الجزء 25

530 22 6
                                    

البارت 36 والأخير

تجمد الدم في عروق تاج ونهض قائلا بتوتر: سروة اسمعيني قبل ما تقولي أي حاجة.

هزت رأسها كان الأمر أشبه بحريق في القلب، نظرات عيناها تتوجه فقط نحو تاج تلومانه بخيبة أمل وخذلان، نهضت عمتها بسرعة تقول بارتباك متلهف: سروة متفهميش غلط يا حبيبتي مش قصدي والله أنا....

لم تنتظر سروة لسماع المزيد، استدارت على الفور وغادرت تركض على السلم تتمنى لو بمعجزة ما تختفي، لحقها تاج فورا، كانت تركض على السلم تتمنى ألا يصلها، حاول تاج أن يصل لها وهو يناديها إلا أنها أسرعت وأوقفت سيارة أجرة وأمرت التاكسي أن ينطلق بأقصى سرعة، نظر أسرع تاج نحو سيارته وصعد إليها وانطلق يلحق سيارة الأجرة.

ضرب على المقود بعنف يلعن سوء الحظ الذي صادف مجئ سروة في نفس وقت كلام والدته عن رفضه الزواج منها في البداية، ضغط على دواسة البنزين حتى يلحقها، في سيارة الأجرة كانت سروة جامدة لا شيء يدل على ما تعانيه إلا عيناها ودموعها المحبوسة داخلهما ترفض النزول، في تلك اللحظة التي سمعت عمتها تتحدث كيف شعر تاج بالنسبة للزواج منها وظن أنه سيدمر مستقبله وحياته، تقسم أنها في تلك اللحظة سمعت صوت تحطم قلبها، كان تاج يحاول الوصول لسيارة الأجرة التي فرقت بينها وبينه عدة سيارات ويدعو أن تستمع سروة له، أغلق قبضته على المقود بشدة وهو يجز على أسنانه، لقد وصلت علاقته بسروة الآن إلى نقطة مصيرية، لكن كيف ستستمع له؟ لقد عمل جاهدا في جعلها تصدق أنه يرغب في إكمال حياته معها برغبته ولكن الآن لا شيء سيجعلها تصدق أنه اختارها بعقله ...وبقلبه أيضا.

فجأة ظهرت سيارة أمامه أوقفته تنضم للطريق فضغط تاج على المكابح على الفور حتى يتفادى الاصطدام، أصدرت إطارات سيارته صوتا حادا وهي تحتك بالأرض فضرب بيديه على المقود بغيظ وغضب شديد، ثم أدار السيارة مرة أخرى وانطلق ليلحق بسروة.

وصلت سروة للمنزل فصعدت بسرعة وهي تركض لغرفة النوم وتغلق الباب ورائها بالمفتاح ثم رمت حقيبتها على الأرض وألقت بنفسها على السرير وهي تخبئ وجهها في الوسادة وتنفجر في البكاء بصوت مكتوم.

وصل تاج بعدها بدقائق وصعد بسرعة ثم تقدم لغرفة النوم وهو يناديها، حاول فتح الباب ليجده مغلقا بالمفتاح، طرق على الباب طرقات قوية وهو يقول برجاء: سروة افتحي الباب خلينا نتكلم.

علت شهقاتها فدفنت وجهها أكثر في الوسادة، سمع تاج صوت بكائها الذي مزق قلبه، كان يشعر بالعجز وبالذنب أمام بكائها الذي تسبب فيه دون قصده ولكن عليها أن تستمع إليه.

طرق مرة أخرى بقوة على الباب وهو يقول بتوسل: سروة افتحي بالله عليكِ، افتحي واسمعيني صدقيني أنتِ فاهمة غلط، ماما مكنش قصدها اللي أنتِ فهمتيه أبدا.

رفعت رأسها من الوسادة وصاحت به بقهر: أنا أخيرا فهمت صح! ليه تعمل فيا كدة؟ ليه؟ امشي مش عايزة أشوفك ولا أسمع صوتك!

تراتيل الهوى Donde viven las historias. Descúbrelo ahora