الجزء 23

481 14 2
                                    

لم يكتفي تاج بذلك بل انحنى على الرجل ورفعه من ثيابه وأعطاه لكمة أخرى على فمه بكل قوته، فأمسك الرجل بفمه الملئ بالدماء وهو يصرخ بتوسل: أنا آسف والله ارحمني.

بدأ الجميع يتجمع حتى يرى ما يحدث وسروة تراقب بارتجاف، لكمه تاج مجددا بغضب عارم متسببا في كسر أسنانه الأمامية ثم ركله في بطنه، حين رأت سروة أن تاج على وشك أن يتسبب لنفسه بمشكلة كبيرة، أسرعت وأمسكته من ذراعه.

قالت سروة برجاء: تاج سيبه بالله عليك.

استدار تاج لها وعيناه تلمع بعنف، قسمات وجهه قست أكثر من طلبها وقال باهتياج ممزوج بالاستنكار: اسيبه!

عاد يحدق إليه بحقد وكور قبضة يده بشدة: الحيوان ده كان بيضايقك وماسك إيدك وعايزاني اسيبه!

ازدردت ريقها بصعوبة من مظهره الغاضب المستنكر لأنه كان واضح أنه لن يستمع إليها ولكنها حاولت أن تشرح له: أنت عاقبته خلاص بس علشان ميحصلش مشاكل أكتر من كدة لأنك ضربته جامد و..

ازداد لمعان عيونه بالغضب من حديثها وظهر السخط جليًا على وجهه وهو ينهرها بحدة: اسكتِ أنتِ!

انتفضت من صراخه عليها وصمتت وهي تنظر حولها، شعرت بالإهانة لأنه وبخها أمام الناس وحبست الدموع التي تجمعت في عينيها وأبقت وجهها جامد.

زفر تاج بحدة ثم استدار للرجل الواقع على الأرض وانكمش برعب على ذاته خوفًا من أن يضربه تاج مجددًا وتوسله بخوف: سيبني أبوس إيدك والله ماهعمل كدة تاني أنا غلطان.

بصق تاج عليه باحتقار ثم التفت وأمسك يد سروة بقوة وشدها معه وغادروا المكان.

صعد إلى السيارة بضيق، جلست سروة إلى جانبه بصمت وهي تحدق أمامها، كان يقود السيارة يختلس النظرات إليها حتى تنهد وقد هدأ غضبه كان يشعر بالانزعاج من نفسه لأنه صرخ عليها وأمام الناس، يعلم أنها تشعر بالإهانة الآن وأيضا لاحظ خوفها وصمتها حين صرخ عليها مما زاد في ضيقه، مد يده وتناول يدها الموضوعة بجانبها.

قال بنبرة هادئة: أنا آسف يا سروة، مقصدتش ازعق فيكِ هناك بس غضبي عماني.

لم تُجب سروة ولم تنظر له فرفع يدها لشفتيه وقبلها برقة، أدارت رأسه له على الفور لتجده يبتسم لها بلطف: حقك عليا أنا كنت متعصب مكنش قصدي.

رق قلبها رغم عنها وظهر الحزن على وجهها حتى تُظهر له بالفعل أنها مستاء فأوقف تاج السيارة على جانب الطريق.

قالت بتوتر: وقفت هنا ليه؟

التفت لها بجسده يقول بجدية وعيناه تلمعان بابتسامة: مش هنمشي من هنا وأنتِ زعلانة مني لازم أصالحك الأول.

زمت شفتيها وقالت باستياء: مفكرتش في ده ليه قبل ما تزعق لي قدام الناس؟

أخذ نفسًا عميًقا ثم قال لها بنعومة: أنا آسف بس كنت مضايق شوية.

تراتيل الهوى Where stories live. Discover now