chapter 7

53 15 2
                                    

الغرفة باردة كما كانت دائما لكن النائم على السرير يرفض الطبيعة المادية لها - برودتها لم تلقى استحسانه - حتى عندما قام بتشغيل المدفئة جواره ذلك لم يجعله يدرك شيئا غير كم كان الجو باردا و هو توقع الكثير من تلك المدفئة و الان عظامه تطلب منه النزول تحت اي غطاء حالا - ليس كأنه كان تحت احدها بالفعل - الطبيعة الجوية لروسيا قاسية و حتى مع كون موسكو قريبة من اوروبا إلا أن الطقس في ذلك الجزء ككل كان ينهش عظام اليوناني

كان هناك مدخنة نهض ليمدها بالحطب ، وضع الحطب و اشعل ستة اعواد كبريت لتشتعل سريعا ، خطته الموفقه جعلت النار تأكل الحطب امامه بسرعة و معه جزء من أفكاره المتهالكة ، ناڤين شخص قليل الاضطراب يتعامل مع كل شيء سريعا و أفكاره كانت تتخزن بالترتيب داخل عقله و الان هو يشعر بنفسه يفقدها تحت اللون الناري للشعلة امامه ، قرب يده لها ليوقفه الصوت برأسه فجأة...كان على بعد خطوة واحدة بالفعل

جلس امامها يشد الغطاء حوله كي يبقى دافئا ، هو بالفعل الان في بلاد غير بلاده و سيبقى هناك لفترة طويلة لا يريد البدء بالتفكير فيها ، لكنه ناڤين سيجد طريقة ليتأقلم بها كما كان يفعل دائما و اتصال واحد مع فينست يوميا سيجعله يشعر بعدم الغربة ، صدره ضيق منذ قدومه و هو يتوقع معاملة سيئة من الروس عندما يخرج صباحا لذلك هو فقط يريد البقاء داخل غرفته حتى نهاية هذا ، الخارج يبدوا موحشا جدا و هذه الغرفة هي اكثر الاماكن ضجرا بالعالم

" سأخرج و سأحاول فقط عدم إفساد كل شيء " قالها لنفسه ثم نهض لسريره ينزل تحت غطائه الرابع يحاول النوم ، اغمض عينيه لفترة ثم استيقظ بعدها ينظر للسقف مع امكانية نوم تنخفض حتى عشرين بالمئة ، تمتم أغنية والديه ليتذكرهما و ليس ليعود للنوم حقا...لم يتمكن من منع دموعه من التساقط بغزارة على جانب وجهه و تصنع خطا دافئا هناك...

ناڤين لم و لن يتمكن من تخطي موت والديه ليس الان و لا غدا ولا بعد مئة عام ، و عندما يتذكرهما فهو لا يحزن فقط...هو يبكي حتى ينقطع الهواء عن صدره و لا يعود قادرا على التنفس أو الكلام ، و كان هذا هو الحال هذه المرة ايضا وجهه اصبح احمرا بينما ينهض يحاول جمع الاكسجين من بين شهقاته ، عيناه تنزلان دموعا لم يظن أنه يمتلكها و هي تؤلم وجهه الان بالفعل ، كان مرهقا جدا السفر اخذ كل طاقته و ليس بحاجة لتذكر هذا على الاقل ليس الان

ليس عندما يحتاج لاكبر قدر ممكن من النوم لان الغد قد يكون طويلا ، مسح عينيه اللتان احمرتا بشدة و حاول استعادة حالته الطبيعية عوضا عن البكاء هكذا بشكل مفاجئ في ساعات الفجر الاولة ، وقف متمددا كونه لم يتمكن من العودة للنوم لذلك وضع ملابسه جانبا و دخل ليستحم و صدقني هو متفاجئ من وجود ماء ، ارخى عضلاته تحت المياه الساخنة التي لم يظن ان الروس يمتلكونها اصلا

خرج و امسك ببذلته العسكرية ليرتديها ، خرج ليرى القاعدة التي كان متواجدا فيها و بالفعل كان بعض الجنود يقظين " اهلا كاسيان " نظر ناڤين ناحية فيتال الذي ألقى عليه تحية بدون ان يزيل عينيه عن الأوراق في يده " كيف عرفت اني هنا " ازال فيتال عينيه عن الأوراق ثم قال بشبه تنهيدة " الرائحة اليونانية ربما " رفع ناڤين حاجبا على كلمة -اليونانية - تلك بالذات لم تعجبه

again...Death for nothingDove le storie prendono vita. Scoprilo ora