"كل سنة وإنتوا طيبين يا شباب، رمضان مبارك "


رد عليه بلال مبتسما وهو يرفع يده يحييه:

"وإنت طيب يا غالى "


ورد عليه حسن بضيق:

"وإنت طيب يا عم، بس يالا إخلص عدى بالفرارى بتاعك ده "


ضحك السائق وذهب فوجد حسن حديثه لبلال مسرعا:

"يالا إطلع قبل ما حاجة تانى تعدى "

.................

كان عادل يتابع ما يحدث فى الحارة بعيون لامعة، فهو يفتقد تلك الأجواء بشدة ولكن كانت ملامحه تتحول للانزعاج كلما جاءت عيناه على بلال،
كره فكرة أن نغم تحترمه وتقدره بينما تنظر له هو على أنه الشاب الأجنبى
الذى لا يعرف فى أمور دينه شيئا،
وعلى أنه قد أخذ كل صفات الغرب،
هو يعترف أنه كذلك ولكنه ليس سئ لهذه الدرجة، فهو ليس بتارك للصلاة ويصوم رمضان أيضا ولكنه لا يعرف بعض الأشياء
فقط بعض الأشياء
تنهد بحزن ثم دلف للداخل،
تحدث قليلا مع العم  مصطفى
ثم استأذن منه وتوجه إلى المرحاض وبعد خروجه لفت إنتباهه صوت نغم
كانت تتحدث مع والدتها فى غرفتها
وتتذمر كالأطفال قائلة:

"يا ماما مش هعرف أعلق زينة طول
ما هو قاعد كده، هفضل رايحة جاية وهكون متشعلقة على الكرسى  شوية وعلى الترابيزة شوية علشان أعرف أعلق، بس هيكون جسمى فى وضع مش هينفع يشوفنى فيه
وكمان بكرة أول يوم يعنى لازم أعلق النهاردة"


ضحك على تذمرها، ولكن انمحت إبتسامته لأنه أدرك أنه يجلس كثيرا فى هذا المنزل، هو يعتبر هذا البيت بيته حيث أنه قد عاش فيه لمدة طويلة فيما سبق ولكن الآن لايدرك بأنه قد أصبح هناك شخص يمنعه من ذلك لأنه مهما كان مقرب من أهل البيت لا تزال نغم ليست بشقيقته الحقيقية
حتى يتصرف كما يحلو له
وأدرك أنها لا تتصرف بحريتها فهى طوال جلوسه تكون فى غرفتها وإذا خرجت منها تخرج وهى بحجابها وكامل إحتشامها
لذا فكر قليلا  ثم عاد ليجلس بجانب العم مصطفى وعندما خرجت الست فردوس من الغرفة قال لها:

"ماما أنا هنزل أقعد على القهوة شوية هشوف أجواء الحارة تمام"


فردت عليه الست فردوس بحنان:

" تمام ياقلب ماما، انزل ياحبيبى "


واستأذن من العم مصطفى ثم خرج
وبعد نزوله قد أخبرت الست فردوس ابنتها  عن رحيله فقفزت نغم بسعادة
وقامت بتعليق الزينة سريعا قبل مجيئه
فهى عادتها كل عام

أجنحة ذات قيود Where stories live. Discover now