الخاتمة

400 12 0
                                    

كانت سروة مازالت متمسكة بشدة بتاج الذي يمسح على شعرها بحنان.

قالت من بين بكائها بنبرة مكتومة: أنا آسفة، أنا كنت غيورة، أنا بحبك.

ازداد ضغط ذراعي تاج حولها وهو يدير وجهه ليقبل شعرها بحنو كبير.

هدأت قليلا فأبعدها تاج وهو ينظر لوجهها بابتسامة وبنظرة طالما تمنتها وحلمت بها.

مسحت على وجهه باشتياق وهي تتأمل ملامحه الوسيمة، عينيه البنية التي اشتاقت للنظر لها براحة، ملامحه التي يهدأ قلبها حين تراها، ارتفعت يدها لشعره الأسود بشوق.

وضع يداه على وجهها يمسح دموعها برقة لأنها لم يعد يتحمل دموعها: خلاص يا حبيبتي كفاية عياط علشان خاطري أنا مش بستحمل دموعك دي.

ردت بصوت متحشرج: يبقى متخلنيش اعيط تاني يا تاج، متخلنيش اعيط تاني أبدا.

قبل جبينها فأغمضت عيناها بارتياح وهي تحمد الله وتدرك أنها أخيرا وصلت لنهاية محنتها التي طالت.

ابتعد عنها وهو يبتسم: يلا نروح إيه رأيك نرجع بيتنا ولا نروح بيت خالي؟

نظرت له سروة بمشاكسة وقالت بدلال وهي تعبث في أزرار قميصه: عايزة أروح بيتنا أصله وحشني أوي.

ازدادت ابتسامته اتساعا ولمحت في عينيه لمحة خبث أحبتها ولكن انقلبت تعابير وجهه في لحظة وقال بجدية: قرار صح إحنا كمان محتاجين خصوصية علشان نصفي بقية الأمور اللي بيننا.

نظرت له سروة بارتباك وهي لا تفهم مقصده، أية أمور عالقة بينهم؟

أمسكها من يدها وحمل حقيبته في يده الأخرى ثم حدق إليها: يلا بينا.

ساروا معا ليُوقف سيارة أجرة حتى تُقلهم للمنزل، جعل الارتباك سروة تصمت طول الطريق لقد ظنت أن كل شيء أصبح على مايرام بينها وبينه.

حين وصلوا للمنزل دلفت قبله إلى الداخل وهي تستعد لما سيوجهه لها من أقوال.

أغلق الباب ووضع الحقيبة على الأرض ثم كتف ذراعيه وقال بنبرة خشنة: كنتِ فين؟

ارتبكت سروة فقد بدا وكأنه يستجوبها ولا يبدو عليه أنه على استعداد للتحرك من مكانه قبل أن يحصل على إجابته.

أخذت نفسا عميقا قبل أن تجيب بهدوء تُخفي توترها: كنت عند صاحبتي.

رفع حاجبه باستهجان: صاحبتك مين؟ أنا سألت عنك عند كل صحابك ومفيش حد كان عارف مكانك!

نظرت إلى الأرض كمن يخفي شيء وقد ظهر على وجهها الذنب فقال بتوجس: يعني إيه؟ يعني حد منهم كان عارف مكانك وكدب عليا؟

رفعت بصرها بسرعة وقالت باندفاع: أنا كنت عند سارة وهي كدبت بعد اصريت عليها لأني كنت عايزة أفضل لوحدي.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Mar 17 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

تراتيل الهوى Where stories live. Discover now