وبالفعل جلبوا له واحدة وقام بلف الرجل بها وقام شباب الحارة بإطفاء الحريق من المطبخ
فأسرعوا بالاتصال بالإسعاف وبالفعل أخذوه رجال وشباب الحارة للمشفى وظلت نساء الحارة تواسى الست فاطمة وبناتها
وبعد أن هدأت الأمور وعالجوا جروح العم محمد التى كانت سطحية أوصلوه إلى بيته سالما ثم بعد أن اطمأنوا عليه ذهب كل منهم إلى بيته
داعين الله أن يهدى الأحوال
نعم تلك هى روح أهل الحارة هم كعائلة واحدة
إذا وقع أحد سانده جميع أهل الحارة
الجميع ليس وحيد ومن أراد المساعدة
سوف يجد الجميع جاهز ليساعده
وكان هذا ما يميز أهالى حارة النجا
..............................................
وبعد مرور عدة أيام
جاء اليوم الذى سوف يذهب بلال إلى بيت حذيفة ليرى السيارة وبالفعل وجد الحل لها مما تسبب فى فرحة حذيفة للغاية وبعد أن علم حذيفة ما تحتاجه السيارة اتفق مع حذيفة أنه سيذهب الآن وسيأتى مرة أخرى بالأدوات الازمة وبزيه الخاص للعمل ليبدأ فى إصلاح السيارة
كان يريد الذهاب ولكن أصر حذيفة
أن يضايفه شيئا أولا، وبالفعل دخل بلال
وهو لا يتلفت يمينا ولا يسارا فهو يعلم أنه ليس من الائق أن تنظر فى أرجاء المنزل وتتفقده بجرأة
فهذا يشعر أهل المنزل بعدم الارتياح
ثم جلس فى المكان المخصص للضيوف
وبعد مرور الوقت استأذن بلال للرحيل
وعندما كاد أن يرحل
سمع صوت جعله يتصنم فى مكانه لبرهة
سمع صوتها وهى تشاغب إحدى الخادمات التى يعملون عندهم، تضحك معها وتتذمر بكم
هى تعبت اليوم فى العمل
غافلة عن الذى يرمقها بقلب متلهف
ولكنه غض بصره سريعا عنها، ناداها حذيفة حتى تنتبه للضيف وعندما رأته خجلت للغاية مما كانت تفعل، كتم حذيفة ضحكاته لأنه يعلم مدى إحراجها الآن فتقدم منها يحادثها قليلا ثم تقدمت من بلال
ألقت عليه التحية باستحياء دون مصافحته ثم ذهبت سريعا إلى غرفتها،
تمالك بلال نفسه ثم ودع صديقه ورحل
تاركا قلبه داخل جدران هذا البيت
......................................
وتوالت الأيام وذهب بلال مرة أخرى
وبدأ فى إصلاح السيارة
وبعد أن انتهى وقف قليلا ليستريح
بينما كان جورى فى غرفتها تختبئ منه ومن نفسها ومن تلك المشاعر التى التى تحتلها كلما كان بلال قريبا منها، ثم ارتدت حجابها ووقفت على الشرفة لتستنشق بعض الهواء فرآت وكأن الواقع يتجسد أمامها ويريد إيصال رسالة لها
كان بلال يقف بزى مهنته الملئ بالشحوم بشموخ
يمسح قطرات عرقه يخلخل أصابعه فى خصلاته يبعدهم عن جبهته، ثم تقدم للداخل
وعلى الجانب الآخر
يدخل ابن خالتها فى كامل حلته
ينزل من سيارته بكل شموخ فاردا ظهره رافعا رأسه بتفاخر، مع تلك النظرة المتعالية التى يلقيها
على من حوله
الاثنان أمامها يتقدمون ناحية بيتها
وهى تنظر لهم من نافذة شرفتها ت
شاهدهم بالعرض البطئ
الاثنان يتقدمان يفرقهم ذلك السور
الملئ بالزرع فى حديقة البيت
نفس الشموخ، نفس النظرة الواثقة
ولكن يوجد شئ فى نظرة أحدهم
ولا يوجد فى الأخرى
نظرة بلال مليئة ثقة وعزة نفس
ونظرة ابن خالتها مليئة بالتفاخر والتعالى
وفجأة انتبهوا لها الاثنان
رمقها بلال لوهلة فلمعت عينا ببريق غريب
ولكن أبعد نظره سريعا عنها
خائفا عليها حتى من نظراته
فنظرت إلى ابن خالتها فوجدته
يرمقها بابتسامة ولم يرمش حتى
ولا يريد أن يبعد عيناه عنها
لذا أبعدت نظرها عنه سريعا
ودخلت غرفتها تستشيط غضبا
ثم نفضت جميع أفكارها الإيجابية والسلبية
واتجهت لمكتبتها وأخذت إحدى كتب الطب وبدأت فى قراءتها حتى تشغل تفكيرها عما يحدث حولها
.......................
بينما على الجانب الآخر
كان عادل يجلس وحيدا فى شقته
يشرب قهوته بذهن شارد
وعيون تحدق فى الفراغ وفجأة
سمع رنين هاتفه فنظر له بلا مبالاة
ولكن عندما وجد اسم العم مصطفى
انتفض سريعا وأجابه
فنطق العم مصطفى بما جعل عادل يتصنم مكانه
ودقات قلبه زادت للضعف
YOU ARE READING
أجنحة ذات قيود
General Fictionالنشأة فى ظروف عصيبة وواقع مؤلم هل هى مقياس للانحدار الاخلاقى أم إنها قابلة للتغير هل يستطيع الإنسان أن يتخطى ظروفه ويتخطى الصعاب ويحارب من أجل الخروج من مستنقع تلك الظروف ويصبح انسان أفضل أم سيستسلم ملقيا لومه على الأيام هل يستطيع الانسان أن ي...
☕ 24 ☕
Start from the beginning
