16

142 15 29
                                    


اللهم صلٍ على محمد وآل محمد

( لقيانا الحزين )

أدونيس

ما زال الخوف مستبد بي من هذا المكان والأشخاص الذين يملكونه المطمئن الوحيد هنا هو السيد أريستارخوس أنه جيد معي و حنون لكن الغريب في أمره أنه ورغم سجيته الجيدة يعمل مع مجرمين

أكاد لا أصدق الأمر لولا أعترافه بذلك أستقمت من السرير و خطوت إلى النافذة فتحتها وقد زارتني نسمات الهواء العليلة كم تنقي الرئتين بحق

أخذت الأفكار تتوالى علي دون شعور مني  هل عمي لينوس مازال يبحث عني أم أنه مل المحاولة متى أتخلص من هذا السجن الذي أنا به لا يوجد أي معنى من مواصلة العيش هكذا لو أنهم لم يعالجون جرحي لكنت الآن فقدت جسدي و دفنت تحت التراب

ورحلت روحي للسماء أسألقى أبي هناك  ياترى ؟

يا اللهي ماهذه الأفكار التي تولد مشاعر بداخلي

أنقطعت كل الأفكار حينما أتتني تلك الرغبة الملحة بالنظر إلى الأعلى إلى السماء

لأول مرة في حياتي قاطبةً أعتدت النظر أمامي إلى طريقي إلى حاضري حيث للحضة الآن

إلى ما أعلمه وما علمته لم أكن يوماً ممن يتطلعون للسماء إلى المستقبل إلى المجهول حيث الإنتظار الأزلي و حالما ألتقت عيناي بالسماء شعرت و كأنها تناديني لم تكن صافية ولا هي  غائمة كذلك

بل متقلبة تتآكل رويداً رويداً مثلي تماماً أأصبحت أصف حالي بالسماء الآن ؟

رحتُ أحملق بها ماذا عساي أن أرى خلف هذه الزرقة العجيبة؟

أهو للون البهجة الصامت أم اليأس المستقطب؟

لكن لونه يشع بالغرابة رغم أنه شدني إليه أبعدت ناظري عن خارج النافذة لأدير رأسي إلى الغرفة

لقد كانت غرفة طبية ألا يكفي وجودي هنا لبضعة أيام ؟

مللت كل شيء تعبت من كل شيء لا أملك طاقة العيش فقد أنتهى كل شعور داخلي وهذا الجرح العنيد لن يشفى بوقت أسرع تباً له و لمسببه

قاطع تأملي دخول  السيد أريستارخوس بهدوء

نظرت له وقد كان يحتلني شعور طفيف بالخوف حين رؤيته مازلت لم أعتاد عليه مازلت حذراً بتعاملي معه

على الأقل أستمع لكلامه و أنفذ ما يرغب كي يعيدني لعائلتي

تحدث بينما يجلس على الكرسي

رحيلك عني Where stories live. Discover now