الجزء 11

541 14 0
                                    

ركض تاج خارج الشقة وهو ينادي سروة، هبط السلالم مسرعًا حتى وصل للاسفل دون لمحة عنها، تطلع حوله بخوف ولم يجد لها أي أثر فتابع ركضه وهو يسأل الجميع عنها ولكن كل من سأله أخبره أنه لم يرها.

أسرع تاج يركض في كل اتجاه بلا روية حتى وقف يلتقط أنفاسه فمرت من أمامه فتاة أوقفها بأنفاس لاهثة: لو سمحتِ مشوفتيش بنت لابسة بلوزة وبنطلون أسود وشعرها أسود؟

فكرت الفتاة لثانية قبل أن تقول: أيوا شوفتها.

رد تاج بلهفة: فين؟

أشارت له الفتاة: كانت ماشية برة المنطقة ورايحة عند الطريق.

لم ينتظر تاج لسماع المزيد وهو يركض بالاتجاه الذي أشارت إليه حتى وقف وهو ينظر حوله في الزحام عله يراها حتى أخيرا وجدها، كانت تسير بعيدًا عنه نسبيًا  ويتضح أنها في غير وعيها لأنها كانت تسير في اتجاه السيارات التي تسير بسرعة كبيرة مجيئًا وإيابًا.

اتسعت عيونه برعب وهو يراها متجهة وسط السيارات التي يمكن أن تصدمها في لحظة، لمح تاج سيارة تقترب من سروة بسرعة كبيرة ولا يفرق بينهما إلا القليل فصرخ باسمها عاليًا.

حين لم تلتفت له، ركض تاج بأقصى سرعة ليده وبمعجزة إلهية استطاع أن يصل ويسحبها إلى أحضانه مبتعدًا السيارة التي انحرفت بعيدًا عن سروة في أخر لحظة قبل أن يتلفظ السائق بعبارات غاضبة وهو يكمل طريقه.

ضمها تاج له بقوة وهو صدره يعلو ويهبط من فرط الإنفعال، أبعدها عنها وهو يتفقدها ليرى إن أصابها أي مكروه ثم تطلع في وجهها الذي خلا من أي تعبير.

قال بقلق: سروة أنتِ كويسة؟

دفعته عنها حتى أنه تفاجأ وكان على وشك أن يتعثر بحجر وراءه.

قالت سروة باستهزاء: كويسة؟ بعد ما ادبحت وأنا عايشة بتسألني السؤال ده!

تنهد تاج بعطف وقال: سروة هو أكيد ميقصدش و...

قاطعته بحقد وهى تدفعه مجددًا من صدره: أنت السبب!

ردد تاج بذهول وهو يتراجع للوراء بسبب دفعها له: أنا؟

استمرت سروة في دفعه بقهر: أيوا ليه ودتني هناك؟ ليه وأنت عارف أنه خلاص بقى مش عايز يشوف وشي! ليه تعمل فيا كدة أنت كمان؟ أنا عملت لكم إيه لكل ده؟

أمسكها تاج من ذراعيها وأدارها وهو يضمها حتى تهدأ ولكن سروة صرخت به بانهيار وهى تبعده عنها: أبعد عني أنا مش طايقك أنا بكرهك! أنا بكره كل حاجة! أبعد عني! سيبني!

استمرت في الصراخ وتاج مازال يضمها له بقوة وبسبب تفوق تاج الجسدي استطاع السيطرة عليها وهى تحاول الإفلات دون جدوى، بدأ الناس ينتبهون لهم بسبب صراخ سروة حتى أن بعضهم تجمع حولهم.

هتف به إحدى الرجال مُحتجًا: ما تسيبها يا أخي حرام عليك!

رفع تاج رأسه وقد انتبه للضجة التي حدثت بسبب صراخ سروة.

تراتيل الهوى Où les histoires vivent. Découvrez maintenant