الجزء 13

491 12 6
                                    

في نفس الوقت كانت سميحة تساعد نصير على تناول الطعام حين شعرت بنغزة مفاجئة في قلبها وفجأة سقطت الملعقة من يدها في طبق الحساء مسببة تناثر بضعة قطرات منه خارج الطبق.

ناظرها نصير باستغراب: مالك يا سميحة؟

وضعت سميحة يدها على قلبها وهى تقول بقلق ممزوج بالتعجب: مش عارفة يا نصير فجأة كدة قلبي وجعني ومش مطمنة.

تنهد نصير وعيناه تشرد أمامه، عاد ببصره لسميحة التي كانت شاردة أمامها بقلق.

قال بصوت متردد منخفض: س...سميحة هو أنتِ تعرفي أخبار عن...عن سروة؟

نطق الإسم وهو يشعر بغصة تؤلم حلقه، تطلعت له سميحة بحزن ووضعت يدها على يده: متخافش يا نصير تاج بيطمني عليها علطول، هو مستني بس وضعها يبقى كويس وهيجبهالك هنا.

تجمعت الدموع في عيون نصير وتهدج صوته حين تكلم بخزي كأنه يلوم ذاته: هقابلها بأنهي وش يا سميحة؟ هقولها إيه؟ هقدر أحط عيني في عينها إزاي؟ ياترى هتقدر تنسى أنها وقفت قدامي وأنا بقول عليها ميتة يا سميحة؟

أجهش بالبكاء فاحتضنته سميحة وهى تواسيه بعطف ممزوج بالحزن: اه والله كل حاجة هتبقى كويسة وسروة هترجع لحضنك تاني، أنت عارف سروة مبتحبش في الدنيا حد قدك، وأنت كان ليك عذرك لما عرفت بس المهم أنه الحقيقة اتكشفت خلاص.

تنهد نصير بحرقة قلب أب مكلوم على ابنته: اه لو أعرف هو مين اللي عمل فيها كدة كنت قتلته وشربت من دمه!

ردت سميحة بفزع: لا يا نصير أنت عايز تضيع عمرك على واحد خسيس زي ده! إن شاء الله بكرة البوليس يجيبه وحق سروة يرجع.

حدق نصير إلى سميحة بامتنان ممزوج بالخجل: فضلك أنتِ وابنك كبير أوي يا سميحة لولاكم بعد ربنا معرفش كان ممكن يحصل إيه.

عقدت سميحة حاجبيها بعدم إعجاب للحديث الذي تسمعه وردت بعتاب: فضل؟ فضل إيه اللي بين الأخوات ده بس! وبعدين احنا معملناش حاجة، تاج وسروة دلوقتي خلاص متجوزين وتاج عارف كل حاجة هى بقت مراته فواجبه يقف جنبها.

وكأنها انتبهت لأمر ما فتابعت: صحيح ده أنا مكلمتش تاج من امبارح هتصل أشوف الأخبار وبالمرة نطمن عليهم.

نهضت بسرعة لتحضر هاتفها وتتصل بتاج إلا أن لهفتها وانتظارها تحولوا للقلق حين وجدت أن هاتف تلج مغلق، حاولت مرة أخرى ليُعطي نفس النتيجة فهمست لنفسها بتوتر: جيب العواقب سليمة يارب، أنا قلبي بيوجعني من الصبح.

أفاقت سروة توزع نظراتها بإرهاق وتستوعب أين هى، حين عادت الذكريات لها وتذكرت ماحدث قبل أن تفقد الوعي هبت على الفور واقفة مما أدى لاصابتها بالدوار فتوقفت وهى تستند على حافة الأريكة، ولجت الجارة للغرفة وأسرعت إليها تساندها بقلق: اقعدي يا حبيبتي أنتِ واقفة ليه؟ أنتِ لسة تعبانة.

تراتيل الهوى Where stories live. Discover now