chapter 24

22 10 0
                                    


الأشعة عالية الإضاءة تنعكس على البحر امامه ، الارتفاع الذي يجلس فيه يجعل كل شيء واضحا في مشهد ألفه منذ زمن ، بعض الرياح المحملة برائحة سالفة مع اثنين كانا اقرب له حين لم يكن قد نال شيئا ذي قيمة تذكر ، نهاية مراهقته حيث كان يبلغ التاسعة عشر محملة بالكثير من الذكريات تحتضن عدة تواريخ لامعة في جزر سانتوريني ، اغمض عينيه و اعقبها بإبتسامة بينما يرفع شعره البلاتيني للأعلى....

نظر جواره للرجل الذي يتأمل المشهد بلامبالة فعلية بينما يضع اوراقه اللاصقة على الطاولة التي تفصلهما ، هذه ثاني ليلة سيقضيانها في سانتوريني و جوزيف ليس مرتاحا حقا مع ناڤين و يضع حدودا راسخة بينه و بين الاخر منذ سمع ذلك الحوار بينه و بين مدرس ايجين سيد زيڤان و هو يعتقد ان هذه اللحظة هي الاكثر مثالية لإفتتاح الموضوع

" هل كنت في الحفل الذي اجري الاسبوع الماضي ؟"
كان سؤال جوزيف واضحاً بينما لا يهتم بالاجابة كونه يعلمها سابقا

" نعم....لما تسأل ؟"

كتب جوزيف بروية عقبها " تم استضافتك في اي فرع بالتحديد ؟"

" العسكري "

حل صمت عقب كلمة ناڤين تلك ، لم يبدي جوزيف ردا منفعلا ، مجرد اجفال جعل ناڤين يعدل كلمات بذات الهدوء لا يوقف اياً منهما تدفق مجرى الحديث

" امزح....في الواقع انت تعلم مكانة والدي المهنية و انا اتيت عوضا عنه لانه في مكان آخر الان "

اومأ جوزيف بالفهم و اعاد نظره للأمام ثم سأل ما كان يهمه اكثر " مع من كنت تتحدث عند الشرفة " ابتسم ناڤين ثم رد كأنه شيئا لم يعنيه " احدهم ، التقيت به هناك "

كتب جوزيف " هل تسحب احدا التقيت به لاول مرة للشرفة ؟ اعطني الحقيقة فقط "

نظر له ناڤين و هو يعلم ان خيار - ما علاقتك- لم يكن متاحا ، لا يتهرب من ذكر الحقيقة إلا من كان على خطأ و ناڤين اخطأ عندما تحدث مع فيتال لساعة هناك غير مراعي لاشخاص مثل جوزيف " لنقل اني اعرفه فقط " لم يسأل جوزيف بعدها و انزل الأوراق من يده يضعها جانبا ، نهض ناڤين يتمدد و يخبر الاخر انه عليهم العودة لإعداد حقائبهم لانهم سيغادرون ، امسك بيد الاخر و ركض ناحية فندقهم

خلع ناڤين حذائه البلاستيكي عند الباب و ركض للسرير بسرعة ليحظى يقسط من الراحة ، التجوال مع جوزيف لاسبوع كامل لكسب ثقته بينما لا يعطيه الاخر اي ردات فعل امر مجهد و ناڤين اضحى يتحدث كثيرا يحاول ملئ طرفي الحوار وحده ، غطى جسده بالغطاء و هو مستعد لينام ينسى تماما امر جمع الحقائب ، على النقيض الاخر اخرج جوزيف حقيبته و اعدها ثم اخرج حقيبة ناڤين و وضع الاغراض داخلها....

اقترب جوزيف من سرير الاخر ليقوم بإقاظه ، لكنه توقف للحظة لا يعلم ما يريده في تلك اللحظة ، غطى عينيه بكف يده و استند للسرير يتنهد ، الغرفة مظلمة و الاخر منهك لحد جنوني ، هو لا يعلم هل يثق بناڤين ام يخرجه من دائرته الضيقة و ناڤين ملتصق به حتى اصبح يرى وجهه اكثر من وجه ايجين حتى ، جوزيف لا يمانع ذلك و هو فقط يريد الا يندم لاحقا و جل تفكيره هو اختلاق اعذار لناڤين كي لا يبعده بقسوة و حتى مع احتمالية ان يؤذيه هو فقط لا يبعده ، تنهد عقبها مفكرا

again...Death for nothingWhere stories live. Discover now