الجزء التاسع

821 15 0
                                    

نظر تاج بعجز لسروة التي كانت تتشنج بشدة وحاول ضمها له ولكن زادت تشنجات جسدها كما أنها بدأت تغيب عن الوعي فابتعد عنها بسرعة وهو لا يدري ماذا يفعل وكيف يتصرف خصوصا في ذلك الوقت المتأخر، تذكر تاج أنه قد رأى على الشقة المجاورة لهم يافطة طبيب يعيش هناك، ركض تاج بسرعة خارج الشقة وطرق على باب شقة الطبيب بقوة من التوتر.

فتح الباب بعد دقيقة رجل يبدو في الأربعينات من عمره يظهر أنه قد استيقظ لتوه من النوم.

قال لتاج بانزعاج: إيه في إيه يا أستاذ لكل الخبط ده؟

قال تاج بتوتر: مراتي..مراتي أغمى عليها وشكلها غريب وأنا مش عارف أتصرف إزاي وشوفت من اليافطة أنه فيه دكتور هنا، حضرتك الدكتور؟

تيقظ الرجل فورا وقال باهتمام: أيوا أنا ثانية واحدة هجيب شنطتي وجاي.

كان تاج يقف بجانب الطبيب بينما يفحص سروة ثم يعطيها حقنة، كان ينظر لوجهها الشاحب وإحساس الذنب يسيطر عليه بشدة، يعلم أنه أخطأ في فعلته وقد أعماه الغضب لكنه لم يتوقع أن تكون ردة فعلها قوية لتلك الدرجة، زفر بضيق مع تزامن انتهاء الطبيب من عمله وقد أغلق حقيبته ونهض.

سأل تاج بقلق: مالها يا دكتور؟

رد الطبيب بجدية: هى اتعرضت لصدمة قوية سببت لها الحالة دي، يعني هى الظاهر كدة كانت تحت ضغوط نفسية شديدة ولما تعرضت للصدمة دي مقدرتش تتحملها فجالها انهيار عصبي ودخلت في حالة انفصال عن الواقع، التشنج وكل ده رد فعل منها على اللي حصل.

قال تاج بخوف: بس هى كان شكلها غريب وبتتشنج.

أومأ الطبيب موافقًا على حديثه: أيوا أيوا كل ده طبيعي بالنسبة لحالتها.

عقد تاج حاجبيه بقلق: طب أخبارها إيه دلوقتي يا دكتور؟

تنهد الطبيب: مش هنعرف غير لما تفوق، أنا أدتها حقنة مهدئة علشان ترتاح، هى محتاجة رعاية نفسية وجسدية، خصوصًا نفسية نظرًا لوضعها الحالي وعايز انبهك أنه ردود أفعالها وتصرفاتها ممكن تبقى غير متوقعة لما تفوق.

أومأ تاج وقال للطبيب بامتنان: شكرا لحضرتك جدا يا دكتور، أنت أنقذتني.

ربت الطبيب على كتفه: لا شكر على واجب، أنا جنبكم هنا وهعدي عليها بكرة علشان اكشف عليها تاني وأشوف وضعها.

ابتسم تاج للطبيب وأوصله ورفض الطبيب بشدة تلقي أجر على اتعابه ثم غادر فأغلق تاج الباب وراءه واستند بظهره عليه وهو يزفر بشدة.

أغمض عينيه متعبا من أحداث اليوم كله ولكنه استقام مجددا وهو يتوجه لغرفة النوم، وقف على باب غرفة النوم وهو يحدق إلى سروة النائمة، تقدم ناحيتها وجلس أمامها على السرير.

مد يده يمسح على شعرها بحنان والحيرة تظهر في عينيه بشدة، كان ينظر لها مفكرًا ماهى الحقيقة وأين عليه أن يبحث عنها؟ هل يسأل سروة ببساطة؟ هل ستعطيه الصدق؟ وما سبب حالتها الغريبة اليوم؟

تراتيل الهوى Where stories live. Discover now