الجزء 12

630 21 4
                                    

انطلق تاج بسيارته إلى مكان لقائه بروفان، كان طوال الطريق يركز بصره على الطريق والأفكار تعصف برأسه عن كيف سيتمكن من إخبار روفان بزواجه وكيف ستكون ردة فعلها، اشتدت يده على عجلة القيادة بسبب توتره، نفخ بضيق قبل أن يزيد السرعة ليصل في الوقت المناسب ويرتب الأفكار والحديث في عقله ويأمل أن تمر تلك المقابلة بأقل الخسائر الممكنة.

وصل للمكان قبل الموعد بدقائق فركن سيارته ثم هبط ليدخل إلى المكان ويختار طاولة بعيدة عن الأنظار يجلس عليها وينتظر وصول روفان.

كان شاردًا ينظر إلى الأرض حين وقع عليه ظل فرفع رأسه ليجد روفان أمامه، كانت جميلة ترتدي فستان من اللون الأزرق الداكن وتضع زينة وجهها بإتقان كالمعتاد.

نهض عن مقعده وهو يبتسم لها ويمد يده، نظرت روفان ليده بعدم رضى وقالت بعتاب: يعني ده استقبالك ليا بعد كل المدة دي؟

تقدمت نحوه وتعلقت يديها بكتفيه وهى تقبل خده، أبتعد تاج بانزعاج حاول أن يخفيه وأشار لها بأن تجلس.

جلست أمامها وهى متعجبة من تصرفاته وبروده معها.

بقى تاج صامت يفرك يديه بتوتر حين قاطعت روفان الصمت قائلة بتعجب: مالك يا تاج مش على بعضك ليه؟ وساكت كدة ليه؟

ازدرد ريقه بتوتر قبل أن يجيب: فيه حاجة مهمة عايز أقولك عليها يا روفان.

ابتسمت بحماس وهى تنحني للإمام ناحيته: أكيد قولت لمامتك على موضوع جوازنا صح؟

هز رأسه بالنفي فعقدت حاجبيها بحيرة: أمال فيه إيه؟

أغمض عينيه للحظة قبل أن يفتحها وهو يحدق إليها بثبات ويُصرح أخيرا بجدية ممزوجة بالحسم: أنا اتجوزت.

عقدت روفان حاجبيها بشدة وهى تحدق إليه بعدم استيعاب كأنه يتكلم حديث بلغة غريبة عنها قبل أن يصدر عنها ضحكة عظم تصديق.

قالت بسخرية: أ... أنت إيه؟ إيه الهزار البايخ ده يا تاج؟

أجاب تاج بنبرة قوية لا مجال للشك في جديتها: ده مش هزار يا روفان أنا فعلا اتجوزت من فترة.

حدقت إليه روفان بعيون متسعة وقد عجزت عن الرد لثواني قبل أن تضرب يديها على الطاولة بعنف وهى تنهض منحنية نحوه وعينيها تقدح شرارًا من الغضب الشديد والانفعال مسيطر على قسمات وجهها: أنت أحسن لك تكون بتهزر يا تاج! أنت اتجوزت؟ اتجوزت حد غيري؟ يعني كنت بتخدعني وبتضحك؟؟

تنهد تاج لأنه يعلم أن الأمر لن يكون سهلًا وحاول الإجابة بهدوء لأنه يقدر صدمتها: لا مكنتش بخدعك روفان وربما شاهد عليا بكدة بس فيه ظروف اضطرتني اتجوز صدقيني أنا مخونتكيش.

هزت رأسها بإنكار وهى لازالت لا تصدق ما سمعته حتى حتى قالت بلؤم وعينيها تلمع بالجنون وملامح الاشمئزاز تسيطر على وجهها: أكيد مامتك الحرباية دي هى اللي خليتك تتجوز علشان تبعدنا عن بعض ما أنا عارفة خبث الأمهات!

تراتيل الهوى Where stories live. Discover now