فـ30ـصل

6 2 21
                                    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل الثلاثون- محنة كاسز

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يمشي رجل داخل المتاهة بمعطفه البني المتدلي لسيقانه.

شعره أسود شبه أشعث و عيونه خضراء باهتة مع ندبة على عينه اليمنى.

يمشي بإستقامة و يداه في جيوب بنطاله يتبع حدسه في معرفة المخرج.

كاسز الحائز على المرتبة الثانية في الجولة الأولى عبثًا.

فكل ما فعله هو البقاء جالسا على حافة الساحة يستذكر أيامه الماضية و بفضل ذلك رآه العديدون كفريسة سهلٌ التخلص منها.

لسوء حظهم أن إختيارهم وقع على الشخص الخاطئ فهذا الرجل البالغ من العمر تسعًا و ثلاثين عامًا قضى عليهم دون لمسهم.

لم يكن ذلك خياره و لكنه فعله، لا يحتاج للتدخل الكثير في القتال فكل ما عليه فعله تغليف نفسه بلهيبه و السماح لأيٍ كان بلمسه ليتحول إلى رماد متطاير.

الخراب هو اِسم هذا اللهيب الواقع بين يديه، لم يعثر عليه كاسز بصعوبة و لا بسهولة.

كعادته كان يداوم عمله كمحقق لجرائم القتل حتى وجد بين أغراض أحد ضحاياه الخاتم الذي يرتديه حاليا.

إن جاز القول فإن الخاتم يعود للمستعمل السابق لهذا اللهيب.

عندما نبش في أغراضه أكثر عثر على طريقة إستعماله الصحيحة فإعتبر كاسز أن الضحية كان يبحث عن وارث الخاتم التالي.

نفعته الوثائق و المفاهيم و لكنه لم يستعملها، ليس لأنه لا يستطيع بل لأن لا شيء يصعب عليه لإستعماله.

فيُعتبر كاسز أحد القلائل الذين لا يستخدمون لهيبهم بكثرة.

و مع ذلك لا تزال لديه هذه الحركة المفضلة، حالما يتعدى أحد نطاق لهيبه الذي يغلفه فهو يتحول لرماد لا وجود له.

غالبًا ما كان يستعملها في حياته اليومية لتحويل القمامة و الأغراض غير المهمة إلى رماد.

و لكن و لأول مرة إستعملها ضد كائن حي و شاهدهم يتبخرون في ثانية من لمسه.

ليس حزينًا عليهم و لكنه حزين على الروح التي أُعطيت لهم ليعيشوا بهذه الطريقة.

لقد تعامل مع العديد من الضحايا و الجثث فليس من الجديد عليه ألا يحزن على موتهم.

يتابع طريقه و هو يحاول كسر هذه المتاهة أو كما سماها شفرة.

لا يصنع شخص متاهة بعشرة مخارج إلا و هناك إستراتيجية داخلها.

و ما يحاول فعله حاليا هو فك هذه الإستراتيجية.

حامية السماء ↑SOULWhere stories live. Discover now