أنا خالد وتلك كانت قصتي

...........................

على الجانب الآخر

كانت جالسة تحدق فى الفراغ بعد أن ذهبت والدتها
فوجهت جويرية حديثها لِطيف والدتها التى ذهبت بالفعل قائلة:
"كنت عارفة، أنا كنت عارفة إن ورا سكوتك ده
حاجة، بس ليه دلوقتي، ليه مجتيش بدرى،
ليه مصممه تحرميني من الحاجات إللي بحبها
ليه مصممة ترجعينى لجويرية إللى لسة محبوسة فى الأوضة ومستنية حد يفتحلها "


ثم تستلقت على الفراش
وتكورت حول نفسها كالجنين
فتحدث وهى تحدق فى باب غرفتها بجمود:
"هي خايفة أوي ياماما روحي افتحي ليها الباب 
افتحيلها الباب يا ماما هي بتخاف لما تقفلي الباب،
هىي مش هتعلم حاجة تضايقك بس متحرمهاش من الحاجات إللي بتحبها، افتحي الباب هى بتخاف تقعد لوحدها، افتحي الباب يا ماما "


ظلت جويرية تردد حديثها بهستيريا
وكأنها مازالت عالقة فى تلك الأيام التى كانت تعاقب بالحبس فى تلك الغرفة

كانت والدتها تعاقبها بنقاط ضعفها
هى تعلم أنها تخاف الوحدة والجلوس بمفردها
تعلم أن ابنتها تخاف الأماكن المغلقة
تعلم أن ابنتها تخاف فقدان الأشياء التى تحبها
نظرا لتعلقها الشديد بهم
كانت والدتها تستغل نقاط ضعفها وتحبسها وتحرمها من كل الأشياء التي تحبها
كان تظن بأنها تعاقبها بذلك كي تتوقف عن ارتكاب الأخطاء ولكن لا تعلم بأنها تسبب فى تدمير ابنتها بمعاقبتها بمخاوفها

كانت طويرية تظن بأن والدتها تغيرت بعد الحادث التى تعرضت له قديما عندما كادت أن تفقدها ولكنه
وجدتها لم تتغير وكأنها كانت تنتظر الوقت المناسب كي تظهر وجهها الحقيقي من جديد
وها قد بدأ شقاءها مع والدتها بالظهور مرة أخرى

.
.

ظلت على هذا الحال طويلا حتى هدأت
ورجع لها وعيها فقامت واغتسلت لتستفيق ثم توضأت وقامت للصلاة كي تشتكي لربها لما فعلوه لها البشر فهو القادر على نصرها من شرورهم

وبعد فترة تمالكت جويرية نفسها وكأن الصلاة قد منحتها القوة لمواجهة ما تمر به
ثم تنفست بعمق وخرجت من غرفتها بملامح جامدة
وكانت وجهتها غرفة مكتب أبيها

.
.
.
.

"إيه سبب قرارك ده يا جويرية؟ "

تحدث الأب بنبرة حائرة من تبدل حال ابنته فأجابت
تتحدث بجمود وهدوء مريب:
"أنا فكرت ولقيت إن ده أفضل قرارك ممكن
آخده فى الموضوع ده"

أجنحة ذات قيود Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang