"مصدعنا ابن الهرمة ده فى صحيانه
وفى نومه كمان"

أجابه بلال بنفس النبرة:
"فعلا مش بيبطل فرك خالص طول ما هو قاعد"

ساد الصمت للحظات ثم تحدث بلال بشرود:
"شكرا على وقفتك معانا ياعادل تعبناك"

أجابه عادل بنبرة هادئة:
"حسن صحبى وبقى فى مقام أخويا، هو إنسان طيب وجدع ويستاهل كل خير، حبنى زى ما أنا وعمره ما نفر منى زى ما ناس كتير عملت عرفنى على الحارة وناسها فرض نفسه عليا بطريقة جميلة بقى صاحب عمرى بالرغم من معرفتنا القصيرة ببعض خرجنى من وحدتى، واتعلمت منه حاجات كتير أوى
هو إنسان غريب جدا كتلة طاقة إيجابية متنقلة بيساعد كل الناس عشان كده بقولك وقفتى معاه حاجة مش غريبة"

بعد أن أنهى حديثه نظر إلى بلال فوجده ينظر إليه بشرود فضحك عادل قائلا:

"بتبص عليا كده ليه"

أجابه بلال وهو ينهد بعمق:
"أصلك إنسان غريب مش عارف أفهمك، بس أول انطباع عنك لما شوفتك أول مرة مكنش لطيف بالمرة"

ضحك عادل قائلا:
"فعلا كان ظاهر من نظراتك ليا كنت بحسك شوية وهتخلص عليا مش عارف ليه"

ضحك بلال قائلا:
"نفس نظراتك ليا على فكرة بس أنا عندى أسبابى خلتنى لامؤاخذة مش طايقك إنما إنت ليه كارهنى كده"

انمحت ابتسامة عادل قائلا بشرود:
"وأنا عندى أسبابى برضو"

رمقه بلال بعدم فهم وكان سيرد عليه ولكن قطع حديثه صوت حسن الذى يتشاجر مع من يشاهدهم فى أحلامه
ضحك عليه كل من بلال وعادل ثم تركوه ليرتاح وذهب كل منهم ليرى ما وراؤه من أعمال وعند خروجهم من باب المنزل جذب انتباهم صوت مشاجرة فى الحارة، ركضوا ليروا ماذا حدث فوجدوا رجل يقوم بضرب وتعنيف زوجته ويسحبها بالإجبار إلى البيت، فتحدث بلال بغضب مع الرجل:

"ميصحش تعمل كده فى مراتك يا سعيد
مهما حصل مينفعش تهينها وسط الناس كده"

فرد عليه سعيد بوقاحة:
"ملكش دعوة إنت مراتى وبربيها دى عايز تسيب البيت بنت ال..."

هنا قاطعه عادل بحدة:
"حاسب على كلامك يا جدع إنت بدل ما أبلغ عنك بسبب ضربك وتعنيفك ليها بالشكل ده"

كاد الرجل أن يرد عليه ولكن قاطعه بلال بحدة:
"استنى يا سعيد إهدا شوية"

ثم وجه حديثه لزوجة سعيد قائلا:

"خير إن شاء الله، عايزة تسيبى بيت جوزك ليه"

فأجابت عليه بقهر تبكى بشدة:
"مهما كان ده جوزى مش هفضحه قدام الناس بس لما زود الضرب عليا أنا مستحملتش وكنت رايحة لبيت أهلى بس هو مسكنى كمل عليا فى الشارع ضرب"

أحرجته بأخلاقها لم تنشر فضائحه لهم وسترت عليه بالرغم أنها فرصة لها ،فأهل الحارة كانوا سيساعدونها ويجلبون حقها منه إذا تكلمت
واشتكت عليه ولكنها أرادت الفرار منه بسلام فقط

فلما وجد بلال الملامح المرسومة على وجه سعيد
وهدؤه المريب فجأة قد أمر نساء الحارة بأن يأخذن زوجته معهم ويهدأونها
وهو سوف يتحدث مع سعيد مع بقية رجال
الحارة، وبالفعل جلس سعيد بينهم
فقال العم منصور:

"إهدا يبنى وصلى على النبى واستعيذ من الشيطان، المشاكل مش بتتحل بالشكل ده يبنى"

ثم تحدث بلال يحاول أن يتمالك أعصابه:

"إنت هنت مراتك قدام الناس يا سعيد، مراتك إللى استحملتك واستحملت بلاويك فميكنش ده جزاتها،
وبعدين الراجل إللى يمد إيده على حرمة ميبقاش راجل لامؤاخذة"

ثم أخذ ينصحه بأن يكرم زوجته ويحترمها كما قال الله عز وجل ونبيه الكريم، وقال له بأنها وصية الرسول الذى وصانا بالنساء خيرا،
وعاتبه أنها مهما فعلت لا يجب أن يهينها أو يضربها بالشكل المذرى هذا أمام الناس، فهو قلل من احترامها وجرح مشاعرها وكرامتها،
وحثه على أن يعتذر منها أمام الناس
ويرد لها كرامتها كما أهانها أمامهم

إعترف سعيد بخطأه وبالفعل قام بمراضاتها أمام الجميع ثم أخذها وذهب إلى بيته
وعندما هدأت الأجواء وذهب كل منهم إلى وجهته تحدث عادل يوجه حديثه لبلال:
"شكلى هحبك يا بلال"

نظر له بلال باستنكار :
"تحبنى إزاى يعنى لامؤاخذة "

ضحك عادل على تعابير الآخر قائلا:
"قصدى يعنى هعيد التفكير فى علاقتى أنا وياك"

ابتسم بلال باستهزاء قائلا:
"إنت نيلتها بزيادة كده"

ضحك عادل بشدة مما يحدث قائلا:
"متفهمنيش غلط يا جدع إنت، قصدى يعنى عايزك تبقى صحبى زى حسن كده"

ضحك بلال أيضا قائلا:
"فاهم قصدك يا عادل بس إللى متعرفهوش إنك بقيت صحبى من وقت ما ساعدت حسن وشوفت لهفتك عليه، إللى يقف مع أخويا يبقى أخويا"

حمحم عادل يتحدث بنبرة جدية مصطنعة يمد يده لمصافحة بلال قائلا:
"حيث كده بقى أعرفك بنفسى، معاك عادل المصرى"

ضحك عليه بلال يمد يده يصافحه قائلا:
"معاك بلال الحسينى"

ومن هنا تبدأ صداقتهم التى سيشهد العالم على مدى قوتها

.......

يتبع

حساب الإنستا ツ

𝒔𝒂𝒓𝒂 𝒎𝒐𝒉𝒂𝒎𝒆𝒅 𝟗𝟑𝟎𝟗

أجنحة ذات قيود Where stories live. Discover now