أجنحة ذات قيود

☕ 26 ☕

...............................

كان بلال جالسا فى الورشة يستريح قليلا 
بعد أن أنهى جزء من أعماله، فأخذ يعبث بهاتفه قليلا ولكنه فجأة ترك الهاتف
يزفر أنفاسه بصخب يدلك ما بين حاجبيه بضيق لا يعرف سببه، ربما بسبب تعبه من الأعمال
أو بسبب روتينه اليومى
أو بسبب أنه لا يوجد جديد فى حياته
أو ربما احد احبائه حدث له شئ
أو ربما دون سبب
لذا استعاذ من الشيطان
وأخرج مصحفه الذى يلازمه فى كل مكان
وقرأ بعض آيات القرآن الكريم حتى هدأت روحه وبينما هو يقرأ وجد عادل ينادى عليه
أغلق المصحف ووضعه جانبا ثم رحب بصديقه
قائلا بهدوء:
"إيه يا عادل مرحتش الشغل النهاردة ولا إيه"

أجابه عادل بلهفة وابتسامةسعيدة:
"لا مرحتش أصل نغم وبابا وماما جايين النهاردة عشان نغم تشوف الشقة، وقلت أروح أجيب حاجة للضيافة ليهم"

ابتسم بلال بخفة قائلا:
"كويس حسن مش هنا، هو بيتجنن من كلمة بابا وماما منك، لغاية دلوقتي الفكرة مش داخلة دماغه"

ثم ربت على كتفه يبتسم  بحنان قائلا:
" يالا روح عشان الوقت ميضيعش منك
ربنا يسعدك يارب ويتمم جوازك على خير"

بادله عادل الابتسامة ثم ودعه ورحل

.........................................

وبعد مرور بعض الوقت

كانت نغم ووالداها بشقة عادل لترى إن كانت تريد تغيير شئ بها وعندما انتهوا خرج عادل معهم وبينما هم يمشون فى الحارة التقت نغم بإحدى الجارات التى تعرفها فابتعد عنهم العم مصطفى وزوجته
يتقدمون ناحية منزلهم ناحية وظلت نغم مع صديقتها وعادل الذى كان بالقرب منهم
ولكن جاؤه اتصال فأجاب عليه
ولكنه كان يتحدث بالانجليزية
كانت الفتاة تتجاهل حديث نغم
وتضع كامل إهتمامها لعادل ترمقه بنظرات إعجاب، غضبت نغم منها وشعرت بالغيرة الشديدة فتحدثت الفتاة قائلة بإعجاب :
"خطيبك بيتكلم إنجليزى حلو أوى يا بت يانغم، يابختك بيه"

ثم أكملت بإبتسامة يغلفها الحقد:
"بس شخصياتكم مختلفة جدا،
والفرق بينكم واضح أوى
مش قصدى حاجة والله ده مجرد رأى،
يلا ربنا يوفقكم مع بعض"

فهمت نغم إلى ما ترمى إليه الفتاة
فقالت بإبتسامة ساخرة:
" أصل أنا من مصر وهو من إيجبت
فعشان كده تلاقى فرق الطبقات واضح "

رمقتها الفتاة باندهاش قائلة:
"هى إيجبت دى فين جوه مصر ولا برة مصر"

ضحكت نغم بشدة ولقد نظرت لها باستخفاف
هى لا تريد أن تعامل شخص بتلك الطريقة ولكن الفتاة هى من بدأت لذا قالت:
"وثانيا مختلفين أو لا دى حاجة خاصة بينا،
رأيك مش هيفرق فى حاجة على ما أظن"