الجزء السابع

497 10 0
                                    

تسمرت سميحة مكانها وهتفت بلوعة: تاج!

تابع تاج بغضب اعماه عن رؤية دموع سميحة وصدمتها: أكيد لو كنت ابنك الحقيقي مكنتيش قبلتي عليا وضع زي ده! أنا إيه اتجوز واحدة مش بحبها وبعتبرها أختي بس علشان فضيحة، طب وحياتي أنا تروح في داهية كدة؟

جلست سميحة لأن قدميها لم تعتد تحملانها وهى تناظر الأرض فتقدم تاج أكثر ناحيتها بلوم: يا ترى فعلا علشان أنا بس ابن جوزك أنفع للحل ده! شكلك عمرك ما اعتبرتيني ابنك أبدا لأنه لو كنتِ اعتبرتيني ابنك مكنتيش تضحي ليا بالشكل ده!

انهمرت دموع سميحة بذهول ورفعت بصرها لتاج الذي افاق من ثورته حين رأى وجه سميحة المُعذب أمامه وقد استوعب ما قاله.

وقف بلا حراك مدة دقيقة قبل أن يأخذ هاتفه ويغادر الشقة تاركا سميحة تبكي بألم وحسرة ورائه على كلماته التي جرحتها بشدة أكثر من أي شيء في حياتها، لقد تزوجت من والد تاج وكان أرمل مع ولد في السادسة من عمره أحبته أكثر من الحياة وبسبب عدم قدرتها على الإنجاب، أعطته كل حبها واهتمامها، دون أن تبخل عليه بأي من حنانها ورعايتها ولم تفكر أبدا أنه سيأتي يومًا ويذكر تاج أمرًا كهذا كدليل على عدم حبها له، بل هى بالفعل طلبت منه ذلك باعتباره ابنها هى هذا ما شجعها على أن تكلمه في الأمر وإذا كان ابنها الحقيقي فكانت ستطلب منه نفس الشيء.

ظلت تبكي بعد رحيل تاج حتى تذكرت سروة فنهضت وتوجهت لغرفتها، وجدتها مازالت نائمة ولكن كان هناك آثار دموع على وجهها يبين أنها كانت تبكي حتى في نومها، اقتربت منها ومسحت دموعها بحنان قبل أن تتأكد من أنها متدثرة جيدا حتى لا تبرُد.

سمعت هاتفها يرن فأسرعت إليه بلهفة ظنًا منها أنه تاج ولكنها نظرت بخيبة أمل للرقم الغريب الذي يهاتفها قبل أن تقرر الرد عليه.

سميحة بتساؤل: أيوا مين معايا؟

أتاها صوت سيدة يقول: حضرتك أستاذة سميحة؟

سميحة باستغراب: أيوا أنا، مين؟

ردت السيدة: مع حضرتك الممرضة اللي متابعة حالة أستاذ نصير أخو حضرتك وهو سأل على حضرتك وكان عايز يتواصل معاكِ بأي طريقة وأداني رقمك علشان أتصل بيكِ.

ردت سميحة بقلق: نصير ماله؟

طمأنتها السيدة: متخافيش هو كويس بس عايز يشوفك ضروري.

ردت سميحة بسرعة: طبعا أنا جاية حالا، مع السلامة.

ثم أغلقت الهاتف وارتدت ملابس الخروج واستعدت للذهاب قبل أن تتوقف بتردد فتاج في الخارج وسروة وحدها ووضعها غير مطمئن ولا تشعر بالراحة لتركها وحدها، إلا أنها أخبرت نفسها أن سروة نائمة وستظل نائمة فترة كافية حتى تذهب وتعود بسرعة قبل أن تفيق في أي حال لقد أعطاها الطبيب حقنة مهدئة وهى نائمة منذ ساعات، خرجت بسرعة من الشقة وأغلقت الباب ورائها بإحكام.

تراتيل الهوى Where stories live. Discover now