الجزء 24

851 17 0
                                    

كانت سروة تراقب بانفعال روفان التي تناظرها بابتسامة مستفزة.

قالت روفان باستفزاز: إيه ده لسة فاكراني؟ معاكِ حق ما أنا متنسيش بسهولة برضو.

رمقتها سروة بنظرات انزعاج يكتنفها النفور وهي تتذكر مافعلته بها ليلة الحفل وقالت بحدة: أنتِ مين؟ وعايزة مني إيه؟

دلفت روفان للمنزل فأوقفتها سروة وهي تُمسك ذراعها بقوة: أنا مسمحتلكيش تدخلي!

نظرت لها روفان بغيظ وأفلتت يدها وهي تبتسم مجددًا بخبث: عايزة تعرفي أنا مين؟ طبعا أوي أوي أنا حبيبة تاج اللي سابني علشان يتجوزك وينقذك من فضيحتك.

أكدت على آخر كلماتها فنظرت لها سروة بعدم تصديق والغضب ينتشر في أوردتها من وقاحتها وصاحت بها بعصبية: أنتِ كدابة! تاج ملوش علاقة بيكِ.

رفع روفان حاجبها وقالت بصوت بارد: متأكدة؟

توقفت سروة مكانها والأفكار تتداخل في رأسها بجنون، كان صدرها يعلو ويهبط بانفعال يرفض قلبها تصديق ما يسمعه وأن هذه الإنسانة التي تمتلك أخلاق بشعة كانت حبيبة لتاج ولكن عقلها بمنطقية أجاب عليها أن ذلك يشرح سبب أذيتها لها بفضح سرها أمام الجميع تلك الليلة، تذكرت أن تاج تغيرت قسمات وجهه حين دلفت روفان للحفل وأيضا كان يعرفها! هي لم تسأله أبدا لأنها انشغلت بنفسها وعلاقتها مع تاج فنسيت ذلك الأمر تمامًا.

حين رأت روفان أن حديثها بدأ يأتي مفعوله، اقتربت من سروة وأخرجت هاتفها.

أعطته لها وهي تقول بلؤم: لو مش مصدقاني خدي ده الدليل، صورنا طول السنين اللي كنا فيها مع بعض.

نظرت سروة للهاتف وكأنه شيء سام لا ترغب في لمسه إلا أنها ورغمًا عنها وجدت نفسها تمد يدها وتتناول الهاتف منها، حين طالعت صورة تاج مع روفان شعرت كأن سكين قد غُرز في قلبها، كانت روفان تراقبها بابتسامة متشفية فكتفت ذارعيها وتقدمت تدور حولها وهي تقول بنبرة حاقدة بينما سروة تُشاهد بقية الصور: كنا بنحب بعض ومع بعض بقالنا تلت سنين، وعدني أول ما ننزل على مصر هيقول لمامته علشان يجي يتقدم لي ويتجوزني بس اضطر يرجع بدري عني فجأة وأنا أتأخرت شوية، رجعت الاقيه بيقولي أنه اتجوز! تخيلي كدة حبيبك بيقولك أنه اتجوز! طبعا زعلت ورفضت اسمعه أصل هيكون عنده تفسير إيه؟

ثم توقفت أمام سروة مباشرة تحدج سروة بنظرات جارحة: لحد ما عرفت حكايتك ساعتها فهمت هو عمل كدة ليه واتجوزك!

تجمدت سروة من شعورها بالإهانة بينما تتابع روفان بمكر وعيناها تلمعان: ندمت ساعتها أني مسمعتلوش وهو بيتحايل عليا ويترجاني أسمعه وافضل معاه بس طبعا أنتِ الغيرة إزاي بتعمي وأنا غيرتي عمتني لحد ما عرفت الحقيقة.

كانت روفان سعيدة من داخلها لأثر حديثها الذي تراه أمامها على سروة فقالت تنفث سُمها الأخير: فِضل يقولي غصب عني ويترجاني أسمعه وأنه مش عايز يخسرني بس أنا مشيت بس عارفة رجعت ليه؟ علشان مقدرتش أنساه وعرفت أخيرا السبب الحقيقي وليه عمل كدة خصوصا أنه لسة بيحبني، دلوقتي عرفتِ ليه أنا عملت كدة في الحفلة؟ أنا مكنتش عايزة أذيكِ لحاجة شخصية بيني وبينك بس أنتِ عارفة الغيرة بتعمل إيه بقى!

تراتيل الهوى Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum