

ماذا حصل..؟
هل هو يبكي..؟

كانت أنفاسُ كريستوفر دافئة ترتطم بعُنقي وهو يشهق.

"لقد ماتت.. ناتالي رحلت للأبد." قال متألماً.

تحطّم قلبي لأشلاء عندما سمعتُ تلك الكلمات تغادر فمه..
لطالما كنّا نعرف بأنه لم يتبقى لها الكثير لتعيشه ولكن لايزال أمر موتها صدمة لنا جميعاً.
لو علمَ هاري سيحزن كثيراً، فناتالي كانت دائماً تجلبُ له القصص والكُتب لأنها تعرف كم يحبُ القراءة.
أنا وناتالي كنّا الوحيدين اللذان تحدث معهما هاري..

ناتالي، سأفتقدكِ..

رفعَ كريستوفر رأسه من كتفي وزحزح نظارته ليمسح دموعه.

"ساعديني، لنُجهّز لها جنازة مثالية." طلب مني.
"سأفعل كريس، لا تقلق." أخبرته.

صعدنا أنا وكريس للطابق العلوي لنجد الأطباء جميعاً يقفون حول جثمان ناتالي الصغيرة التي احتضنتها الأغطية، لم أستطع النظر.. لطالما كرهتُ النظر للميتين كيفما كان الموقف.

"سأقوم بتجهيز الجنازة في الحديقة، كاميليا ستساعدني." أخبرتُ كريستوفر على عجل ثم خرجت.

عندما خرجتُ من المكتب فُتحَ الباب ليواجهني هاري.

قفزَ قلبي من موقعه، بينما كانت نظرات الخيبة تملأ وجه هاري وهو ينظر لمعطفي الأبيض ومكتب الأطباء خلفي.

هل يمكن أن يزيد الوضع سوءاً؟

إعادة تدوير الإنتحار | h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن