|| 18 ||

14.1K 1.8K 164
                                    

تحديث ثاني لأنكم اتفاعلتوا معايا بشكل جميل ولو كملتوا بحدث تحديث ثالث ♡♡

+ الجميلة هذي ZnhLsr سوت كتاب فكرته جميلة جداً ومسلية وصراحة اتشرفت إني اكون اول مقابلة لها، ياريت دعموها And show her some love ❤❤

______________________________________

ساعتي البيولوجية قد إعتادت على موعد العمل، وجدتُ نفسي مستيقظة اليوم في موعد إستيقاظي المعتاد كلّ صباح.
حتى عندما أستقيل لا أرتاح.

قبل النهوض من السرير تفقدتُ هاتفي لأرى أي مكالمات فائتة من المستشفيات التي قدمتُ طلب عملٍ فيها ولكني تفاجأتُ بإتصالٍ من كارلوس.
كاد قلبي أن يخرجَ من قفصي الصدري لشدّة نبضه، لماذا؟
إتصلتُ بكارلوس سريعاً.

"أهلاً رايجن." أجابني بصوتٍ ناعس.
"هل إتصلت ليلة أمس؟" سألته دون السؤال عن حاله، كنتُ خائفة لسببٍ ما لدرجة أني لا أهتم.
"نعم، أردتُ إخبارك بأن هاري قد سأل عنكِ بالأمس.." أخبرني.
"وماذا قلتَ له؟" سألتهُ بفضول.
"لم أعرف ماذا أقول، قلتُ بأنك مريضة، لذا أتصلتُ لأسألك ماذا أقول له لو سألني اليوم؟ هل تريدين أن أخبره عن إستقالتك أم لا؟" سألني.

لربما لو كارلوس أخبرهُ بإستقالتي سينسى أخيراً.

"يمكنك إخباره." قلتُ له أخيراً.
"جيد، عندما يسألني سأقول له، طاب يومكِ رايجن." قال بلُطف.
"ويومكَ كارل." قلتُ ثم أغلقتُ الهاتف.

هذا أحسن لكلينا..

أشعرُ بالممل، أريدُ شيئاً لأفعله، لا أُحب الجلوس دون فعل شيء بهذه الطريقة.

وللحظة تذكرتُ هاري عندما ذكر لي ذلك المنزل الذي إعتاد على الذهاب له ومراقبة الطيور.
إعتصرتُ ذهني أكثر لأتذكر العنوان جيداً.

لقد قال بأنهُ يقع في الريف.. الريف الوحيد الموجود هنا هو خارج المدينة بعدة كيلومترات..
لأذهب وأُجرّب.. فأنا لا أملكُ شيئاً آخر لأفعله بأيةَ حال.

قمتُ بتناول إفطاري ثم ارتديتُ ثيابي وصعدتُ لسيارتي متوجهة نحو العنوان الذي أظن بأنهُ هو ماكان يقصده هاري.
بينما قمتُ بتشغيل الراديو لأغني مع تلك الأغاني التي آمل بأن تنتشل ذهني من تفكيري في المركز وهاري.

دخلتُ في المنطقة الريفية وبدأتُ أركزّ ناظريّ على المكان بحثاً عن منزلٍ مهجور بالمواصفات ذاتها التي وصفها هاري.
لمحتُ منزلاً يقفُ شامخاً بالرغم من اهترائهِ.
ركنتُ سيارتي بالقربُ منه، عرفتُ فوراً أنهُ هو المنزل الذي يقصدهُ هاري لأن النافذة الوحيدة المفتوحة كان يخرجُ منها منظاراً طويلاً كالتيليسكوب ولكنهُ ذو طرازٍ أقدم بقليل.

ملأني الفضول لأكتشف هذا المنزل الأشبه بالكوخ الصغير لأنهُ بدا كغرفة واحدة فقط ودورة مياه، كان المكان مليئاً بالغبار ولا يوجد أثاث سوى كُرسيّ ومنظار.
على الرّف المهترىء المُغطى بالغُبار كان هناك كيساً بلاستيكياً ضخماً وقد كُتب عليه "طعام".
تقدمتُ وحاولتُ إنزال الكيس من الرّف لأجدهُ يحتوي على الحبوب الخاصة بالطيور.

لفتَ نظري شيءٌ ما كان تحت الكيس ولكن الرّف كان مرتفعاً لا يمكنني سحبه كما قمتُ بسحب الكيس.
جلبتُ الكرسيّ وتمنيتُ ألا ينكسر ثم صعدتُ عليه.

كان فوق الرّف كتاباً، أشبهُ بالدّفتر.
أخذتهُ ثم نزلت وأعدتُ الكرسيّ مكانه وجلست.

كان الكتابُ يحتوي على معلومات عن الطيور في وصورٍ لها، وملاحظات صغيرة.
كلا أعرفُ خطّ يد هاري ولكن ربما ليس خطه، فهذا المكان ليس ملكهُ بل وجده، ربما هذا الكتاب ينتمي لمالك المكان الأصلي.

داخل الكتاب كان هنالك دفتراً أصغر، وقد بدا جديداً بالنسبة للكتاب.
فتحتهُ بفضول.

"اليوم الثالث عشر من شهر مايو:
أُقدم إعتذاراتي لكلّ الذين خذلتهم، ولكن بعد فقدان أمي وأختي ومشاهدتهما تحتضران لا أظن بأني سأبقى الشخص ذاته، خصوصاً وإن كنتُ أنا السبب في موتهما، فالموت ليس الخسارة الكبُرى.. وإنما الخسارة هي مايموت فينا ونحنُ أحياء، وأنا قد ماتت إنسانيتي."

هذا بالتأكيد دفتر هاري!! لأن مقولة الموت والخسارة مقولته وقد قالها لي في السابق!
ولكن عمّا يتحدث؟ كيف يُعقل بأنهُ هو السبب في موت والدتهِ وأخته؟

كان فضولي يخبرني أن أذهب للمركز وأسأل هاري ولكني لا أريد..

حاولتُ قراءة بقية الصفحات ولكنها كانت ممزقة.

لقد أخبرني هاري بأنه كان يأتي هنا لمراقبة الطيور وتصفية ذهنه، ولربما كتب هذا قبل محاولة إنتحارهِ الفاشلة.

ولكن مهما يكن، فلابد أن هنالك تفسيراً مقنعاً لكل ماقرأتهُ للتو.





إعادة تدوير الإنتحار | h.sWhere stories live. Discover now