................................

فى منزل جويرية

كانت جويرية وأخيها يقومون بتزيين
حديقة منزلهم  بزينة رمضان كالمعتاد صنعوا فانوسا كبيرا ووضعوه فى فى منتصف الحديقة ووضعوا حبال النور حوله وحبال الزينة أيضا كانت جويرية تقفز هنا وهناك بسعادة طفلة بالعاشرة
وبينما هى تقوم بتزيين الفانوس ربت أخيها على كتفها بخفة ليجذب انتباهها وعندما نظرت إليها وجدته يخفى شيئا وراه ظهره فنظرت إليه
بفضول فاخذ يساكسها ويخبئ عنها يده أكثر ولكن استسلم أخيرا لعبوسها اللطيف وأظهر ما يخفى فوجدته فانوسا جميلا
قدمه لها وعيناه تشع حبا لاخته الصغرى
وقام بتقبيل جبينها
فرحت جورية كثيرا بهدية أخيها فهو كل عام يأتى لها بفانوس رمضان، قامت جويرية باحتضانه بتأثر
ربت على كتفها بحنان قائلا بمرح يشاكسها:

"خلاص بقى مش وقت هرمونات العياط دلوقتي ورانا تعليق زينة مفيش وقت للتفسير"

ابتعدت عنه جويرية تضحك
على كلماته ثم أكملا تزيين الحديقة تحت نظرات أبيهم الدافئة التى كان يناظرهم من شرفة غرفته


.......................................

فى المشفى

قام الدكتور سعد بشراء  فوانيس صغيرة للمرضى الاطفال فى المشفى وقام بتوزيعهم عليهم
فرح الاطفال للغاية وهو شعر ببالسعادة عندما رآى ابتسامتهم البريئة
ثم عندما انتقضت ساعات عمله بالمشفى قام بشراء هدية لوالداه بمناسبة الشهر المبارك

نعم هو شئ بسيط
ولكن يحدث فرقا كبيرا فى قلوب البشر

.....................................

فى حارة النجا
ومع مرور الوقت كانت  الأجواء كالتالى

"شد ياض كويس الحبل مرخى هاتوا يمين شوية أيوةكمان.. كمان.. باااس كده أربط يالا"

"شيل يا زياد الزينة من على الارض عشان ما تتوسخش"

"هات يا مازن طرف الحبل التانى "

"إبعدى يا هدير من تحت السلم هتتعورى "

"هات شوية مسامير يا حمزة من العلبة "

كان هذا كل ما يسمع محدثا ضوضاء محببة للقلب،
كان العم منصور والعم مصطفى جالسون على القهوة ويشاهدون ما يحدث والفرحة على وجوه الجميع باستقبال الشهر المبارك، وبعد انتهاءهم أصبحت الحارة مليئة بحبال الزينة، ومنهم من قام بوضع الأضواء والفوانيس على النوافذ والشرفات
فقال بلال بسعادة:

"يالا ياشباب عشان نكنس الحارة ونفرش الأرضية عشان صلاة التراويح"


وبالفعل نظفوا الأرضية وجهزوا كل شئ للصلاة،
وعندما حان ميعادها انتشر الآذان فى كل المساجد المزينة بالأضواء مستقبلة أول صلاة في هذا الشهر المبارك ، وبعد أن انتهوا من الصلاة 
أخذ بلال الميكروفون يتحدث قائلا:

"انتباهكم شوية يا جماعة ياريت مننساش إننا مقاطعين كل المنتجات إللى ليها علاقة بإسرائيل
ياريت نشوف المنتجات المقاطعة ومنشتريهاش
بالنسبة للمشربات إللى دايما بنشوفها
على سفرة الفطار
ببسى وكوكاكولا وأى شركة ليها علاقة بيهم مقاطعة
مننساش فانتا وسڤن أب برضو مقاطعة،
شركة شيبسى ومنتجاتها مقاطعة
الزبادى بتاع السحور منتجات دانون مقاطعة،
إحنا مش ناسيين إخواتنا الفلسطنيين وإحنا مش هنبقى مقاطعة بس لا إحنا كمان هنشوف طريقة تانية نساعد بيها اخواتنا وربنا المستعان
السلام عليكم "


وبعدها ذهب كل منهم إلى وجهته، وعندما اقترب
موعد السحور، أحضر كل منهم من بيته شيئا
منهم من جلب الكراسى، ومنهم من أحضر الطاولات، وقام صاحب القهوة بجلب الكراسي من قهوته، ومنهم من أحضر أدوات الطعام كالأوانى والملاعق وهكذا؛ لكى يقوموا بتجهيز كل شيء لسحور أول ليالى رمضان فهذه عادتهم
أن أول سحور من هذا الشهر يجتمع جميع رجال الحارة وشبابها فى الخارج
لكى يتسحروا معا
وعلى جهة أخرى منعزلة عن الرجال
تتجمع جميع نساء الحارة وفتياتها معا أيضا

وبعد أن انتهوا قد سمعوا آذان الفجر

لذا قاموا للصلاة الرجال فى الأمام والنساء فى الخلف فى مشهد تظنه وكأنه صلاة العيد
هم يحبون أن يجتمعوا سويا فى أول ليلة فى هذا الشهر المبارك، ولكن باقى الأيام يتسحر كل منهم فى بيته مع عائلته وتقوم النساء بالصلاة فى بيوتهن

.........................

وبعد مرور الوقت جاء موعد السحور
فنزل جميع أهل الحارة نساء ورجال
النساء فى القسم المخصص لهم والرجال فى القسم المخصص لهم أى لا يوجد اختلاط
قد جعل العم مصطفى أن يأتى عادل معه وبالفعل جلس معهم وقد أحب أجواء تلك الحارة الدافئة
لاحظ العم مصطفى توتر الأجواء بين عادل وبلال
فكل منهما يبدو وكأنه سينقض على الثانى  بدون سبب ولكنه تغاضى على هذا الشئ
وبعدما انتهى الجميع من تناول الطعام قد حان وقت صلاة الفجر فقام الجميع للصلاة يحملون فى قلوبهم السكينة والفرحة بقدوم الشهر المبارك
مجتمعين فى مشهد يسر العين
واقفين يأدّون الصلاة فى صفوف منتظمة
والزينة والأضواء فى كل مكان

أجنحة ذات قيود Where stories live. Discover now