رحيلك عني

32

اللهم صلٍ على محمد وآل محمد 🦋🤍

( صديق دربي)

رحيلك عني خلف جرح غائر غير قابل للتصديق أو التقبل

لقد دفن ليونيد أمام ناظري
ومازلت غير مصدق بأنه قتل
كذلك دفنت بجانبه آريس
و ياللعجب أنا السبب في وصولهما
إلى هنا أنا الذي قتلتهما بيدي هاتين
حينما جعلتهما يدخلان ذلك الانتقام
معي ضد  ليونارد أنتظرت رحيل الجميع
كنت بالكاد صامد بألا أنهار إمامهم
وماهي إلا دقائق معدودة ورحلو ضل
فقط أيروس يقف بجانبي أقتربت من التراب لأضع كلتا كفي عليهما واتحدث ولم أعي بدموعي التي تحرق وجنتي و الحرقة توسطت حنجرتي بألم بالغ

" ليونيد أعتذر لك عن شبابك
الذي ضاع أثر مساعدتي
لقد كنت خير رفيق
فأنت صديق دربي الذي لم يخذلني يوماً
كنت  مثل برياموس تماماً الذي لطالما كُنت تحبه وها أنت الآن ترحل إليه أعتذر عن كل مرة غضبت منك أعتذر عن كل مرة رفعت بها صوتي عليك سامحني فإن لم تفعل فلا مهرب لي من هذا الخراب الذي حل بحياتي "

أنزلقت دموعي الحارقة على وجنتاي
  وأنا أتذكر أتصاله الاخير الذي لم أجبه
يكاد عقلي ينفجر من هذا الندم و الألم
الذي أشعر به أقتربت من قبر آريس

لأتحدث وقد تذكرت حديثنا
حينما حذرتني من إدخال ليونيد للأمر

و ياليتني أستمعت لها
فنطقت كلماتي راجياً أن تستمع لها

" آريس أشكرك على كل لحظة قضيتيها بعائلتي فأنتي لطالما كنتي  جزء منها حدسك الذي لم يخب يوماً بل أصاب و يالتني  أستمعت له مازالت صورتكما و أنتما مضرجين بدمائكما في مخيلتي لا تبرح قلبي المتهالك أدرك بأنني السبب بموتكما معا أنا الذي يستحق الموت لهذا الخطأ الفادح الذي أرتكبته"

شعرت بيد أيروس تربت على ضهري
قلبي يؤلمني وأشعر بضيق الهواء

فوقفت متحدثاً بوادع غير منقطع

" فالترقدا بسلام أتمنى أن أعود إليكما وأنا أزف خبر مقتل قاتلكما الذي لا يستحق ذرة أوكسجين "

تحدث أيروس
يربت على كتفيه

" سوف تأخذ بحق موتهما بيدك
و أنا سأساعدك رغم أنني السبب الأول
لدخولك بكل هذه الدوامة "

خطوت بصمت دون أن أرد
وصلنا الى السيارة
وتحدثت

" أيروس خذني  لشقة ليونيد  و عد إلى المنزل "

أتجه بصمت دون أن يجيب
مرت ساعة بالطريق و الصمت يحيط بنا بعزاء تام على من رحل منا من رفيق غالي جداً ذا وجود خفيف بيننا وها أنا ذا أشعر بالنقص الشديد و الاشتياق التام له ترجلت من السيارة لأرى العمارة بأكملها