٥٨

1.1K 43 1
                                    

طلع سلمان من الغرفه بعد ما نامت سما ودخل المطبخ يسوي كوبين شاهي وجلس جنب وجد وناظرته : تعبت اليوم مرّة
هز راسه يناظرها : مابقى شي وتدخلين التاسع حبيبتي قلت لك إرتاحي لا تشقين نفسك صرتي ثقيلة
ناظرته : كم لنا ووجيهنا عابسه ؟ قلت نفرح ونسوي شي بيننا يا البنات وحمدلله انبسطنا
ترك الكوب ومد يده يزين المخده : انسدحي
هزت راسها بـ لا وقربت له تستند على كتفه : لا شوي وبدخل انام
رفعت راسها له وابتسمت : توقعت انه ولد قبل تعرف ؟
هز راسه بـ لا : لا كنت متأكد انها بنت ما ادري ليه انصدمت يوم طلع ولد
ضحكت وجد : بس تعرف تخبّي مابان عليك شي
ضحك سلمان وهز راسه : كنت بموت واتكلّم، عاد امس طلعت وقضيت له ملابس وأشياء بس تركتها بالسيارة عشان ما تشوفينها
وجد : ياناسو يالأب صرت تعرف تتسوّق للبيبي لحالك بدوني ؟
ضحك وشرب من الشاهي ومد لها كوبها : سمّو ماقصرت درستني خلاص هالولد بيصير عندي خبره
غمضت عيونها من حست بألم ينغزها وتأففت : اليوم رفسني لين طلعت عيوني شقي ذا الولد باين
سلمان : ولد سلمان هذا كيف بيكون يعني
وقف وساعدها توقف : تعالي داخل ريحي
'
'
'
بالعيادة ؛
وقفت ضي وتمسكت بالمقبض الحديدي يمينها ويسارها ورفعت نظرها لسراج اللي جالس وابتسم لإن وقفتها كانت سهله وبدون مساعدة
هزت راسها الدكتورة : إمشي
شدت ضي على المقبض بيدينها وضغطت على نفسها تحرك رجلها اليمين وبعدها اليسار وتحس بثقلهم لكنها تحرّكهم
وصلت للنهاية ولفضت انفاسها بتعب ووقف سراج يتقدم لها وحضنها تستند عليها
وابتسمت الدكتورة : برافو تقدّم كبير ضي
ضحكت ضي تلف عليها وتمسكت بذراع سراج : دكتورة متى امشي؟
دكتورة : أنتي مشيتي خلاص، اوعدك نهاية هالشهر بترمين هالكرسي باذن الله
سراج : نبي اسرع يادكتورة ابيها تنزف لي
ضحكت الدكتورة وهزت راسها : بتنزف لك ان شاء الله الله يوفقكم يارب
جلست ضي على الكرسي : خلاص نوقف هنا ؟ لان تعبت
هزت راسها الدكتورة بـ لا : اذا ودك نتأخر !
رفعت نظرها لسراج وهزت راسها بـ لا : خمس دقايق ونكمل
الدكتورة : بنطوّل المسافة
نزت راسها ضي تناظرها وقامت تكمّل
'
صحت وجد من نومها من دق المنبة وفزت وجهزت رضّاعة البيبي وقامت تشوف سريرة وعقدت حواجبها ما تشوفه ولا سما بسريرها
طلعت للصالة : سلمان
سكتت تشوفه جالس بالصالة وعلى كتفه اليمين البيبي واليسار سما ونايم معاهم
ابتسمت تناظرهم وهمست : ياروحي
أخذت جوالها تصوّرهم سوا وتقدمت تهمس : سلمان
فز من نومه وناظرهم نايمين وناظرها : وش فيك ؟
مدت يدينها تاخذه واشرت على سما : ليش نايم كذا ؟ حطها بسريرها ونام داخل ارتاح
هز راسه يوقف ويشيل سما : صحوا مع بعض وشفتك ما حسيتي مابغيت اصحيك
هزت راسها : نايمة بدري انت اللي سهران كان صحيتني امسك عزوز على الأقل
دخل معاها وانسدح ينام بسرعة وبين أحضانه سما وجلست ترضّع البيبي
مرّ شهرين من ولادتها
لكن ما زال نومها معفوس ولا قدرت توازن بين سما وعبد العزيز لولا إن سلمان سخّر كل وقته لها
غفى البيبي وتركت الرضاعه وتركته بسريره
لفت على جوالها من اتصل واخذته ترد وطلعت من الغرفة : هلا ضي
ضي : جوجو مشيت أنا مشيت
فزّت وجد وابتسمت : احلفي ! صادقه ضي ؟
ضحكت ضي تناظر سراج جنبها وهزت راسها : يعني كنت متمسكه مو لوحدي بس قدرت امشي بنفسي متخيله ؟
وجد : بهالمناسبة يا عسل برمي عيالي عند أبوهم وطلعيني نتقهوى
ضي : أحتاج قهوة ضي الليالي جوجو من زمان عنّه متخيله ؟ من صحيت ما طلعت له
وجد : ما نطلع سوا اصلًا خير شر عشان تجيني هناك، خلاص بالليل نطلع الحين سلمان توه نام يا حياتي من الصباح صاحي معاهم
قفلت منها وجد وابتسمت مبسوطة من تقدّم ضي وتغير وضعها
'
دخل سلطان المستشفى يركض بعد ما اتصل عليه لؤي ووقف على باب غرفة سعود يشوف روان حاضنتها أمها وتبكي ولؤي جالس مغطي وجهه بشماغه ووقف يلقط انفاسه من المسافه اللي ركضها يناظرهم
ناظره لؤي ووقف وتقدم له سلطان وحضنه لؤي يهمس : عظّم الله أجرك يا أخوي
غمض عيونه سلطان هو يدري ومتأكد من اتصل عليه لؤي فجأة لكّنه يكذب شعوره
سكت سلطان يحس بدموع لؤي على كتفه وتنهد يبعده عنه يبوس راسه ولف على روان وأمها وتقدم لهم يجلس على ركبته عندها وناظر لروان : تعوذي من ابليس يا روان ادعي له بالرّحمه والمغفره
بكت روان ولفت عليه تحضنه وسكت يسمع صوت بكاها العالي وتركها تفرغ ما بداخلها بينما هو ساكن وساكت ما كأن الأمر يعنيه
لف على أم لؤي وناظرته تشوف سكوته وحبسه لمشاعره وكبته يقويّ نفسه بلحظة سماعه للخبر لإن أخوانه معاه : لا تكتم داخلك يا سلطان
سكت يناظرها ومسح على ظهر روان وجلس جنبها وسكتت تمسح دموعها تناظر لسلطان ولؤي ودها تسمع منهم تكذيب الخبر
وقف سلطان وتقدم للغرفة اللي سعود فيها وفتح الباب من طرفه يشوفه مغطّى بقماش أبيض والاجهزة طافيه مالها صوت يسمعه زي ما أعتاد كل مرة يزوره
بلع ريقه يحس الدنيا تخنقه ومسح على عنقه يصد بنظره ما وده يضعف جنبهم، يبي يمدّهم بالقوة والصبر
ابتعد عن الغرفة وناظر للمرضة كانت بتمنعه من الدخول وهز راسه ولف لهم : قوموا للبيت الجلسة هنا ما تفيد
وقفت روان تهز راسها بـ لا : ما بنتركه هنا
تقدم لها يمسكها : ماهو باقي هنا بس جلستك هنا أبوي مايشعر فيها ولا يدري عنها خلاص راح للي أرحم منا كلنا، نروح بيتنا ونرتاح الله قبل يجي موعد الصلاة والدّفن
بكت روان وتنهد يحاوطها بذراعه ولف على لؤي ومشى معاه يطلعون من المستشفى كلهم
'
صحى من نومه سلطان يفزّ من سمع صوت أبوه بحلمه وناظر الوقت ٣ فجرًا، بعد أخر يوم عزاء
أخذ كوب المويا اللي جنب سريره يشربه دفعه وحده وقام يدخل دورة المياة يوضّي
وقف على سجّادته يكبّر ويصلي
سلم من صلاته والتفت من انفتح الباب تدخل روان وجلس على السرير : ما نمتي ؟
هزت راسها بـ لا وتقدمت له : سمعت صوت باب غرفتك دريت إنك صحيت قلت أشوفك
مد ذراعه وجلست جنبه يحتضنها، يواسيها ويواسي نفسه بقربه لأخوانه أكثر عن قبل
'
دخلت أماني البيت ويدها بيد سيف وانحنت تنزع جزمته وجلسته على الكنب بالصالة وناظرت له : سيف حبيبي أخذنا وقت طويل بالحديقة خلاص نروح وقت ثاني، تبي اقطع لك فواكة ؟
هز راسه بالرفض وابتسمت تنحني تبوس خده : طيب حليب شوكلت ؟
ابتسم وهز راسه يناظرها ودخلت المطبخ تطلعه له
جلست جنبه تعطيه
وشرب يناظرها وتركه من يدينه بحضنه : ماما
نزلت جوالها من يدّها تسمع له : هلا حبيبي
سيف : بالحديقة في ولد صغير ينادي واحد بابا
سكتت تناظره وهزت راسها
وعقد حواجبه سيف : ليش عندي بس ماما؟
إرتخت ملامحها تناظره ما تعرف كيف تجاوبه، قبل هذا الوقت كان بعمر صغير ما يستوعب مكانة أبوه في حياته ما كانت تتعرّض لهذا السؤال اللي تستصعب جوابه
أخذت الحليب من يده تتركه على الطاولة وأخذته بحضنها تشرح له بطريقة عشوائية تجهل مدى صحّتها وعقله يستوعب معاها أو لا، لكنها تجاوبه وتطّمنه على الأقل : أنت عندك بابا حبيبي، بس بابا راح فوق بالسما عند الله
سكت يناظرها : عند الله ؟
هزت راسها وابتسمت تمسك كفوفه : ما نقدر نشوفه ولا بيقدر يجينا بس انت عندك ماما وعندك عمو صالح وعمو سلمان كلهم زي بابا صح ؟ يحبونك ويجيون لك هدايا وألعاب وتنام عندهم
سكت يناظرها وهز راسه وتنهدت تحضنه تمنع دموعها لإنه تدرك إنه ما أستوعب كلامها لكنه يسكت
هي ما تفتقد وجود زوج بحياتها قدرت توازن حياتها وتوقف على أقدامها لكنّ ودها لو كان سيف عايش بس عشان ولدها سيف
مسحت على شعره تبتسم ومدت له الحليب : خلّصه حبيبي عشان نقوم نلعب
'
أخذ جواله سراج يتصل على سلطان : أرحب أبو سراج
ضحك يجلس : أبو سراج أكيد وماهو بكيفك ، اقول اسمع، بكرة مسوين عشاء بمناسبة علاج ضي حيّاك الله تشرفنا، والله إن تجي يا سلطان، أنت وعمتي وكلكم .. حياكم الله
سكّر منه وابتسم يرفع راسه لماجد : كلّمته قال بيجي ويشوفهم
ماجد هز راسه : والله لازم يطلعون من هاللي هم فيه، ٦ شهور مرت على وفاة أبو سلطان الله يرحمه وهم للحين عايشين بقوقعة ما يشوفون الحياة
سراج : لا سلطان اشوى قايم على حيله، لؤي وروان هم اللي انعزلوا عن العالم
ماجد : روان بنيّه ما تنلام، محد ينلام يعني بس روان غير وحيدة أبوها وكانت عند سعود غير، والله مقصرين بحقها انا وأبوك مفروض ما نتركها ولا نحسسها بفقده
سراج : فيكم الخير عمّي ما تقصرون والدنيا تلهي
'
صرخت ضي تصحى من نومها مفزوعه من حست بصفعه على وجهها وفتحت عيونها بإنزعاج من النور تناظر سما جالسة عدو السرير عندها ولفت تناظر وجد اللي شايله عبدالعزيز اللي أصبح بشهره الثامن وتحاول تنوّمه ولفت على ضي : اش اسكتي بنوّمه
مسكت ضي خدها وناظرت سما : كلبة أنتي كلبة
وجد : لا تعلمينها على هالكلام صايرة تلقط اي كلمة تسمعها
ضي : وش جابك انتي ليه راميه بنتك فوق راسي وفاتحه النور شفيك حبيبتي ؟ طاردك سلمان ؟ عسى ماشر ؟
ضحكت وجد تناظر عبدالعزيز بحضنها يلعب ما نام وتأففت : ما حوله نوم ذا، شفيك قلبي الساعه ٢ قلت اجيك نتجهز سوا
ضي : قلتيها الساعة ٢ اقوم اتجهز من الحين ليش ؟ عروسة ؟
تركته وجد بالأرض وأخذت سما تنزلها عنده بالأرض : لا بس لإني أم لولدين لازم من بدري، بعدين صاحبة المناسب انتي وعشانك والناس من سنوات ما شافوك لازم تكونين أحلى وحدة وبأفضل طلّه
ناظرت ضي لعبدالعزيز واخذته ترجع تنسدح بسريرها : شوفي باخذ عنك عزوزي وبنام انا وياه هنا وانتي تجهزي بس فكيني خليني انام شوي
وجد : امس راجعه البيت بدري قلتي بنام ليش للحين دايخه ؟ سهرانه صح
ابتسمت وجد تعض شفايفها وباست عبد العزيز : سهّرني سراج ايش اسوي ؟
وجد تأففت تجلس على التسريحة : فاضين
ضي : يعنني صرت أم خلاص مو جوي سوالف الحب ماني فاضيه 
'
قامت ضي وطلعت فستانها من الدولاب باللون الزهري الفاتح، علقته تشعل البخور تتركه عنده ولفت على وجد : جوجو عزوز نام على سريري حطيته انتبهي له بدخل اخذ شاور سريع
ناظرتها وجد وبيدها استشوار تزيّن شعرها وهزت راسها تدخل ضي تنزع ملابسها وتتحسس رجلها بيدينها، مرّت شهرين تمامًا من تخلت عن كل شي تستند عليه بمشيها وأصبحت زي السابق، لكنها كل مرة تمشي وتحرك اقدامها بدون الم وبدون صعوبة تستشعر النعمة اللي هي فيها والتغير اللي خافت إنه ما يحصل لكّنه بفضل الله حصل
فتحت المويا الباردة تدخل تحتها
'
لبس ثوبه سلطان ويحط الكبك على أكمام ثوبه ولف على لؤي : البس يالله
لؤي : لو ما أروح ؟ ماهو لازم
سلطان : لا لازم لؤي خلاص لين متى منعزل عن الدنيا وأنا أخوك ؟ أقولك من مجرّب ذاق المُر من هالإنعزال اختلط بالعالم لا تخليهم ينسونك لا تسمح بمكان فراغك ينسد من طول غيابك
سكت لؤي يناظره وابتسم سلطان : خلقت لي مكان جديد أنا لا تناظرني كذا، بس لا توصل لمرحلتي قوم قوم
هز راسه لؤي وقام وابتسم سلطان يشعل العود ودخل على روان تتجهز وصفّر يناظرها ولفت له وابتسمت
تقدم يبخرها : روان أنا اقول لا تروحين ازين
عقدت حواجبها تناظره : ليش ؟ لك ساعتين تقنعني يوم جهزت كنسلت ؟
سلطان : تقهرين البنات من زينك تسلبين حقّهم
ضحكت تناظره وابعدت شعرها عن كتفها : كذا الواحد يمدح ؟
رفع اكتافه وابتسم يبعد عنها البخور : إذا خلصتي كلميني بطلع انا عندي مشوار واجي اخذكم كلكم،
هزت راسها وطلع من عندها يطلع من البيت
'
لبست ضيّ فستانها بعد ما أنهت الميك اب وفكت شعرها وابتسمت تناظر طوله اللي واصل حدّ كتفها وكان قصير بنظرها لإنها ما اعتادت على طوله هذا، لكنها قصته مؤخراً عشان ترجع صحته وشكله اللي اعتادته قبل طيحتها
بخّت من عطرها وعادت على روجها ولفت على سما اللي مجلستها على التسريحة وضامه شفايفها تناظر لضي
ضحكت ضي : وشو يعني هالحركة اكل فمك الصغير هذا ولا ايش ؟
ابتسمت بخجل سما تناظرها وضمت كفوفها ومدت الروج ضي لها تمسح على شفايفها منه بخفه وابتسمت تلفّها على المراية : شوفي ؟ صرتي زي الوردة
تقدمت سما وباست المرايا وطبع الروج عليها وتأففت ضي : بتجلطيني سمّو ليش كذا ؟
نزلتها من التسريحة وناظرت للمرايا ولفت تاخذ عبايتها المعلقه تلبسها تستر فيها عُري أكتافها وضمتها عليها تطلع من الغرفة تستعجل بخطواتها تطلع
ابتسمت تشوف سيّارة سراج واقفه ومتكي عليها وتقدمت : قلت لي انك رحت مشغول !
سراج : تطلبيني اجيك واردّك ؟ تخيلي بس
ابتسمت تناظره وتقدمت تحضنه وهمس : بنت ترانا بنص الشارع والشمس توها غربت
ضحكت تبعد عنه : وحشتني طيب
سكت يناظرها مبتسم وركبت جنبه وركب يحرّك : صاحبة الشان انتي مفروض أول من يوصل هناك وتستقبلين المعازيم
ضي : شسوي جوجو جابت عيالها وجت تتجهز عندي مرة انا اتجهز ومرة هي كل شوي نمسكهم، وعاد عزوزي جنني صاير يحبي ويتحرك زي الدوده مايقعد
سكتت شوي ولفت عليه تكمل سوالفها : تخيل بس ! صحتني الساعه ٢ بكف من سمو قمت منفسه والله وتقروشت بس بعد انبسطت
ابتسمت تناظر الطريق : مرة أستانس لما أشوف جوجو معاها عيالها ومتقروشه معاهم وتركض ورى واحد وترمي علي واحد، احس حياتي كذا سعيدة ومرتاحة الحياة قاعدة تمشي معانا
ضحكت لإنه يخونها تعبيرها ما وصلت شعورها : تفهمني صح ؟
ابتسم يبوس كفها : افهمك من عيونك بدون كلام، اشوف السعادة والراحة بعيونك وملامحك وصوتك وهذا يكفيني هذا مكسبي من الدنيا
ضي : تدري إن بفضل الله ثم فضلك ما كنت بكون كذا الحين ؟ كل ظرف حصل لي بوجودك أو بدون وجودك كان بيصير لي بس الفرق إن وجودك خلاني كل مرة أوقف وامشي أكمل حياتي، من سالفة أبوي الى الغيبوبة، لو ما كل مرة التفت القاك واقف ماد لي كفك تقومني وتساعدني كان أنا للحين بنقطة الصفر
أنت سندي بالدنيا وقوّتي وأماني وملجأي، كل ما أحس الدنيا قاسية علي أناظر لك والمس كفوفك أكتشف إن لا يمكن شي يقسى علي ويجرحني طالما هالكفوف الحنونة تحوفني
وقف سراج السيارة ونزل معاها يمسك يدينها يمشي معاها للباب يهمس : لولا المكان كان لي ردّ لهالكلام، بس برد عليك بمكان أنسب
ضحكت تفهم قصده وحررت يدها منه تدخل وتشوف اهلها متواجدين ولا وصل أحد من الضيوف
'
امتلى المكان بالحضور، معزّة لضي من صديقاتها ومعارفها، ومن معارف العائلتين
ناس تعرفهم وناس لا، لكن تشوف المعزّة بعيونهم من معزة أبوها، او أمها
دخلت أماني ونزعت عبايتها قبل تدخل تسلّم وطلعت من شنطتها عطرها تبخ منها على نفسها ولفت على سيف : ماما حطي لي
ناظرته : سيف حطيت لك بالبيت من العطر حقك
هزّ راسه : ابغى زيك
ناظرته وانحنت له تبخ عليه وعدلت شعره : ياناسو بس ثوب وشماغ واخر شي ريحتك عطر ماما ؟
ابتسم يستنشق بأنفه : حلو
ضحكت تقبل انفه : تدخل معاي ؟ لا تروح تلعب على طول
هز راسه بـ لا : عمو سلمان قال تروح معي عند الرجل
مسكت كفه تمشي معاه : رجال حبيبي مو رجل، خلاص اقعد معاي شوي ونكلم عمو ياخذك
هز راسه بـ لا : الحين الحين
تأففت واشرت على وجد من بعيد : قول لخاله جوجو تقول له يالله
ركض من عندها وتقدمت هي تسلّم وارتبكت تشوف روان تذكرها، خافت إنها ما نستها وتعرفها من لحظتها
لكنها جالسة جنب ضي اللي تسولف عليها واضطرت تمشي لهم وسلمت وعقدت روان حواجبها تناظرها تحاول تتذكرها لكن خانتها ذاكرتها وابتسمت لها تجلس وتقدمت من عندها تسلم على ضي وابتسمت : وردة المكان والله
ابتسمت ضي وازاحت مكان بينها وبين روان : اجلسي هنا اعرفك على بنت عم.
سكتت تستوعب وتعدلت بجلستها تجلسها بالطرف الثاني وهمست : نسيت، تعرفون بعض ؟
ناظرتها أماني ولمعت عيونها : شفنا بعض مرة وحدة بس يمكن ما تتذكّرني
هزت راسها ضي : ما عليك بعد هذا الوقت مو مهم، مر وقت طويل يعني خلاص
هزت راسها أماني تصدّ بنظرها
روان ناظرت لمياء اللي جلست جنبها : جيتي روان !
ضحكن روان هزت راسها : إيه، والله لولا سلطان ما أصر علي ما جيت أبد
لفت على ضي : لا تفهميني غلط ترى يعني أعزّك ضي والله وهالمناسبة تعني لي بس يعني بشكل عام أنا كنت مندفنه على نفسي
ضحكت ضي : شدعوة يا روحي فاهمتك
لفت روان على لمياء : بس كويس والله جيت، احس ارتحت يوم دخلت بين الناس
ارتخت ملامح أماني من سمعت اسمه ولفت على روان تسمع سالفتها لعلّها تكمل شي عن طاريه، لكنها ما تكلمت عنه
بلعت ريقها بتوتر، هي من سنين تظنّه خارج البلاد ما رجع توقعته عايش حياته بعيد، محد يتكلم عنه، ما كأنه بينهم حتى بوفاة سعود محد تكلم عنه عندها كأنه ما رجع أبد
مسحت على عنقها بتوتر تجهل سببه وابتسمت من جت وجد تجلس معاهم
'
طلع سلمان يشيل سيف بحضنه : دوس يا الرجال الصغير، وش هالشماغ ؟
ابتسم سيف يمسكه ودخل سلمان قسم الرجال ونزله يناظر الأطفال اللي أكبر منه بالعمر بفارق بسيط : تروح تلعب معاهم ؟
هز راسه وراح يركض بينهم وضحك سلمان من طاح شماغه ودخل داخل يتركه بين الأطفال
رمى زقارته سلطان وهو واقف بعيد عن تجمّعهم وعينه على الطفل اللي طاح شماغه
ضحك من صغر حجمه بالثوب والشماغ ومشى له ياخذ الشماغ الطايح ويشوفه يركض بإتجاه الأطفال وكانوا اكبر منه سن يلعبون كورة
انرمت الكورة وضربت براسه وطاح على الأرض ومسك راسه يقاوم بكاه
تقدم سلطان يسرع بخطواته له وأخذه يشيله ومشى يحطه على الجلسة القريبة : بسم الله عليك حصل خير حصل خير ليه تبكي
ناظره سيف ومسك راسه : يعوّرني
ابتسم سلطان يناظره من طريقة نطقه : بسم الله عليك، ابوسه ؟
هز راسه يبعد كفه سيف وباسه سلطان وعقد حواجبه نغزه قلبه من اشتمّ ريحة عطره
ابتسم يحس كل شي داخله ثار : برت ؟
هز راسه بـ لا : ابي عمو
مسح دمعته بكفه وشاله بين احضانه : وين عمو شسمك أنت ؟
سيف ناظره : عمو سلمان
سكت سلطان يتجاهل شعوره وإحساسه ودخل فيه يدور بعيونه على سلمان ومشى له وناظره سلمان ينتبه له وارتخت ملامحه يرتبك من شافهم مع بعض ولف سراج يشوفه وأبدى نفس ردّة الفعل : مدري وين أبوه بس ضربته الكورة وصاح، ماعرفت منهو ولده ؟
سكت سراج وناظر سلطان لسلمان : يقول عمو يعرفك ذا منهو ولده ؟
سلمان ناظره وتنهّد : ولد سيف
سلطان : مهنو سيف ؟ ليه تارك ولده بهالعمر ما ينتبه له وأنت اللي جايبه من عند أمه
سراج تقدم له يناظره يشوف نظراته يفهمه ويحس بشكوكه وناظر لسلمان ما فيه مفرّ بيعرف : سيف زوج أماني أخت وجد
أرتخت ملامحه يناظر سيف : هذا ولدها !
لف بنظره على الحضور والمتواجدين يراقب ملامحهم : وينه أي واحد فيهم ؟
سلمان : ماهو موجود
سلطان : وليه ولده هنا دامه ماهو موجود
سراج : سيف متوفّي من ٤ سنين يا سلطان، وهذا ولده سيف
ابتسم سيف يسمع اسمه : انا اسمي سيف بن سيف
ابتسم سلطان يناظره وهز راسه يجلس وتركه بحضنه يناظره وباله ماهو معاه
يحس بإختناق ماهو عادي، كان كل شي ساكن وسط صدره ماله ضجّه مثل ما هو عليه الان، يحس أسودّت الدنيا بعينه وإنخفضت اصوات الناس من حوله، ما كأن لهم وجود
باس راس سيف من جديد يشم ريحة العطر، هي ذاتها ما تغيرت، كيف الإنسان بخمس سنين مايتغير، حتى ريحته ذاتها اللي تميّزها قبل ٥ سنين تميّزها اليوم، كل شي باقي مكانه زي ريحة هالعطر ؟ ولا هو الدلالة الوحيدة على وجود ماضي ؟
قام من مكانه سيف يناظر سلمان : بروح العب
سلمان هز راسه : انتبه يا بابا طيب ؟
هز راسه وركض يترك شماغه على كتف سلطان اللي جالس وسرحان، تنهّد وابتسم من جاء رجال يسلم ووقف يسلم عليه وابتعد عنه يطلع من تجمّعهم وجلس بالحوش يناظر سيف يلعب معاهم
فتح زرار ثوبه يحس ان الدنيا تخنقه، ولا يدري وش سبب شعوره، ليه فجأة بلحظة غير متوقّعه تفجر كل شي بداخله من جديد، هو كان يظن إن الأمر صار عادي، يدعي لها تتوفق في زواجها ويرزقها ذرية صالحة زي ما تتمنى وتُسعد، تُسعد قد ما كانت تعيسه معاه
دمعت عيونه قهرًا، لإنه على مر هالسنين ما زال قلبه معاها، يجهل شعورها كان متأكد إنها من سنين ناسيته وعايشه حياة سعيدة مع زوجها وعيالها ما كان يسأل عن أخبارها خوفًا من إنه يحنّ ويشتاق ويفكر فيها وهي ما تحل له، لكنه ما زال بنفس المكان عالق
كل شي في حياته تبدّل وتحسن وتغير مافيه شي يشبه سلطان قبل خمس سنين، سوى قلبه
وقف يناظرهم يلعبون وتقدم يدفع الكورة معاهم يرفع صوته : أنا وسيف فريقنا سوا، ضدكم كلكم
رفع صوته أحد الاطفال : ظلم انت كبير
سلطان ضحك : انت كثير وسيف لحاله ماهو ظلم
ابتسم سيف يناظره : يس يس، نهزمهم فريق الابطال
ضحك سلطان ومد كفه يضربه بكفه الصغيرة ولعب معاه وضحك بإنتصار يفوزه وأخذه يشيله فوق اكتافه يركض حولهم : فاز عليكم سيف
ضحك سيف يتمسك براسك ويناظرهم
نزله وجلس على الكراسي وجلسه بحضنه يحضنه وسكن سيف مبتسم معاه
جلس جنبه سيف يسولف معاه بحماس وطاقه لإنه أعطاه وجه لكنه ما يفهم أغلب كلامه، يستمع له بكل إنصات
رفع نظره لؤي من اقبل عليه : سلطان تعطيني السيارة
سلطان : وين رايح تو الوقت، نسهر سوا لا راحوا الضيوف مابيبقى غريب
لؤي : روان دقت تقول احسني تعبت وتبي ترجع
سلطان وقف : ايه خلاص اوديها انا
لؤي : أقعد انت ودك بالقعدة، أنا بروح معاها
طلع المفتاح من جيبه يرميه عليه : تدبّر نفسك مع العيال
هز راسه وطلع من عنده ولف يناظر لسيف يسولف ويمثل بالحركات مرتاح معاه رغم إنه غريب لأول مرة يقابله
'
" جاني ولدها يبتسم بين الأطفال
  ومن بسمته ذكرت أنا بسمة أمه
  وركضت له ودمعي هلى الخد همّال
  ومن كثر شوقي قمت بالحيل أضمه
  ساعة حضنته والطفل في يدي مال
  شميت ريحتها على أطراف كمّه
  واستلهمت نفسي مقاديم الأهوال
  وتم الضيّاع واكدت لي متمه
  ليت الغياب اللي شغل غربتي طال
ولا دور العاشق على حرق دمّه "

نور وجهك يقلب الظلمات ضيّ Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt