هو كان ملاكها الحارس الذي انتشلها من جحيم زوج والدتها وقد انقذ حياتها عندما كانت مقبلة على فعل أكبر ذنب قد تفعله فى حق نفسها وهو الانتحار
اعطاها حياة جديدة مليئة بكل شى جميل
كان يحميها ويحافظ عليها حتى من نفسه
لم يجرحها قط ولم يمسها بسوء أبداً
ولا حتى بنظرة عابرة خادشة
كانت تعلم بأن الذى امامها ليس بخالد الذى تعرفه بل خالد ولكن فاقد لوعيه ويتصرف دون ارادة
وعندما وجدت حالته تلك وجسده الذى يرجف وشهاته المكتومة شعرت بغصة تحتل قلبها وشعرت بالشفقة عليه فما زال هذا هو من هواه قلبها
لذا عندما وجدت عيناه قد اغلقت ذهبت ناحيته بخطى بطيىة خايفة ولكن وجدته قد فتح عيناه
ومد يده ممسكا بيدها فصرخت بقوة ولكنه أمسك يدها باحكام وهو ما زال ممددا كالجثة الهامدة ينظر إليها بعيون دامعة قائلا بصوت مختنق من البكاء:
"متخافيش مش هعملك حاجة
أنا آسف.... آسف جدا يا حياة سامحيني"
ثم قاطعته شهقة مؤلمة ولكنه أكمل حديثه وهو يبكى ويشهق:
"ساعديني يا حياة أنا بضيع ... لا أنا ضيعت خلاص خايف ..... أنا خايف جدا أروحله وأنا كده
خايف أموت وأنا كده يا حياة...... أرجوكي سامحيني أنا بقيت مدمن بسب واحد ابن حرام إدالي برشام على أساس إنه بينشط الجسم عشان أقدر استحمل واشتغل ساعات طويلة..... وعشان محسش بالنوم وأفضل فايق بما إني مسكت فترتين فى الشغل عشان أقدر أوفر مصاريف البيت بعد ما أبويا تعب اتعودت على البرشام لغاية ما أدمنته.....
وهو كان قاصد إني اتعود على البرشام ده وأدمنه عشان آخده منه على طول،
خذلني بعد ما وثقت فيه"
صمت لبرهة يأخذ نفسا طويلا وهو يقاوم غلق عيناه ويشعر بأن روحه سوف يخرج منه بالفعل ثم قال:
" أنا عملت حاجات وحشة أوى يا حياة
صرخت على أمي وكنت همد إيدي على أبويا
سرقت بيتنا وأخواتى نفروا منى بسبب أسلوبي معاهم، أخواتى الصغيربن بقوا يخافوا مني
وأهو دلوقتي كنت هعمل أبشع ذنب فى حقك يا حياة، بس والله غصب عني أنا مروحتش للسكة
دي بمزاجي، بس الحمدلله...... الحمدلله ربنا
نجاكي ورجعلي وعيي ولو لجزء من الثانية عشان يمنعني من الجريمة إللىي كنت هعملها فى حقك
أنا مش عايز أبقى الشخص ده..... أنا قرفان من نفسي وعايز أهرب مني أوي بس مش عارف
ساعدينىي يا حياة عايز أتعالج
أبوس إيدك ساعدﯾ....
ثم لم يكمل حديثه واغمض عيناه مستسلما لمصيره
.
.
.
.
.
.
فكان آخر ما رآه
كان طيفه وهو ينظر إلي طيفها قائلا:
~أنظر خلفى فأرى الظلام.. فقط الظلام
تخرج منه أيدى تريد الامساك بى
أتعمق بالنظر إلي تلك الظلمة
مهلا هل رأيت عيونا تستعطفنى لعدم الرحيل
ولكن تجاهلتها أنظر إلى الجهة الأخرى
فأرى النور يستدعينى للمجئ
رائحة نقية تجذبنى نحو النور
أنظر إلى جسدى فأرى الظلام يلتف حولى كالملبس
فأخذت أخلعه عنى متألما
وكأنى أخلع جلدى عن جسدى
أخذت دموعى تنهمر بغزارة وشهقاتى تعلو
وبلحظة مباغتة تخلصت من ذلك الظلام
فأخذت أركض مسرعا نحو النور
أركض بكل قوتى وعندما لمس جسدى الضوء
شعرت وكأن روحى قد تحررت
فانهمرت آخر دمعاتى ثم همست مبتسما
السلام
YOU ARE READING
أجنحة ذات قيود
General Fictionالنشأة فى ظروف عصيبة وواقع مؤلم هل هى مقياس للانحدار الاخلاقى أم إنها قابلة للتغير هل يستطيع الإنسان أن يتخطى ظروفه ويتخطى الصعاب ويحارب من أجل الخروج من مستنقع تلك الظروف ويصبح انسان أفضل أم سيستسلم ملقيا لومه على الأيام هل يستطيع الانسان أن ي...
☕ 30 ☕
Start from the beginning
