فـ28ـصل

14 3 18
                                    

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفصل الثامن و العشرون- محنة شيهن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يستمر بجذب عيناه في الأرجاء باحثًا عما يسليه.

شيهن: و أي نوع من المتاهات هذه لا تظهر فيها الوحوش لي؟

يتذمر هذا الشاب الباحث عن التسلية، لإشغال عقله عن الضجر المحاصر له.

الرجل الحاصل على المرتبة الأولى أخذ بتفكيره أكثر من مسائل الحب و المواعدة.

كيف أنه شعر بالتناقض حوله و طريقته في قتل خصومه بنصله دون إظهار ميزته، بدا ذلك مثل طريقة شيهن في التعامل معهم.

شيهن بيكاسيا البالغ من العمر خمسٍ و عشرين عامًا، شاب إحتل المرتبة الثالثة من الجولة الأولى لإختبار راتيلفين.

شيء لم يعجبه بتاتًا فأحد أفراد بيكاسيا المبجلين بلهب النجوم لا يحصد المرتبة الأولى و لا الثانية و إنما الثالثة؟

لهب كهذا عُرف بحياديته و عدم تبعيته لأي لهيب آخر، و مشيئة التبعية لدى حامل لهب آخر أمر مفروغ منه داخل بيكاسيا و إعتبروه ممكنًا.

ما لم يتقبله هو صاحب المرتبة الأولى إيفرايز الذي شاهد تقنياته بنفسه و أودى به ذلك لشعور بالغرابة داخله.

أكثر مما يكون فهو ليس حبا أو إعجابا بل أقرب ليتصف بالرغبة في إنقاذه من حلكة ظلامه.

هناك جملة مشهورة بين أفراد البيكاسيا يرددونها حال ترسيم البيكاسيا الأصغر لظفرهم باللهب.

«رغبتك ناجمة عن ضيائك فاتبعوها مهما كانت يا من ستخلفوننا»

لم يؤمن بتلك الجملة و لا نفى وجودها و إنما لم يتوقع منها الكثير، و ها هو ذا يعاني من آثار هذه الجملة.

مما زاد الطين بلة هو روح التنافس داخله التي ترغب بالإقتراب منه و مواجهته.

ينعطف شيهن يسارًا من المتاهة الضيقة التي تسعه فقط.

شيهن: ما هذا، هل تحولت اللعبة إلى هذا النوع من هذه الأشياء؟

ينظر أمامه و المتاهة الضيقة لها سقف يغطي المنطقة أعلاها مما يزيد حلكتها.

أمر كهذا لن يزعج أفراد بيكاسيا و هم من يملكون لهب الضياء المشع، حتى مع حلكة غرفة المتاهة فليس لديه مانع من دخولها فحالَ إقتراب وحش منه فيمكنه قتله كما فعل مع المتنافسين في الحلبة.

من التاريخ العميق لبيكاسيا و الأمر الذي يدركه العلماء أن بتجمع عدة نجوم فتشكلها لثقب أسود أمر لا مفر منه.

يدخل شيهن للداخل و رؤيته تنعدم تمامًا.

يستمر بالمشي في المقدمة ثم يتوقف ببضع خطوات حذرة، يظهر اللهب المضيء الأبيض حوله و بالتحديد صادر من الخاتمان في كلَا سبابتيْ يديه.

تلك الوحوش التي كانت على وشك الإنقضاض عليه تهرب من الضوء الذي أسقط ضياءه على شيهن، رغم ذلك ليست جل الوحوش سالمةً من النور فأحد الراغبين بإفتراسه قد سقط أمامه يتلوى.

وحش بأربعة قوائم أسود كثيف الشعر ذي لعاب يتقاطر من فمه و مخالب بارزة يكاد لا يوجد مكان لإخفائها.

شيهن: هل وصلت سمعة راتيلفين لإقتناء كلاب شرهة؟

يركل الوحش لرفاقه في الظلام و لا نية له بالرأفة بهم، هذا أقل ما يمكنه فعله لوحوش متضورة جوعًا منذ أزل مجهول.

يزعجه عدم رؤيته الواضحة لكامل المنطقة و سرعان ما ينتشر لهبه في أرجاء الغرفة الفسيحة كاشفًا عن عدد الوحوش الهائل.

شيهن: وصلت بكم الأمور لهنا حتى

ينظر لعظام الوحوش الأخرى التي من الواضح أن الأحياء منهم قد إلتهموا رفاقهم للعيش.

شيهن: لست بتلك الوحشية كذلك

يتنهد شيهن و هو يفرك رأسه بإنزعاج لرؤيتهم يتلوون على الأرض بضعف.

شيهن: النجم الأسود سيرحب بكم يا من لا أهل لهم فـ-

يجد صعوبة في إكمال ما بدأه و تلك الشرارات السوداء تحيط به، تضيق عينه في إنزعاج و نوع من الألم يلمسها بأذى.

شيهن: .. فإقبلوا هذه النعمة و كونوا أحد جنوده المخلصين

يمتزج اللهب المضيء مع الشرارات السوداء فتصبح الغرفة مظلمة مرة أخرى ثم تعود للضياء ببضع ثوانٍ.

الوحوش الهائلة التي إكتسحت الغرفة قد إختفت على حين غرة، يلمس شيهن عينه اليمنى بألم و هو يعرف مدى عاقبة ما فعله.

بالرغم من كونه شخصًا تنافسيًا و لكن لا يزال أعداؤه هم البشر لا وحوشًا لا عقل لها أُجبرت على العيش في جوع محاصرة في أربعة زوايا.

يعود اللون الأصفر لعينه و يتلاشى الألم تبتعد يده عن خصلات شعره الحمراء و يكمل طريقه نحو الباب الآخر من غرفة المتاهة.

يراقب من الأعلى دارين بفضل شاشاته الكاشفة عن الوحوش و لهبه خير دليل لتصديقه لما حصل في المتاهة المظلمة.

وحوش الظلام الناهمة إختفت في لحظة واحدة و لم يعد يشعر بالتواصل معها.

دارين: ثلاثة يخفي موهبته

دارين: عجيبٌ كون حثالة لا أصل لها تملك موهبة دون عقل

تتقاطر عيونه بالخبث و إبتسامته لا تنذر بغير سوء، يدون ملاحظاته حول شيهن لتجهيزها في التقرير ثم ينتقل لشخص آخر من الجولة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نهاية الشابتر.

رأيكم؟

اي انتقاد؟

أي استفسار؟

أي شيء غير مفهوم بالفصل؟

702  كلمة.

حامية السماء ↑SOULWhere stories live. Discover now