الجزء 19

278 14 0
                                    

حدقت سروة لتاج للحظات باستغراب قبل أن تملأ مقلتي عيناها دموع حبيسة وهي تشعر كأن هناك مايشطر روحها لنصفين من شدة الألم الذي عصف بكيانها كله، استطاع تاج أن يفهم ما تفكر به لذلك تحدث بسرعة ليبرر موقفه: سروة! اسمعيني بس متفهميش غلط الموضوع أنه....

لم يجد ما يقوله فصمت بحيرة لأنه هو نفسه لم يفهم ماحدث معه، زاد صمته الأمر سوءً بالنسبة لسروة التي أحست وكأن هناك داخلها شيء يموت من موقفه.

رفعت حاجبها تتحدث بنبرة مهزوزة تحمل داخلها كبرياء جريحة: أقولك أنا إيه هو الموضوع؟ الموضوع أنك جبرت على نفسك تكمل مع واحدة مش عايزها ولا حاببها علشان كدة متقبلتش قربك منها وحسيت بالقرف.

أنكر تاج على الفور هذا الاتهام الظالم بالنسبة له باستنكار: لا طبعا أنتِ بتقولي إيه! صدقيني الموضوع مش كدة خالص أنا عمري ما أحس بالقرف منك أبدا! أنا بس...

قاطعته سروة والدموع تطفر من عينيها تهتف بحرقة: أنت إيه ها؟ قولي أنت إيه؟ ليه مسبتنيش في حالي ومشيت؟ ليه قولتلي نكمل مع بعض وأنت مش قادر تتقبلني؟ أقولك أنك قررت تعطف على البنت المسكينة اللي مش هتلاقي حد يقبل بيها وقررت تكمل معاها بس لما جه وقت زي ده مقدرتش تقرب مني، أنت مشوفتش نفسك اتكهربت إزاي! علشان طبعا مفيش رجل يقبل على نفسه حاجة زي دي صح؟

تحجرت ملامح تاج وتحولت للجمود الكلي وعيناه تناظرها بتحذير ظهر واضحًا في نبرة صوته رغم هدوئها: اسكتي يا سروة.

ابتسمت سروة باستهزاء وسط الدموع التي تغرق وجهها: أسكت ليه؟ مش هي دي الحقيقة؟ الحقيقة اللي حاولت تنساها وترميها ورا ضهرك وطلعت في وقت الاختبار الحقيقي لأنها كانت دايما جواك!

اشتدت ملامح وجهه وازداد التحذير في عينيه وهو يقول من بين أسنانه: بقولك اسكتي.

ضحكت بسخرية والألم الذي داخلها كان أكبر من أن يجعلها تصمت عما ستقوله.

وقفت أمامه بتحدي ملامح وجهها هادئة إلا من الانفعال الذي يظهر من خلال عذاب عيناها، قالت بصوت جامد: الحقيقة أن مفيش رجل يقدر يقرب لواحدة مُستعملة!

في تلك اللحظة جن جنون تلك تمامًا من إثارة الأعصاب التي مارستها سروة عليه رغم أنه يرى كل اتهاماتها مجحفة فاندفع نحوه بغضب جنوني وأمسكها من ذراعها ويده الأخرى تُمسك ذقنها وتضغط عليه بشدة حتى أنه آلمها وشعرت أن أسنانها ستتحطم، صاح بها: اسكتي أنتِ مبتفهميش! عمالة أقولك اسكتي اسكتي!

أمسكت سروة بيده التي تمسك بذقنها تحاول ابعادها التحدي يظهر في عيناها بينما ترد بصوت قاتم: اسكت ليه؟ مش دي الحقيقة؟ حبيت تعطف عليا وعلى بابا ولأنه مفيش حد هيقبل قولت تكمل جِميلك وتشيل الليلة كلها بس أنا هريحك من ده كله.

عقد حاجبيه بحيرة والغضب مازال يسيطر على ملامحه: يعني إيه؟

أخيرا نجحت في إزاحة يده ودفعها بعيدًا فابتعدت عنه وهي بكبرياء نظرات عيناها تقابل عيناه بقوة: يعني طلقني.

تراتيل الهوى Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt