الجزء 22

410 14 0
                                    

البارت 33

سرت قشعريرة في جسد سروة بالكامل، وبقيت متجمدة بين أحضانه.

تابع تاج باشتياق: وحشني وجودك في البيت بجد، القعدة فيه من غيرك مش حلوة خالص.

خفق قلبها بشدة بين أضلُعها وذهولها يزداد من حديثه الذي تسمعه منه لأول مرة، ابتعد عنها وهو يبتسم بحنو: نورتِ البيت و..

صمت لثانية وكان على وشك أن يُكمل حين رن هاتفه فاضطر لتركها وهو يتأفف وذهب ليرد عليه، أسندت سروة نفسها قبل أن تقع، ابتسمت بدهشة، تُرجع شعرها وراء أُذنها ،تتسائل بين نفسها منذ متى وتاج يظهر لها مثل تلك المشاعر؟ هل يُعقل أنه يشعر بشيء حقيقي اتجاهها أم أن ذلك مجرد تعود ومودة يُكنها لها؟

عاد تاج بعد قليل وقد تبدلت قسمات وجهه وأضحت هادئة يشوبها بعض العبوس ووقف إلى جانبها يراقبها بهدوء، استغربت سروة ولكنها لم تعلق على الأمر، تابعت حتى انتهت من إعداد الطعام.

جلس تاج في غرفة المعيشة يتناول الطعام ولكن ارتعشت يده قليلا بينما يرفع الملعقة لفمه فأخفضها للطبق مجددًا وهو يتأفف بضيق، اقتربت سروة منها وجلست بجانبه وهي تمسك بالمعلقة وترفعها لفمه.

ناظرها تاج باستغراب فابتسمت له وهي تهز رأسها، فتح فمه فأطعمته بحب دون ملل حتى انتهى ورفع يده يوقفها.

قال تاج بتذمر: كفاية شبعت يا سروة.

اعترضت سروة بعدم تصديق: شبعت إيه ده أنت مكلتش حاجة!

ابتسم ورد بخفة: لا صدقيني كلت وشبعت مش قادر تاني.

تنهدت وهي تحمل الصينية للمطبخ ثم أحضرت له دوائه وقامت بقياس حرارته وتأكدت أنها طبيعية.

نهض تاج وقال بهدوء: أنا هلبس ورايح مشوار مهم، رَوحي أنتِ هخلص واجي لك.

نهضت سروة على الفور تقول باعتراض: مشوار إيه! أنت تعبان ولازم ترتاح على الأقل كام يوم في السرير مش تخرج!

رد تاج بجدية: دي حاجة مهمة يا سروة لازم أروح صدقيني هروح وبعدها هرتاح زي ما أنتِ عايزة.

حاولت إقناعه مجددا: بس يا تاج...

رفع يده ووضعها على شفتيه بينما وضع يده الأخرى على كتفها قائلا بحزم ولكن بنبرة لطيفة: صدقيني مينفعش يتأجل، وأنا وعدتك أهو هخلص وارتاح.

توترت من فعلته البسيطة ورغم عدم اقتناعها إلا أنها استسلمت عن الجدال معه وأومأت برأسها بعدم رضا.

ارتدى ملابسه واستعد ليوصلها أولًا، اقترحت عليه سروة أن تقود هي ولكنه رفض وأصر أنه يستطيع وليس متعب لتلك الدرجة، كان تاج يقود بهدوء وثبات رغم آثار التعب الظاهرة على وجهه.

قالت سروة فجأة تقطع الصمت: صحيح أنا هروح أغير هدومي أنا كمان وأروح الشغل فيه شوية حاجات بخلصها علشان أرجع الشغل.

تراتيل الهوى Where stories live. Discover now