"حالة رقم 13على أوضة العمليات فورا"
.

"إلحق ابنى بيموت يا دكتور أرجوك روح شوفه أنا كويسة"

.

كان هذا كل ما يسمع وسط الصراخات المتألمة من المرضى، كانت جويرية تنظر لكل هذا وتحاول جاهدة عدم الإغماء؛ فكمية الدماء التى شاهدتها اليوم لا تحصى، ولكن القشة التى كسرت ظهر البعير هى رؤيتها لطفل رضيع على نقالة الإسعاف فانهارت مغشيا عليها
فرأتها ملك وساعدتها على إستعادة وعيها، وبالفعل
حاولت جاهدة أن تستجمع قوتها فالمرضى بحاجتها الآن، قام الطبيب سعد بنداء متدربيه قائلا:
"يالا يا شباب كل إللى سمع اسمه يروح يجهز نفسه ويروح على أوض العمليات، عمر و إياد ومالك هيفضلوا هنا قسم الإسعاف يتابعوا الحالات مع الممرضين، وإنتى يا جويرية مش همنعك من الدخول مع المجموعة بتاعتك بس مش هتشاركى هتابعى بس وتدونى كل الملاحظات"

رمقته جويرية بحزن قائلة:
"بس أنا بقيت كويسة يا دكتور"

نظر لها الطبيب بحدة فعلمت جويرية أنه لا نقاش بعدها، ثم توجه مسرعا ناحية غرف العمليات مع باقى الأطباء كل منهم استلم المريض الملائم لتخصصه
كانت التوتر يسود فى الأرجاء والأهالى يصيحون على الأطباء يريد كل منهم  الإطمئنان على ما يخص

......................................................

داخل غرفة العمليات
.
.
الهدوء يسود وكل ما يسمع هو صوت الجهاز الذى يعرض المؤشرات الحيوية للمريض
كان سعد يتصبب عرقا وهو يضع كل تركيزه على ما يفعل، فقام الممرض على الفور بمسح حبات العرق
فقال سعد بهدوء وثبات إنفعالى:
"مشرط"

فناولته المساعدة ما يريده فوجه حديثه
لملك قائلا"
"ملك إمسكى الشريان كويس"

فأجابته ملك بهمة وهدوء:
"تمام يا دكتور"

ثم وجه حديثه لجميلة وهو مازال على هدوئه وتركيزه:
"جميلة إيه الأوضاع عندك"

فأجابته جميلة بعملية وثبات إنفعالى
مطابق لخاصته وكان هذا ما يميزها:
"كل حاجة طبيعية مفيش تخثر"

تنهد سعد براحة حامدا الله على ذلك
وبعد مرور بعض الوقت ساد صوت الجهاز ينبههم بوجود خطأ ما يحدث فى جسد المريض،
فصاحت جويرية من مكان المراقبة:
"جسم المريض بينهار يا دكتور"

فساد الذعر على وجوه المتدربيه، فصاح بهم سعد:
"إهدوا محدش يتوتر، التوتر داخل أوضة العمليات يعنى تشتت ولو إتشتت يبقى مش هتقدر تنقذ المريض، يالا كل واحد مكانه ويكمل إللى كان بيعمله، ممرضة نهى إحقنى المريض ب(.....) حالا"

فاتجهت الممرضة  تنفذ توجيهاته
فصاحت ملك بتوتر:
"مفيش فايدة يا دكتور جسمه مش بيستجيب"

فأعلن الجهاز على توقف نبضات المريض
فصاح سعد مسرعا:
"جهاز الصدمة الكهربائية بسرعة"

فوضع سعد الصاعق على صدر المريض قائلا:
"جاهزة يا جميلة"

أجابته بثبات وهو تضبط مقياس الصعق:
"تمام يا دكتور"

فصاح قائلا وهو يرمق  الخط المستقيم
على شاشة الجهاز:
"يالا واحد، إتنين، تلاتة.. صعق"

ضغطت جميلة على زر الصاعق، فانتفض جسد المريض ولكن لا إستجابة من قلبه،
فقال سعد مرة أخرى بنفس الثبات الانفعالى:
"يالا مرة تانية بسرعة، واحد، إتنين، تلاتة، صعق"

فانتفض جسد المريض ولكن لا إستجابة أيضا،
إعتلت الخيبة فى أعين الجميع ولكن صاح سعد مرة أخرى قائلا:
"يالا مرة تالتة، واحد، إتنين، تلاتة صعق"

فانتفض جسد المريض من مكانه واستكان مرة أخرى ولكن لا إستجابة لقلبه،
إرتسم الحزن على وجه سعد وجميع من فى الغرفة، فتنهد سعد بحزن قائلا وهو يرمق الخط المستقيم فى الجهاز:
"ساعة الوفاة 4:55"

"فإلتفت ليرحل، ولكن سمع صوتا جعله يتجمد فى مكانه هو ومن كان فى الغرفة معه

أجنحة ذات قيود Where stories live. Discover now