ثم أكمل ببكاء مصطنع:
" أعمل إيه طيب اخطفها ونمشى من المكان إللى بتحوم فيه الشياطين من كل حتة، ولا أعمل إيه يوووه كمان مينفعش اخطفها دلوقتي لازم مِحرم معانا، خلاص هاخد أختى جويرية معانا
أصلها نفس الدماغ ماشاء الله"

لا يعلم بلال لماذا زادت دقات قلبه عندما سمع اسم جويرية بالرغم أنها المرة الأولى التى يسمع بهذا الاسم  ولكنه تغاطى عن الموضوع
وأخذ يضحك على كلمات حذيفة
فتحدث حسن بمرحه المعتاد:
"خلاص خيرها فى غيرها سيب بقى يوم الفرح عليا أنا هعملك حتة فرح فى الحارة عندنا إنما إيه أورچينال خالص، هخلى خالتو ميرڤت تلغى الجوازة من كتر الفرحة"

ضحكه  بشدة على ما يحدث فقال بلال بجدية:
"بص يا حذيفة نصيحة من أخوك، يوم فرحك بإذن الله إعمله بالطريقة إللى ترضى ربنا عشان ربنا يباركلك فى الجوازة، وحاول تقنع والدتك بالحسنة مرة وإتنين وإن شاءالله توافق"

وافقه حذيفة قائلا:
"بإذن الله"

وبعد تبادل بعض الأحاديث أخبروه بأنهم يريدون المغادرة ولكنه كان يصر على بقائهم
وقد عرّف حذيفة بلال على والده
فسلم على بلال بحرارة قائلا:
"أنا سمعت عنك كتير، بجد إنت شاب الواحد يفتخر بيه ربنا يوفقك يبنى"

ثم تركه وذهب ليسلم على باقى المعازيم
أخذ بلال يتحدث مع حذيفه يقنعه بالرحيل
وعندما كان يتحدث  لاحظ صوت مألوف يأتى من خلفه فالتفت وهنا شعر بأنه فقد أنفاسه
قد رآها أمامه
نعم هى ذلك الملاك الذى دايما ما يزوره طيفه
كلما نظر فى القمر وتمعن به ذلك
الملاك الذى خطف قلبه وطمأن قلبه
عندما كان فى نوبة هلعه
أخذ يحدق بها وكأنه تناسى من حوله ولكن خرج من شروده على يد حسن الذى يقرصه فى ذراعه حتى يتوقف عن النظر لها بتلك الطريقة
وعى بلال على نفسه وغض بصره سريعا وهو يستغفر ربه علي ذلك فوجدها تتقدم ثم وقفت بجانب والد حذيفة وتدعوه بأبى فعلم أنها أخت حذيفةفخفق قلبه على ذلك هل أخيرا وجدها
وتكون أخت صديقه
وولكن فجاة وجد شاب  يقترب منها
يحادثها ولكنها تتجاهله ويظهر على وجهها الضيق فنادى حذيفة عليه لكى يجعله يبتعد عن أخته قائلا:
"عماد تعالى عايزك"

تقدم الشاب بخطى متعالية ناحيتهم وهو يضع أيديه فى جيبه وعندما وقف أمامهم
تحدث حذيفة بعيون لامعة:
" أقدملك  بلال الحسينى وحسن إمام صحابى
وده عماد ابن خالتى "

نظر إليهم عماد وهو يعاين هيأتهم يبتسم بجانبية
لاحظ بلال نظراته فحاول أن يهدأ وأن يبادر بالسلام لذا مد يده ليصافح الشاب قائلا بابتسامة هادئة:
"اتشرفت بحضرتك"

نظر الشاب لبلال متجاهلا مصافحته
قائلا بلا مبالاة ونبرة جافة:
"أهلا بيك"

ثم تركه وذهب يمشى بتعالى متجها إلى أصدقائه
خجل حذيفة مما حدث وصافح بلال سريعا
واخذ يتحدث معه بمرح يحاول أن يلطف الأجواء وبلال تجاهل ما حدث حتى لا يخرب فرحة صديقه فى هذا اليوم
وجد حسن يريد أن يذهب وراء الشاب
لكى ينهره على فعلته
ولكن رمقه بلال بتحذير من فعل شئ

وبعد مرور بعض الوقت استأذن بلال وحسن ليرحلوا
وبعد أن وصلوا إلى الحارة تحدث حسن بضيق:
"يبنى ليه مخلتنيش أوريه مقامه الانسان المستفز ده، فاكر نفسه مين عشان
يتصرف معاك بالطريقة دى"

ربت بلال على كتف صديقه قائلا بعقلانية
وملامح سعيدة لا يعلم حسن سببها:
"مكنش ينفع نعمل حاجة يا حسن تقديرا لحذيفة وباباه، ومينفعش نكسر فرحة صحبنا بعمل مشكلة
أما بالنسبة للشخص ده فإحنا ملناش دعوة بيه وميهمناش فى حاجة إحنا رحنا المكان ده عشان نقف جنب أخونا حذيفة مش أكتر،  ثانيا كل شخص بيتعامل بأخلاقه وأكيد هو نزل فى نظر ناس كتير بعملته دى، عشان كده كبر دماغك ده شخص ميشغلناش "

ثم أكمل بابتسامة حالمة:
"أنا دماغى رايقة أوى النهاردة ومبسوط أوى
فمش عايز حاجة تنكد عليا، ومسامح الناس كلها
أسيبك بقى، تصبح على خير يا أبو على "

ذهب بلال تاركا حسن الذى يرمقه بدهشة وحيرة من حال صديقه اليوم قائلا بريبة:
"الولا ده وراه حاجة مش طبيعية،
أنا وراك يا ابن الحسينى لغاية ما أعرف
إيه إللى مغير حالك" 

......

صعد بلال إلى غرفته وهو يكاد يطير من شدة سعادته

فهو قد وجد ضالته بالفعل

وتلك المرة لن يجعل ملاكه يبتعد عنه ثانية

أجنحة ذات قيود Where stories live. Discover now