أنهى عادل اتصاله ثم اقترب منهم
قائلا بنبرة شبه غاضبة:
"إيه يانغم مش كفاية ابتسامات وضحك
فى الشارع ولا إيه؟"
شعرت نغم بالفراشات تدغدغ فؤادها من تلك المشاعر الجميلة التى تعيشها لأول مرة
ولكن قطع لحظتها حديث تلك الفتاة التى نظرت له وقالت بجرأة ووقاحة ترمقه بإعجاب:
"إيه يانغم مش هتعرفينا على خطيبك"
ثم مدت يدها لتصافحه قائلة:
"أنا هاجر جارة نغم وكنت معاها فى المدرسة"
نظر لها عادل لبرهة فوجد نظراتها الجريئة نحوه
ثم نظر إلى نغم التى تنظر لها بغضب ففهم ما يحدث قائلا بمكر ولكن بملامح ثابتة دون أن ينظر إليها حتى ومتجاهلا يدها الممدودة نحوه :
"مش بتعرف ولا بسلم على بنات يا آنسة،
بعد إذنك محتاج آخد منك خطيبتى"
ثم أشار لنغم بالذهاب ولكنها كانت ترمق الفتاة
بنظرة منتصرة ثم تركتها وذهبت مع خطيبها
تاركة الفتاة ترمقهم بنظرات نارية،
وبعد أن ابتعدوا عنها نظرت نغم إلى عادل بطرف عيناها فوجدته ينظر أمامه ولكن ابتسامة خبيثة ومشاغبة ترتسم على وجهه، أبعدت نغم نظرها
عنه تهز رأسها وتبتسم بخفة سعيدة بأنه سايرها أمام الفتاة وفهمها دون أن تتحدث
بل جعل الفتاة تستشيط غضبا
ثم عندما وصلت إلى والداها الذى ينتظرونها
أمام البيت ودعهم عادل وذهب إلى شقته
...................................
فى المساء
كانت جويرية تعبث بهاتفها ولكن ظهرت أمامها
صفحة بإسم بلال الحسينى
هى تتابع هذه الصفحة من قبل
نظرا لإعجابها بكلمات ذلك الكاتب
ولكنها علمت مؤخرا أنه يكون نفسه صديقه
لأخيها خذيفة، كانت تتعجب من ذلك الشخص كيف يكتب بذلك العمق والدقة
والأسلوب المحترف بينما هو لم يدخل مدرسة قط
فوجدت نفسها تكتب تعليق بدون وعى على آخر منشور له
"من أنت من تكون حقا؟ "
شردت لبعض الوقت ولكنها حذفت تعليقها سريعا
ولكن وعلى الجانب الآخر
كان بلال يستريح على فراشه ممسكا بهاتفه يعبث به
ولكن جاؤه إشعار بأن أحد قد علق على منشوره
فوجده من فتاة تدعى جويرية عز الدين
ولكن التعليق إختفى مرة أخرى
نبض قلبه بصخب عندنا قرأ الاسم
ولكنه عندما لم يجد التعليق
ضحك بسخرية على نفسه
لأنه يعتقد أنه يتوهم فقط من كثرة تفكيره فيها
ولكنه وجد نفسه يكتب ويصنع منشورا جديدا
كاتبا فيه..
~ قيل لى من أنت؟!
فأجبت: مجرد متجول فى الحياة لا عنوان له
يترك أثره كنسمة هواء باردة ولكنه يختفى كالسراب
شخص لا يعرف كيف يثق بشخص غير نفسه
ولا أحد يعلم بالذى يدور داخل رأسه
بل ولا أحد يستطيع فهم طريقة تفكيره
شخصا صنع قوقعة وأغلق على نفسه داخلها بإرادته
شخص كل طموحاته
بعض لحظات سلام من أفكاره السامة
أَنَا الذّى أحَاوِل جَاهِدًا إِصلاَح مَا فَسَدهُ غَيرِى
لَأنّى عَاجِز بِالفِعل عَن إِصلاَح مَا يَخصّنِى ~
.................................
فى بيت خالد
كانت الأم تجلس حزينة والقلق ينهش قلبها
على ابنها الذى لم يأتى إلى البيت للآن
حاله متغير تلك الأيام متغير للغاية فى كل شئ
ثم بعد فترة وجدته يدخل المنزل بخطى بطيئة مرهقة فركضت نحوه مسرعة تحدثه بلهفة:
"إيه يبنى ليه التأخير ده يا حبيبي، إنت كويس؟ "
تجاهلها يمشى ناحية غرفته
يتحدث دون النظر إليها:
"مفيش حاجة ياما، تعبان بس وعايز أنام"
فتحدثت الأم مرة أخرى:
طيب أحضرتك تاكل "
أشار لها بيده فقط بالنفى وأكمل طريقه إلى غرفته يقفلها وراؤه تاركا والدته تغرق فى حزنها عليه مرة أخرى ولكنها سوف تخبر والده
يمكن أن يستطع أن يعرف مابه ابنه
YOU ARE READING
أجنحة ذات قيود
General Fictionالنشأة فى ظروف عصيبة وواقع مؤلم هل هى مقياس للانحدار الاخلاقى أم إنها قابلة للتغير هل يستطيع الإنسان أن يتخطى ظروفه ويتخطى الصعاب ويحارب من أجل الخروج من مستنقع تلك الظروف ويصبح انسان أفضل أم سيستسلم ملقيا لومه على الأيام هل يستطيع الانسان أن ي...
☕ 26 ☕
Start from the beginning
