|| 9 ||

15.8K 2K 337
                                    

تحديث لعيد ميلاد الاوطة الصغنونة دي Lola_55
Happy birthday babe 💕

___________________________________

"هل تتزوجينني؟" قال هاري ضاحكاً وهو يقوم بحشو فمه بقطع الحلوى.
"وكيف حزرت؟" سألته.
"إنظري للذكر أنهُ يُخفض رأسهُ لها." قال مستنتجاً.
"أظنهُ يجادلها لأنها أخذت الطعام من فمه." قلتُ صريحة.

كُنا أنا وهاري نجلسُ في الحديقة العامة، ونقوم بتخمين ماتقوله الطيور التي وقفت على غصن الشجرة.
الساعة الآن الخامسة صباحاً.
لقد أخذتُ هاري خلسةً من المركز وأخبرتهُ أننا سنتنزه قليلاً ثم نعود.

"هاري.." ناديتهُ.
التفت هاري نحوي مبتسماً.
"هل يمكننا الخروج هكذا كلّ يوم؟ لأني لا أستطيع رؤيتك خلال اليوم سوى في هذا الوقت، أرجوكَ لا تُخبر أحداً." قلتُ له بجدية.
"راي، لماذا؟ ماذا حصل؟" سألني قلقاً.
"لا شيء، ثق بي فقط." طلبتُ منه.
"أنا بالفعل أثقُ بكِ." أجابني بهدوء.

إنه يثقُ بي، وسأحاول جهدي أن لا أكسر ثقته.
سأحاول الخروج معه كلّ يوم خلسة، حتى لايقوم أي أحد بتحطيم كلّ ما أنجزته من علاج مع هاري.

"هذه الحلوى لذيذة." قال هاري مقاطعاً تفكيري.
"أنا صنعتها." قلتُ بخجل.
"حقاً؟ إنها جيدة بالفعل." قال مجدداً.
"يمكنك أخذها للمدينة." قلتُ له وقد كدتُ أن أُخطيء وأقول مستشفى.

ابتهج هاري وحمل الكميّة المتبقة من الحلوى في يده.

"لنعُد؟" سألته.
تبعني هاري موافقاً ثم صعدنا للسيارة.

"لا أُريد البقاء في تلك المدينة الصغيرة بعد الآن، أريد الخروج." قال هاري فجأة عندما قمتُ بتشغييل المحرّك.
"ستخرُج قريباً." أجبته.
"كيف تعرفين؟" سأل.
"أنا فقط أعرف." أجبته مجدداً.
"لماذا لا يسمحون لنا بالخروج؟" سأل مرة أخرى وقد بدا فضولياً.
"لا أعلم هاري، أنا مثلك، مجرد نزيلة في تلك المدينة." قلتُ وشعور الذنب يمزّقني.

لقد استيقظ هاري بعد قفزه من السطح في المركز، وهو مقيد ومجبّر.
ولا يعرف شيئاً عن كيفية وصوله، كل مايتذكره أنهُ قفز.
لقد أخبره الأطباء بأنهُ نزيل في هذه المدينة، ليُصبح شخصاً أفضل وحسب.

"راي، اتذكرين ذلك اليوم؟ الذي قطعتِ فيه ذلك الوعد بأنكِ ستقومين بتغيير نظرتي، وأنكِ ستقومين بمنحي شيئاً أعيشُ لأجله؟" سأل وهو ينظر من النافذة.
"أجل، اتذكر، لماذا؟" سألته في المقابل.
"لقد فعلتيها." قال ببساطة.
"حقاً؟!" سألتهُ منصدمه وقد دستُ على المكابح لا شعورياً لتنتفض بنا السيارة.
"إهدئي." قال هاري ضاحكاً وهو يقوم بترتيب شعره.

"لا جدياً هاري، ماهو الشيء الذي غيّر نظرتك؟" سألته.
"ستعرفين أعدكِ، ولكن ليس الآن فلا تحاولي." قال مبتسماً.
"سأعرف بطريقتي." قلتُ متحدية وقد بدأتُ أقود سيارتي.

وصلنا للمركز، خرج هاري من السيارة وبقيتُ أنا في الداخل، لقد قمتُ بتعليمه كيف يتسلل دون إنطلاق جهاز الإنذار.
بعد دخول هاري المركز، قمتُ بوضع بصمتي في قسم الأطباء ودخلتُ من الناحية الأخرى.

"أنتِ مبكرة." إنطلقَ صوتُ نايل من خلفي مما جعلني أتوقف في مكاني.
"لقد استيقظتُ مبكراً جداً." قلتُ مبتسمة.
"هذا جيد، فأنا لا أراكِ في الجوار دائماً." قال وهو يمسك لي باب المصعد.
دخلتُ للمصعد بجانبه.

"كيف هو حالُ كريس؟" سألني.
"نحنُ لم نعُد مرتبطان." أخبرته بغرابة.
"حقاً؟ هذا مؤسف، هل كلّ شيء بخير؟" سألني.
"بالطبع، فالحياة لا تقفُ على رجُل." أخبرتهُ ضاحكة.

فُتح باب المصعد.

"حسناً، سأذهب الآن، اراكِ لاحقاً عزيزتي." قال لي مبتسماً ثم خرج.

صعدتُ لمكتبي وقمتُ بشرب قهوتي، ثم قرأتُ بضعة تقارير.

ألقيتُ نظرة على ساعتي، إنها التاسعة الآن.. هذا وقت عمل الأطباء، لابد أن الطبيب كارلوس سيذهب للقاء هاري.

خرجتُ من مكتبي سريعاً وهبطتُ للطابق الذي تتواجد فيه غرفة هاري.
شاهدتُ الطبيب كارلوس يتقدم، يرتدي بنطالاً وقميصاً عادياً، يبدو كشخصٍ عادي.

تظاهرتُ بأني مشغولة في قراءة الإعلانات على الحائط حتى سمعتُ كارلوس يدخل ويغلق الباب.
خلعتُ ورقة الأعلان من باب الإحتياط.

تقدمتُ ببطء ووضعتُ أُذني على الباب.

"مرحباً هاري، أنا كارلوس، يمكنكَ مناداتي بـ كارل." قال الطبيب مبتهجاً.
لم أسمع صوت هاري مطلقاً..

"أنا أقطن في الطابق العلوي." قال مجدداً.

لقد ذكرني عندما التقيتُ بهاري لأول مرة، ولكني اتساءل.. لماذا هاري لا يتحدث؟

"كيفَ هو حالكَ اليوم؟" سأل الطبيب وقد بدا متوتراً.
وهاري لم يُجيب.
سمعتُ الطبيبَ يتمتم شيئاً بهدوء.

فُتح البابُ فجأة لأسقط أرضاً.

"رايجن؟" سأل هاري وقد التفت الطبيب نحوه مندهشاً ثم عاد ينظر لي.
"لقد كنتُ.. آ.. أقوم بلصق هذه الإعلانات." قلتُ سريعاً وقد رفعتُ ورقة الإعلان التي خلعتها من الجدار.
"مسابقة تهجئة؟" سأل كارلوس وقد أخذ الورقة مني.
"مرحباً هاري." قلتُ محاولة أن أبدو طبيعية.
"أهلاً راي." قال هاري مبتسماً.
"إنهُ يتحدثُ معكِ.." قال كارلوس مستغرباً.
"أجل، نحنُ صديقين." قلتُ ببساطة.
"تسرني معرفتك، لقد كنتُ أراكِ في الجوار." قال كارل وقد تقدم وعانقني عناقاً ودياً.

"سأتحدث معك، فقط اتركها." قال هاري منزعجاً.
رفعَ كارلوس حاجباً ونظر نحوي.
"سيتحدث معك! هذه خطوة جيدة، بالتوفيق!" قلتُ سريعاً لأغير الموضوع ثم خرجت.

هل كان هاري يشعر بالغيرة؟

إعادة تدوير الإنتحار | h.sWhere stories live. Discover now