نبدأ بسم الله
ثم بالصلاة على محمد صلّ الله عليه وسلّم
قراءة ممتعة ツ
...........................
سمح والد جويرية لها بالتحدث مع بلال
بشكل منفرد، فقاما سويا يجلسان بعيدا بعض الشيء عنهم، ولكن على مرمى أنظارهم
أي أنهم ليسوا فى خلوة
وبعد أن جلسوا قد حل الصمت لبرهة بينهما
فى لحظة مليئة بالخجل والمشاعر المتضاربة
وكان كل ما يسمع ضربات قلبيهما الصاخبة
.
.
.
بعد تبادل التعارف بينهما وتبادل الأحاديث
علمت أنه يتيم وقد أخبرها بالعديد عن نفسه
وقد حدثها حتى عن الشخص العزيز عليه الذى فقده
فتأثرت بشدة من هذا ودعت له أن يجمعه الله
بهذا الشخص إذا مازال حيا
ولكنها توترت جويرية للغاية من ذلك
السؤال العالق فى حلقها، لا تعلم كيف تسأله
دون أن تجرحه، علم بلال بأنه يوجد شيء
تريد قوله لذا قال مبتسما:
"تقدرى تسألي على أي حاجة عايزة تعرفيها
وأوعدك إني هجاوب بصدق"
اندهشت من معرفته بهذا الأمر دون أن تتحدث
لذا تحمحمت قائلة بارتباك:
" ممكن اسأل حضرتك سؤال، أنا عايزة أعرف وجهة نظرك مش أكتر إنما الموضوع مش فارق بالنسبة ليا أتمنى متفهمنيش غلط"
كم أراد أن يتغزل بها الآن فلقد بدت له
لطيفة للغاية فى تلك اللحظة لذا ابتسم
بلال على خجلها وارتباكها قائلا:
" اتفضلى اسألي إنتي من حقك تعرفي أي حاجة
شغلاكي عني أو عن شخصيتي "
حديثه أعطاها بعض الشجاعة
لذا قالت وهى تفرك اصابع يدها توترا:
" إنت مخفتش إنك يعنى.. أقصد إن ممكن عيلتي متوافقش على طلبك لظروف أنت عرفها،
وسؤالي مش من وراه تقليل منك حاشا لله
ولكن حابة أعرف فكرت إزاي وقتها
إنك تعمل الخطوة دى بالرغم من الأفكار السطحية
المنتشرة بين الطبقات اليومين دول؟ "
ابتسم بلال يتحدث بثقة وعدم إحراج
من ظروفه قائلا:
" حالتى المادية أو مستوى دراستى مش عقبة بالنسبة ليا لإن دى حاجة مش بإيدى، أنا نشأت في ظروف حتمت عليا إني أكون الشخص ده،
بس الفرق بينى وبين إللى معاه شهادات عالية
هي الظروف حواليه مش اكتر، يعني إللي بيتولد وبيلاقي نفسه ابن ذوات وكل حاجة بيحصل عليها بسهولة، غير إللي إتولد وفجأة لقى نفسه بيشيل المسئولية قبل الأوان، وفيه إللى نشأ وسط أسرة متوسطة الدخل وقدر أنه يشتغل ويصرف على تعليمه، ومنهم إللى كان مش لاقى الوقت أنه يعمل الحاجتين مع بعض وبيلاقي نفسه بين خيارين،
يا إما يتعلم أو يشتغل عشان يسد احتياجات بيته واحتياجات الناس المسئولة منه، وأنا اخترت الناس إللى كانوا فى رقبتى واتكفلت بيهم، بس برضو مسبتش نفسى للجهل ولا اتجهت للحاجات الوحشة والمحرمة، بالعكس اتعلمت القراءة بنفسي لأن
أمي كانت معلمانى الأساسيات وثقفت نفسي،
كنت بخلي حسن صحبي يديني دروس كل يوم
لما يرجع من المدرسة، آه أكيد مش هكون زي
إللي درس وإتعلم فى المدارس بس كنت أحسن من غيرى، ومع مرور الأيام اجتهدت فى شغلي
وبقى ليا مكان خاص بيا، كنت بقرأ فى جميع المجالات، وأي حاجة مش عارفها بسأل عليها
وأبحث عنها ماسبتش نفسى للجهل والأمية
لدرجة إنى اتعلقت بالقراءة جدا واكتشف إنى بحب الكتابة كمان لدرجة إنى بقيت
أكتب وألّف قصص وروايات ،
عشان كده أنا فخور بنفسى جدا
وحتى لو عيلة حضرتك كانت أو هترفض طلبى ده
لأسباب سطحية مش هيجرح كرامتى بالعكس
لو امتلاك المال والشهادات العالية هيخليني أحكم
على الناس بالطريقة دى يبقى الحمد لله إني مملكهمش، ربنا بيرزقنا العلم والمال عشان نستنفع وننفع بيهم غيرنا مش عشان نخليهم مقياس للناس
عشان كده أنا عملت الخطوة دى عشان أنا مآمن
إنى لو أخذت بالأسباب وكان الأمر من نصيبي
هحصل على مرادي مهما كانت الظروف "
YOU ARE READING
أجنحة ذات قيود
General Fictionالنشأة فى ظروف عصيبة وواقع مؤلم هل هى مقياس للانحدار الاخلاقى أم إنها قابلة للتغير هل يستطيع الإنسان أن يتخطى ظروفه ويتخطى الصعاب ويحارب من أجل الخروج من مستنقع تلك الظروف ويصبح انسان أفضل أم سيستسلم ملقيا لومه على الأيام هل يستطيع الانسان أن ي...
