غضب والدها بشدة ولكن تمالك نفسه
يريد أن يتناقش معها بهدوء:
"بس ده مكنش قرارك من الأول بالعكس كنتي متحمسة بالرغم من معرفتك لكل أطراف الموضوع،
بس بما إنك غيرتي رأيك ممكن أعرف سبب كلامك الجديد ده؟ "
هنا لم تتمالك جويرية أعصابها وقالت بانفعال:
" دى حياتي وأنا حرة فيها مش لازم أبرر أفعالي وقرارتي لحد "
وعت جويرية على نفسها فذهبت مسرعة إلى أبيها كطفل خائف من حزن والده منه وارتمت فى أحضانه
قائلة بارتباك وتلعثم:
" آسفة يابابا مكنش قصدي أكلمك بالأسلوب ده
إنت مش حد فى حياتى إنت دنيتي كلها،
آسفة متزعلش مني، بس أنا مخنوقة اليومين دول وحاسة إني تايهة "
ربت والدها على كتفها بحنان فهو قد أيقن
أن ابنته بها شيء لأنها لم تتحدث معه
بتلك الطريقة السيئة قط لذا قال:
"مالك يا جورى فى إيه احكيلي وأوعدك إني هساعدك"
ترددت جويرية لوهلة ولكن عندما تذكرت حديث والدتها رجعت لبرودها ثانية قائلة:
" مفيش حاجة يا بابا بس نفسيتي تعبانة من الحالات الحرجة ومن الدم الكتير إللى بشوفها فى المستشفى "
علم والدها إنها ترواغ لذا سألها مرة أخرى
بنبرة شبه هادئة:
" لآخر مرة يا جوري مالك وإيه سبب قرارك ده؟"
صمتت لبرهة ثم قالت:
"زي ما قولتلك يا بابا ده أفضل قرار للكل"
ابعدها عنه بخفة ثم تركها متوجها إلى الباب
وقبل أن يخرج التفت لها قائلا بحدة:
" براحتك يا جويرية بس لو إللي طلع فى دماغي صح مش هيحصل كويس وهيبقى ليا تصرف تاني"
ثم خرج وأغلق الباب بقوة
وعندها فقدت جويرية آخر حبل لتمسكها
وانهارت باكية من كم ضغط الأعصاب التي
تواجهه من كل ناحية
.................
فى حارة النجا
بعد أن أنهى بلال عمله كان جالس فى غرفته وحيدا
فوجد عادل قد جاء ليجلس معه
هو يندهش فى كل مرة من هذا الأمر
فكلما شعر بالضيق أو بالوحدة يجد عادل قد أتى إليه وكأنه يشعر به ويشعر بأنه يحتاج أحد بجانبه
وبعد فترة قد ذهب عادل إلى بيته
فأحس بلال بالوحدة مرة أخرى فقام وتوضأ
وذهب مهرولا للقاء ربه ليؤنس وحشته
وبعد أن انتهى
قد خرج من الغرفة ليستنسق بعض الهواء
لانه يشعر بأن أنفاسه قد خطفت فأخرج دفتره وقلمه وخط ببعض الكلمات لكي يغيب بين سطورها وينسى واقعه لبعض الوقت ولكن وجد نفسه
يخط بتلك الكلمات:
~ الصمت
هُو المَلجأ الوَحِيد عِند نَفاذ الكَلمات
أَن تَشعر بَأن لَا يُوجد كَلمة تستحِق أَن تصِف شُعورك
عِندما تَجد أنّه لَا فَائدة مِن الحَديث
الكَثير بِداخلك وَلكن لَا يفقَه طَريقة الخُروج
تَتضارب المشَاعر والكَلمات والنتِيجة...
فَقط الصّمت ~
تنهد بعمق وارتياح بعد أن أخرج ولو جزء بسيط من مشاعره على الورق ولكن راحته لم تدم طويلا إذ سمع صوت رنين هاتفه واسم حذيفة ينير الشاشة فأجاب بلال عليه بلهفة
لا يعلم بأن تلك المكالمة
سوف تغير مجرى حياته
.
.
.
.
.
.
بعد مرور بعض الوقت
كان بلال جالس على فراشه يحدق فى الفراغ
يحاول تدارك ما سمعه من حذيفة
وتخطي ما يشعر به
صدح رنين هاتفه فى الأرجاء مرة أخرى
ولكنه تجاهله ومازال يحدق فى الفراغ
وعندما زاد الرنين عن حده نظر فى الهاتف
بنظرة خاملة باهتة متعبة فوجد اسم والد خالد
وقد استمر الاتصال وعدد المكالمات فى تزايد
لذا انقبض قلب بلال بفزع فأجاب سريعا
وكل ما سمعه كان:
" إلحق خالد يا بلال "
YOU ARE READING
أجنحة ذات قيود
General Fictionالنشأة فى ظروف عصيبة وواقع مؤلم هل هى مقياس للانحدار الاخلاقى أم إنها قابلة للتغير هل يستطيع الإنسان أن يتخطى ظروفه ويتخطى الصعاب ويحارب من أجل الخروج من مستنقع تلك الظروف ويصبح انسان أفضل أم سيستسلم ملقيا لومه على الأيام هل يستطيع الانسان أن ي...
☕ 30 ☕
Start from the beginning
