٤١

2.8K 65 30
                                    

وقف سلطان يقطع الصمت يوقف قدام سعود : يبه !
رفع نظره سعود له يشوفه واقف أمامه وصد بنظره وإرتفع صوت سلطان : يبه أمي وينها ؟
مارد سعود وإرتفع ضغط سلطان ونطق بإندفاع : انطق تكلم إرحمني ! إرحمني سنين عمري كلّها عيشتني بوهم وخداع وكذب على اساس هي تركتني ؟ على اساس هي هربت وتركتنا ؟ تكلم تكلم
قام سامي يمسكه يبعده عن سعود وهمس : سلطان تعوذ من ابليس
دفعه سلطان يرتفع صوته : هذا هذا ابليس ، وش اتعوذ منه وانا عايش طول عمري معاه
وقف ماجد ولف على أم صقر اللي كانت متجمدة بمكانها من رعبها ويناظرونها صقر وسلمان مصدومين وقوّة الصدمة أدت الصمت وهمس ماجد : أنتي تدرين إن دفنتك هنا مايكفر خطاك ؟
بلعت ريقها تناظره تقاوم بكاها وما تبي تطلع بمنظر الخايفة ولف يناظر من بالمجلس ، وجه أبوه تلوّن بالسواد من سوء ما سمعه وأمه تبكي وتتحسب على سعود وأم صقر ، وأم سراج ماسكتها تهديها ، أم لؤي اللي ماسكة روان اللي تبكي والعيال جالسين ساكتين سوا سلطان يشتعل من غصبه وصوته عالي وسامي اللي ماسكه
وأخوه فهّاد اللي ما قوى يجلس وطلع من المكان هارب
لف يناظرها وهمس : خيبتي بأخواني ماهي كبر خيبتي فيك
رفع صوته يلف عليهم يسمّعهم : أنتي طالق يا مريم ، طالق
ارتفع صوتها تبكي ووقفت تتمسك فيه تترجاه : لا لا يابو صقر تكفى ، تكفى اسمعني
مسك ذراعها بقوّة يسحبها ولف عليهم يستوقف عياله اللي قامو يفزعون وإرتفع صوته : إن لحقني واحد فيكم فـ لا هو ولدي ولا أنا أبوه ووالله ما اكتفي لا واذكيه ذكاة الشاه
صقر : أبوي لحظة تعوذ من ابليس
طلع ماجد يسحبها بكل قوة وبلا رحمه ودفعها على السيارة تركب
ركب جنبها وشغل السيارة ومشى مسرع بأقصى سرعة مشى لين ابتعد عن المدينة وبكت أم صقر بصوت عالي برعب : يا ماجد بيننا عيال تكفى طالبتك
صفعها كف بقوّة بظاهر كفه وضغط على البانزين أكثر لين اختفت عن عينة أنوار المدينة وصارو بخط سفر فاضي
وقف على جنب ونزل وفتح بابه يسحبها ورماها بالأرض
هجم عليها يخنقها وصرخ بأعلى صوته : وثقت فيك كنتي ذراعي اليميين ! كنت ابكي على صدرك ياوصخه يا * ، كنت اتشكى لك من كلام القبيلة ومن لومهم كنت اتشكى لك من خيبتي بإخواني وزوجتي ! طلعتي أكبر خيبة منهم ؟ ليش ليش ؟ وش زرعتك فيه عشان أجنيك كذا ؟ و القى شتائم كثيرة وهو خانقها بكلتا يدينه وتلوّن وجهها بالسواد وارتخت يدينها اللي ماسكه يدينه تحاول تبعدهم عنها
'
سلطان جلس بعد ما مسكه سامي وقام أبو فهّاد يوقف قدامه : جاوب ولدك ! مرتك وينها
سعود : مطلقها ماهي مرتي
أبو فهّاد ارتفع صوته : وينها
سعود وقف وارتفع صوته : وش دراني !
قام سلطان صرخ : تعرف
أبو فهّاد لف لسلطان ومشى له يوقف قدامه : سلطان يابوي تعوذ من ابليس واطلع ولا اشرقت الشمس تعال ، اوعدك اعرف لك مكانها
كان يحس بحرارة جوفة تتوسط حنجرته وخنقته العبرة لولا خجلة بكى بينهم ، يبكي قهر وعجز وسخط وغضب من المجتمع اللي عاش فيه وظلمه وابخسه بسبب اشياء ما تربطه فيها علاقة ، عاش بوسط كذبة وإنحرم من أحنّ حضن وادفى صوت وأروع تربية بسبب شي مغلوط
ضرب الجدار بكفه بقوّة وناظر لجده : متأخر ، ياجدي متأخر ولكن قسم بالله لأبكيك ندم يبه قسم بالله
طلع من عندهم ولف أبو فهّاد لسعود ورفع عصاته يضربها بوجه سعود وصرخت أم لؤي توقف بينهم : تعوذ من ابليس عمي
دفها بيده : لا توقفين بيننا يا أم لؤي
ضرب صدره بكفّ يده بقوة : أنت وش مسوي من سواد وجه ؟ ليه يا سعود ليه يا أصغر عيالي ؟ هذي سواه ؟
ناظرهه سعود بلع ريقه : يبه لحظه
قاطعه أبو فهّاد : سنين عمري راحت احاول اراضي بينك وبين أخوانك وعجزت فيكم أعرف وش فيكم وش مقلبكم على بعض وكل ليلة اتحسب على سماح باللي سوته واخر شي طلع الغلط والبلا من عندي ! من عيالي ؟ ظالم ومخادع وطاعن بشرف أخوك !
ضربه بقوّة مرة ثانية على صدرة يصرخ : وش قصرت فيه أنا ؟ عطيتكم ما وراي ودوني وسلمتكم عرق جبيني وكل شي تبيه جاك من مال واراضي وعقارات واللي تبي ليه تبيع اخوك عشان فلوس ؟ ليه تفرط بزوجتك وتحرم ولد منها عشان فلوس ؟ ماهي بحاجتك ليه وش هالجشع هذي ماهي تربيتي
سعود : يبه والله .
قاطعة أبو فهّاد اللي يقاوم تعبه : لا عاد انت ولدي ولا انا ابوك ولا تدخل بيتي ولا تصلي علي بجنازتي ولا تحضر عزاي
ناظره سامي يمشي لهم : تعوذ من ابليس يا جدي مو كذا نحل الأمور
نهره أبو فهّاد بقوة رافع صوته : لا تتدخل بأمور تطولك ياولد امس
رفع نظره لأبوه سامي بلوم ولف يناظر إخته وأمه تبكي : نمشي ؟
ارتخت يدين أم لؤي تبعدها عن كتوف سعود ومشت لروان تقومها وطلعوا من البيت
صقر لف لسلمان السرحان وهزه بقوة : أبوي راح بأمي ماندري وينهم تكفى قوم قوم تحرك نشوفهم
ناظره سلمان عاقد حواجبه : يتفاهمون بينهم زي دايم حنا شدخلنا
صرخ صقر من بروده : أمي مسويه مصايب أنت ادع نلحق عليها حية
قام سلمان يمشي خلفه ساكت وركب السيارة ويساره صقر يسوق ولف عليه : وين نلاقيهم الحين عاد
تنهد سلمان وصد يناظر الطريق من شباكه يفكر بأفعال أمه وعمه وغمض عيونه من ساء حاله وتغيرت نظرته لهم
'
انسحب بقوّة وطاح على ظهره وتأوه بألم من قوة طيحته ورفع راسه يشوف أبو فهّاد يقومه : ماجد انت وش قاعد تسوي ! مستوعب حجم المصيبة اللي كنت ناوي عليها ؟ بتقتل زوجتك ؟ أم عيالك ؟ ما فكرت بصقر وسلمان لو دروا وش يسوون ؟
صرخ ماجد يقوم : وش دخلك انت وش دخلك ليش جاي ليش لاحقني ، خلني ادفنها هنا محد داري عنها إللي سوته ماهو شوي
مسكه فهّاد ولف على أم صقر : استري نفسك واركبي سيارتي اخلصي
لف على ماجد : يا ماجد فيك قلب تعوذ من ابليس وهد لا نفقدك يا أخوي
ضرب صدره يبعده عنه : لا تنطق بهالكلمة ، لا تقول أخوي وانت نجس مخبي علي ، كيف رضيت اعيش مع هالمره وهي متفقه مع سعود على شرفي ؟ كيف تشوفني عايش بكذبه وراضي شلون شلون
غمض عيونه فهّاد : قسم بالله عشان عيالك ، والله
ماجد : وش دخلك ؟ علمني وانا اقرر بيتي واهلي وعيالي ابخص فيهم !
ناظره فهّاد وهز راسه ماجد : يمكن لو علمتوني ما ماتت بنتي على يدي ، يمكن لحقت أعرف ضي بعمر أصغر والحق اسوي اللي مو قادر اسويه الحين فهّاد أنت مستوعب وش مسوين بحياتي ؟ أنت وأخوك ومرتي أم عيالي هشمتوني وعيشتوني اسوء سنين حياتي بعيد عن البنت اللي أحبها وعن بنتي اللي طول عمري تمنيت ربي يرزقني اياها! مستوعبين وش مسوين ليه تشوفون اللي مسوينه سهل ؟ ليه ماتشوفون حجم المصيبة اللي سويتوها بحياتي ! عشان صقر وسلمان سكت طيب ضي ؟ ما ظلمت ضي وسماح بسكوتك ؟
مسح على وجهه يتنفس بقوّة وصدره يهبط ويعلو من قوّة تعبه ولف على فهّاد : ابعد عن وجهي انقلع لا اشوفك عشان ما اذبحك
سكت فهّاد يناظره ويسمع عتابه ولومه اللي ماسمعه قبل سنين لما كشفهم ، ووقتها لا عاتب ولا تكلم بهالطريقة مافرّغ مابداخله كتمه طول هالسنين ومابدر منه إلا الصد والقطاعة
ماجد إرتفع صوته من جديد : ابعد عن عيني ابعد روح
مشى يركب السيارة ولف على أم صقر اللي تجلس بالمرتبة اللي وراه وتبكي بنحيب واستغفر يحرك السيارة يمشي راجع من طريقة
'
تعب ماجد من وقوفه وجلس يتكي بظهره على كفر السيارة يحس بأثقال على كتوفه وصدره من قوّة خيبته ، ما يقدر ينسى نظرات بنته الوحيدة له ولومها والحمل اللي شالته طوال فترة عيشها عنده ضنًا منه إنها حبًا فيه وماكانت إلا عشان تكشف ستار الحقيقة وتطلع من حياته ما كأنه يربطهم دم واسم
ورغم صعوبة بكاه إلا إنه بكى من الوجع اللي يعيشه وما ينلام
'
بعد يومين ؛
وقف سيارته بمواقف الفندق يرفع راسه يناظره لثواني وتردد بنزوله
نزل يطفي سيارته ومشى لداخل نزل نظره لجواله اللي بيده يتصل عليها للمرة العاشرة ودخل الأصنصير ينتظر ردها
تنهد من انتهت المكالمة بدون رد وصعد للطابق اللي هم فيه ووقف قدام غرفتهم لثواني متردد وسكت من سمع أصواتهم
ضي : يالله بنات استعجلوا خلونا نطلع جوعانه مره
سماح : أنتي من المغرب تتجهزين خليهم على راحتهم اقعدي
ضحكت ضي تجلس وتكتفت : طيب لبست عبايتي ترى بركب السيارة وامشي واتركم
وجد : خلاص طيب انزلو السيارة خمس دقايق ونازلين وراكم
اتصل جوال ضي وابتسمت تناظر الاسم ومدت مفتاح السيارة لأمها : خوذي المفتاح ماما ثواني برد على الإتصال ولاحقتك
هزت راسها سماح تاخذه ولفت حجابها بتطلع
دخلت ضي الغرفة الثانية ترد على الإتصال وفتحت الباب سماح بتطلع وبهتت ملامحها بخوف ورهبه من شافته يضغط على الجرس باللحظة اللي فتحت فيها الباب
بلل شفايفه يبعد عن الباب وناظرها لثواني وصد ينطق بتردد : بغيت ضي جيت أشوفها
شدت على المفتاح اللي بيدها وماردت وهز راسه ماجد : أعتذر ولو إن
قاطعته ترفع راسها تناظره : لا ! إلا هالكلمة ما ابغى اسمعها بعد كل هالوقت
ماجد سكت يناظرها وهزت راسها تمنع دموعها وسكرت الباب ومشت تتخطاه للأصنصير
سكت يناظر باب الغرفة ورجع يناظرها تمشي وبلع ريقه وقادته خُطاه وراها
دخلت الأصنصير وناظرته يدخل وصدت تستغفر بهمس وضغطت الزر وتكتفت تناظر باب الأصنصير يسكر وبقوا لوحدهم فيه
ماجد : ندمان والله يا سماح انلعب علي وادري مافيه شي يشفع بس اسم
قاطعته تلف عليه بصوت عالي : أعذارك وتبريراتك تقولها لبنتك وعيالك أنا بعد هالوقت ماعاد يعنيني الموضوع ولا يهمني ! اصلًا وش تبي لاحقني ليش جايني
سكت وتأففت تناظره وصدت تتجاهل التعب اللي بملامحه والسواد اللي حول عيونه دلالة سهره وهزالة جسده من المرض والتعب وطلعت مسرعة بخطواتها اول ما انفتح باب الأصنصير
وجلس ماجد يشوفها تطلع من المكان ينتظر ضي
'
ابتسمت ترد على المكالمة وجلست على طرف السرير : هلا
سراج : مالك حس
هزت راسها تبتسم : اي امس سهرنا أنا وجوجو للصباح ماصحيت إلا المغرب
ابتسم يناظر حوله وهز راسه : زين وينك الحين
ضي : طالعه بنتعشى
سراج : ماودكم تسرون يعني
ضحكت تناظر الباب اللي انفتح وتأشر لها وجد وهزت راسها : بكرة يمكن
سراج ضحك يوقف : تعرفين وش ابغى
ضي : أعرف ، بس مو وقته خلهم يجهدون اول
سراج بلل شفايفه : اسبوع وجايك
ابتسمت تعض شفتها وقفلت تدخل جوالها بشنطتها وطلعت تشوفهم طلعو كلهم واسرعت بخطواتها تطلع من الغرفة وتنزل
عقدت حواجبها تشوفه جالس ووقف يتجه لها اول ما طاحت عينه عليها
ماجد : ضي أمي خلينا نتكلم
تنهدت تناظره وهز راسه ماجد : بتصدين عني ؟ يعني بعد ماجلستي ببيتي اقوم وانام على حسك كل هالوقت واشوفك جنبي تجلسين بس عشان تكشفين مريم ؟ ما اهمك أنا ولا اعني لك شي ابد ؟
بللت شفايفها تناظره وهزت راسها : بنتكلم
ماجد : ايه بنتكلم اسمعي مني مو بس عني
تنهدت وهزت راسها : بس مو الحين ، طالعه ينتظروني
هز راسه ماجد : اعرف ، بنتظرك الليلة بالبيت
وهزت راسها بـ لا : ما ادخله بعد هالوقت
ماجد : مو فيه هي
ناظرته وهز راسه : طلقتها أمس ولا ادري وينها الحين
سكتت لثواني تناظره وهزت راسها : بس افضى اكلمك
سكت يناظرها بين طلعت وتنهد بتعب يعدل شماغه وطلع وراها لسيارته
'
ركبت وابتسمت : سوري تأخرت
ضحكت من شافتهم معصبين وحركت السيارة : يالله اوديكم أحلى مطعم الحين
لفت لسماح وعقدت حواجبها : شفيك ماما ؟
هزت راسها سماح تبتسم : مافيني شي
سكتت تناظرها لثواني وهزت راسها ورجعت تناظر الطريق
وقفت على المطعم ونزلوا
جلسوا سوا ياكلون وابتسمت تشوفهم مندمجين بالسوالف مع بعضهم ولفت على أماني تسألها : تحسين بتعب ؟
هزت راسها بـ لا : لا كويسه
ابتسمت تهز راسها تكمل أكلها متطمنه لإنها تحفها جلسة حنونه مع أحب الناس لقلبها رغم كل ما حصل بليلة أمس تنرسم على شفاهها بسمه الآن لإنهم معاها وحولها
'
نزلتهم بالفندق ورجعت لبيت أبوها
تنهدت تطفي السيارة وتناظر المكان وسيارات أخوانها وأبوها موجودة
دخلت وشافته جالس بالصالة والبيت مظلم وما عنده أحد
بللت شفايفها وهمست : سلام عليكم
ابتسم يوقف يتقدم يحضنها : هلا أمي
ابتسمت تجامل وجلست وجلس : تسمعين كامل كلامي ؟
هزت راسها : ما جيت اسكتك
ماجد : ما ادري وش اقول لك بالضبط يا ضي بعد كل هالسنين بيكون أعتذاري متأخر إن اعتذرت و.
سكت يجمع كلامه وهز راسه : مملتي أغلاط من راسي لين ساسي لكن قسم بالله أخذت جزاي ، ما يبرر خطأي بس إنه سبب ، سعود أخوي الصغير وأقرب الناس لي ومن دمي جاني وقال لي
سكت عجز ينطق بالكلمة وهز راسه : ما بيجي ببالي إن أخوي يكذب أخوي هذا ليه بيضرني ؟ مين يجي بباله شي مثل كذا ؟
صحيح اني تسرعت وتهورت وغلطت غلط ما يغتفر لكن ما كنت اشوف قدامي شي
تنهد بضيق : يوم دريت إن سعود مكذب علي  كل الدنيا تقفلت بوجهي ، بعد الليلة اللي علمني فيها اصلًا ماعاد اتكلم معاه ولا اجلس معاه ماكنت قادر اواجهه ولا ادري ليه لكن بعد ماعرفت بكذبه كنت احس بخيبة اخوي طعني وكذب علي وهدم بيتي وسوى شي مايسويه عدو لعدوه ولا قدرت ارجع لأمك واعتذر وش اقول لها بعد سنة ؟ مالي وجه وعشت طول هالسنين بعيد عن أخواني وزوجتي وبنتي وماكلني الذنب والله يا بنتي أخذت جزاي وتعبت وشقيت وانخذلت من كل جهه وين ما الد وجهي الاقي بطريقي خاين وخداع
ناظرته تشوف الرجى بعيونه والتعب والخذلان وبكت وهز راسه : لا تبكين يا أمي لا تبكين لكن سامحيني واعفي عني لا تبعدين عني ، لا تتركيني أنا مالي غيرك أنتي وأخوانك ما عاد لي أحد والله
قامت من ماكنها تجلس بجانبه وحضنته وغمض عيونه براحه وحضنها وبكت بتعب وشد عليها : لا تقطعين قلبي يا أمي
مسحت دموعها تبعد عن حضنه : لو الأمر فيه أنا بس ما حصل كل هذا وما شفت مني كل هذا الزعل والملامه بس .. ماما بالموضوع
تنهدت تعتدل بجلستها وهزت راسها : يعني دموعها وزعلها وضيقتها من الموضوع ولدت نار بصدري ماقدرت اجلس مكاني راضيه بدون ما اخذ بحقها
ضحكت وهزت راسها : لدرجة كنت ناويه اتهم مريم باللي اتهمت امي فيه وارد لها الصاع بس وعّاني سراج ، صحيت على نفسي والشي الوحيد اللي كان بيدي افضحها بينكم
ماجد : لا زين ما سويتي لا تدخلين بطريق يلوث بياضك
ابتسمت تناظره وابتسم ماجد يمسح دمعتها اللي بقت على خدها : والله قوية وحقانية وماينحني لك راس ولا تخافين ولا تضعفين ، كل أمتناني للي رباك
ابتسمت تتذكر خالها ووقفت : بمر أخواني اشوفهم قبل اطلع
هز راسه وطلعت من الصالة تصعد لغرفهم
وقفت على باب سلمان تشوف نورها طافي وطقت الباب وثواني وصله الصوت : أدخل أبوي أدخل
فتحت الباب والنور وشافته منسدح وتنهدت : أدخل ؟
سكت يناظرها وتنهد مارد : بتكلم معاكم بنادي صقر
وقف وناظرها : صقر بيرفض يجي أو يسمع نروح له غرفته نسمعك هناك
هزت راسها تطلع معاه ودخل سلمان وهي خلفه تشوفه جالس على مكتبه وبينه عشرات الكتب وبيده واحد وكوب شاهي وعشره غيره على المكتبه
ناظرهم وصد لكتابه : اطلعوا مالي خلق لأحد
جلس سلمان على طرف سرير صقر المتبعثر وتقدمت ضي تلجس على الكنب : جايه اتكلم معاكم صقر ماراح تسمعني ؟
صقر : وش نسمع ؟ سمعنا اللي نسمعه يا اختي كفايه
سلمان قام من مكانه يوقف قدام صقر : أدري زعلان وغضبان ما تنلام وأنا مثلك بس نسمعها ، حقها
سكت صقر ولف يناظر لضي وميلت راسها تناظره وهز راسه يعتدل بجلسته : اسمعك
ابتسمت تشوف سلمان يرجع يجلس وهزت راسها : كل شي كنتم تعرفونه قالت لكم أمكم ، الشي اللي كنتوا شاكين فيه مصداقيتها بكلامها
سكتت تتنهد وناظرتهم : ما قويت اقول بوجهكم أمكم ظالمه واتهمت أمي واقنعكم ، ما ابي نظرتكم لها تختلف لا لها ولا لأبوي لإني عشت هالشعور وحسيت فيه مريت بهالأيام وأعرف مدى سوءها، ماقدرت اواجهكم كان خياري الوحيد اصدمكم وقت الكل يعرف
صقر : بعد هالسنين ليه تتكلمين ؟ شتتي عايلة
ضي هزت راسها : لا ! هذا مو من يدي اللي شتت العايله أمك صقر وأفعالها أنا جيت أوضح واطلع الحق وهذا ابسط شي اسويه لإني عشت حياة تختلف عن الحياة اللي مفترض اعيشها بسبب هذا الظلم
صقر : أمي الحين مره كبيره زين يعني ؟ سمعتها والكلام اللي بينقال عنها بعد هالعمر مايس
قاطعته ضي : ادري أمك وأعرف وش ما اغلطت بتشوف انها على حق وانها ما تستحق تعيش اللي تعيشه لكنها ظالمه بالنهاية ، لا تلومني أنا عشت وشفت قهر أمي لسنوات ولا فهمت السبب ولما فهمته شفتها تبكي ومنهاره وتعبانه رغم مر وقت طويل ما تشافت من اللي سوته لها أمك ، أذا انت امك الظالمة ومقهور عليها أمي المظلومة وش أقول ؟
ناظرها سلمان وهز راسه : ما تنلامين بس تحت تأثير اللي حصل اللي سمعناه ماهو شوي
هزت راسها تناظرهم : أنتم أخواني حتى لو إنكم من بطن أكثر انسانه اذت أمي بالدنيا تبقون أخواني ، مالي شهور من عرفتكم وما ابي أخسر أحد فيكم ما ابي تبقى بيننا مواقف مثل كذا ، لا تأثر فينا
عقد حاجبه صقر يناظرها ويلمح تغير نبرة صوتها ووقف يمشي يجلس بجانبها : تخسرين مين ؟ إخوانك حنا لو تأثرنا من هالأشياء مردها تتعدل
ابتسم سلمان يناظرهم وابتسمت تناظر صقر بأريحيه لإنها كانت خايفه منه بالأكثر ومد ذراعينه يحتضنها وابتسمت تتنهد تحضنه
قامت وباست راسه ومسحت على شعره : بتمر هالأيام
هز راسه يناظره ولفت على سلمان تحضنه وغمضت عيونها بإرتياح : أحبكم
ابتعدت تلقي لهم بوسه بالهواء : يلا ماشيه
هز راسه صقر وطلع معاها سلمان ينزل معاها من الدرج : كيف صارت وجد ؟
لفت عليه وضحكت : اللي تعبانه أماني وجد مافيها شي
ضحك يهز راسه : ابي ينجاب لها طاري
ابتسمت وهزت راسها : ما عليها كويسه ، تصير خطيبها قريبًا
ضحك من غمزت له وهز راسه : ماش ما ودها واضح يعني
ضي : لا اعرف جوجو ، تعالو لها رسمي ما بترفض
توسعت حدقة عينه ومسك يدها : احلفي
ضحكت تفك يده وتلبس عبايتها : يعني جرب حاول
سكت يناظرها وابتسمت : يلا باي حياتي
هز راسه وطلعت تركب سيارتها
'
ركبت ضي سيارتها ولفت عليهم : خذيتو كل أغراضكم خلاص ؟
سماح : ايه ايه كل شي معانا
هزت راسها تسكر الباب وحركت السيارة متجهه للرياض
ناظرت لأماني من المراية : أماني تركنا سيارتك هنا معليش
هزت راسها أماني تبتسم : ايه ما عليه ماتلزمني ان شاء الله بحاشرك بسيارتك
ضحكت ضي : حلالك
بللت شفايفها تفتح جوالها وشغلت أغنية وابتسمت تردد وراها : يا شمس باكر يا ضماي وغديري البعد كذب وقربك أصدق من الشوف من أولي واضح معاك لين أخيري وانا معاك بالذات باين ومكشوف
ضحكت تلف على أمها اللي ضربت كتفها من علوّ صوتها ووقفت على الإشارة تلبس نظارتها عن الشمس
كملت طريقها وبيدها كوب قهوة وتدندن مع الأغاني متجاهله الحرب اللي قوّمتها وتركتها خلفها راجعه لديارها وبيتها
لفت على أمها من دخلوا الرياض : اول مرة بحياتي اطول عنهم هالمدة ! وحشوني
ابتسمت سماح : والله بالخصوص خالك محمد فاقدك مرة
ابتسمت تلف تناظر وجد وأماني نايمين ولفت تناظر الطريق : سارونه موجودة ؟ اشتقت لرؤى
هزت راسها سماح : ايه امس اكلم امي تقول عندهم بس بعد قلبي متعبها الحمل
ضي : كم باقي وتولد ؟
سماح : شهرين أو اقل
ابتسمت ضي : يطيح سوق رؤى
ضحكت سماح تناظر الطريق : عندك أنتي ما اتوقع
ضحكت ضي تناظرها
وقفت عند البيت بعد ما نزلت أماني ووجد عند بيتهم
لفت لأمها ونزلو سوا وضحكت من انفتح الباب يطلع منه أبو عادل يستقبلهم وقوست شفايفها تسرع خطواتها له : وحشتني خالو
ابتسم يحضنها وباس راسها وأخذها تحت ذراعه يسلم على سماح ودخلو للبيت ولف على ضي : بحسبك هالمرة عندنا ما بتطلعين من عندنا إلا بعد ما اشبع منك
ضحكت ضي وهزت راسها : بتطفش مني وأنا قاعده عندكم مابروح
ابتسم يدخلون وانحنت من دخلت الصالة وشافت رؤى تركض لها وضحكت تحضنها
قبلت خدها وابتسمت تمسك كفوفها وهمست : كبرتي يا نونو
ابتسمت لها رؤى وشالتها بين يدينها ولفت على سارة تضحك : كبرت وللان تشيلينها
ابتسمت لإنها ماكانت مثل اخر مرة تقابلوا فيها ومزاجها تعدل وسلمت عليها تضحك : بنتي رؤى لازم ادلعها
سلمت عليكم وجلست وبحضنها رؤى تسولف عليها وابتسمت تلف على أبو عادل اللي أخذ دلة القهوة بيده يصب لها واخذته من يده : الذ قهوة بشربها
ابتسم يناظرها متطمن لإن نظراتها إختلفت وطاح الحطب والعتب اللي كان يشوفها بعيونها ورفعت راسها تناظره وابتسمت لإنها تفهم نظراته
لفت تشوف شروق وابتسمت لها : شعرك طالع واو متى قاصه
ضحكت شروق : اخيرًا لاحظتي
ضحكت ضي تتكي جنبها : افا عليك
'
دخلت غرفتها بعد ما سهرت معاهم وانسدحت على سريرها بتعب ، ابتسمت من وصلتها رساله منه واعتدلت ترد عليه : "واصله من زمان بس انشغلت نسيت اطمنك"
سراج " عجزت اتصبر ، على ان جو البيت متكهرب محد فاضي يجي يخطب معاي بس ابغى اجيكم اليوم قبل بكرة "
ضحكت تعض شفتها تناظر حولها " مستعجل مرة مو ملاحظ ؟ "
ارتبكت من ارسل " متلهف عليك تعبت اتصبر "
طفت جوالها من دخلت سماح وجلست على طرف السرير واعتدلت بجلستها ضي تناظرها
سماح : تكلمينه ؟
ضي : مين ؟
سماح : تعرفين مين اقصد
ضي : شفيك ماما تقصدين مين ؟
ناظرتها سماح : أنا أمك اسمع واحس واشوف وانتبه والقط
بللت شفايفها بربكة تناظرها : يعني ايش
سماح : يعني شايفه اللي بينك وين ولد عمك
سكتت ضي تناظرها وهزت راسها سماح تمسك يدينها : أعرف إنه وقف معاك كثير وساعدك ،عشان كذا حسيتني إن فيه مشاعر إتجاهه بس ترى لحظيه يعني فترة وتروح لا تنجرفين وراها
عقدت حواجبها تناظر لها وهزت راسها بعدم فهم : ماما ؟
سماح : يعني لا تكبرين نظرتك لهالعلاقة ، وابعدي قبل يصير شي أكبر
ضي : شي أكبر يعني ايش
سماح : يعني تناظرون لهالامر بجديه وتنونها ز
قاطعتها ضي : ايه ماما احنا من البداية هذي نيتنا يعني ولد عمي جاي يكلمني يلعب معاي ؟ بس ينتظر الأوضاع تهدأ وبيجي مع اهله لهنا يخطبون
سماح ناظرتها لثواني : مستحيل
ضي ابتسمت تسحب كفوفها : وش المستحيل ؟
سماح : ما تعرفين يعني ؟ وش بيننا وبين أهل أبوك كيف بنرضى نعطيك واحد منهم
ضي : مو أي واحد ماما ، سراج ! سراج هذا ما يشبه أحد فيهم
سكتت تناظر تعابير وجهها وهزت راسها برفض : ماما مستحيل ! لا توقفون بطريقي هالمرة بعد كفايه اللي صار لي طول هالسنة تعبت أبغى مستراح
سماح : محد بيرضى ! لا أنا ولا خوالك ولا جدك ضي شيلي هالشي من بالك
ضي تأففت تسحب البطانية تدخل تحتها وتنسدح : ما ابغى اتناقش ابدًا
ناظرتها سماح لثواني وطلعت وتأففت ضي تبعد البطانية عن وجهها وتكدّر خاطرها
رغم إنها كانت متوقعه ردة هالفعل والرفض لكن ما كانت مستعدة تسمع الرفض الآن
دمعت عيونها من سوء تخيلها للي بيحصل وتنهدت تغمض عيونها تحاول النوم ، ماهي مستعده تخوض معارك أكبر من اللي خاضتها عشان تكسب حياة تعيشها زي ما تتمنى مع شخص تحبّه وتعبت بحياتها عشان تكسبه وتحضى به
ولكنها ولو إضطرت بتخوض أكبر وأصعب الحروب طالما إن بنهاية المطاف مكسب شخص مثل سراج اللي جسّد شخصية تناسب مقامها وأحلامها
'
بعد أيّام
نزلت ضي وناظره لأمها الجالسة مع خوالها الإثنين يتقهوون قهوة العصر سوا
لف يناظرها خالها أحمد : تعالي الحقي على القهوة
ابتسمت تناظرهم وهزت راسها بـ لا : بطلع السوق والله ينتظروني البنات ما ودي اتأخر عليهم
ناظرها أبو عادل : مسويها أنا ما تذوقينها
ابتسمت تناظره وضحكت : افا ! ينقال لك لا يا خالو
ابتسم من شافها جلست جنبه وصب لها ومد لها الفنجال : من أخر مرة جيتي هذي اول مرة اسويها ، عشانك
ابتسمت تشرب فنجالها وتركته تبوس خده : قلبي والله تسلم يدك حياتي ، يالله طالعه أنا
أبو عادل هز راسه : الله يحفظك حبيبتي ناقصك فلوس ؟
هزت راسها بـ لا : لا معاي ثانكيو
طلعت وركبت سيارتها تنتظر شروق تنزل
ناظرتها تطلع من البيت وتركب ولفت عليها : لازم تتأخرين
ابتسمت شروق : أمانه ماوحشك حتى تأخيري
هزت راسهر بـ لا وضحكت شروق : كلبه
وقفت على بيت أماني وطلعوا وجد وخلفها أماني وركبوا ولفت عليهم ضي : ياي عروستنا محلوّة
ابتسمت أماني ومشت ضي : اخر مرة نروح بنات لازم نخلص كل شي الحين عشان نرتاح بكرة وبعدها نكون مستعدين
لفت على وجد : تسمعين جوجو ؟ اذا ما عجبك شي مو مشكلة خوذي خيشه
وجد ضحكت وتكتفت : شسوي أبغى شي راهي يناسب ! بعد التبن هذي ما قالت أن كتب الكتاب بيكون عرسهم مرة وحدة إلا قبل كم يوم
ناظرتها أماني : وش تفرق معاكم ؟ نفسه يعني ما تغير شي حتى المعازيم ما بيكون عددهم أكثر
وجد : تفرق معاي
شروق : عاد إحنا معتبرين أماني أختنا كلنا ، كاشخين شكخة خوات العروس
وجد : ايه نشبه يعني حتى أختي مناشبيني فيها ، أنا لو بمكان أماني والله ما اعزمكم
ضحكت ضي : معليش أماني الأخت الكبيرة لنا كلنا ، مو كيفك حبيبتي
ابتسمت تناظرهم أماني ولفت على جوالها تقرأ رسايل سيف وترد عليه
لفت عليها وجد : بس بس باقي ثلاث أيام وفروا السوالف
لفت عليها أماني : ليه حاطه عينك على جوالي !
ضحكت وجد وصدت : ياليل
'
نزلو سوا ولفت عليهم شروق : باخذ قهوة بنات بعدين اجيكم احس مصدعة مرة
ناظرتها ضي : بليز خوذي لي معاك
أماني : شوفي جوجو هالمحل خلينا ندخله
ناظرته له وجد : أمنية حياتي الاقي فستان من اول محل ادخله
ناظرت ضي تدخل : بالله هذا مو حلو جوجو ؟ رهيب
دخلت وراها تناظره معروض : أحمر !
هزت راسها ضي : دايم الوانك هاديه ومعتاده ، لايق عليك عاد
لفت تناظر أماني وهزت راسها أماني : يجنن ! جربيه شوفي
تقدمت تناظره عاري الأكتاف وممسوك من عند الصدر وبعدها ينتفش بطولة
ابتسمت : بدخل أجربه
لفت على شروق اللي دخلت ومدت القهوة لضي : بتاخذين هذا ؟ وااو جوجو لايق عليك مرة احس
تقدمت الموظفة تناظرهم وهزت راسها تبتسم : لايق فعلًا ، لازم تجربينه
ابتسمت وجد : حمستوني ، يلا بدخل أجربه
أخذته تدخل غرف التبديل ولبسته وابتسمت تناظر شكلها  وعضت شفتها بإعجاب ولفت تنادي البنات
ناظرتها ضي : لا ضروري تاخذينه !
ناظرتها شروق : حلو حلو مرة ولو تصبغين شعرك لون ثاني اوف
هزت راسها : خلاص جزمت عليه
أماني ابتسمت تناظرها وطلعوا عنها تبدّل
طلعت ودفعت سعره وطلعوا من المحل يدورون بالمحلات الثانية
'
رفع راسه يناظر البيت المظلم ما كأن يسكنه أحد ، من أيام ومن الليلة اللي انشكف فيها الستار عن الحقيقة ، ما عاد رجع أبوه للبيت ولا صار يشوف وجيه أخوانه
تنهد بملل من جلوسه وحدة ومن أصوات عقله اللي ما سكتت من الأسئلة عن أمه ، ولا لقى أحد يعطيه أجوبه ويرحم وضعه
بلل شفايفه يناظر التذكرة اللي بيده ، وناظر للشنطة الكبيرة اللي بجانبه وتنهد يناظر الساعة وقام من جلسته يسحب شنطته طالع من البيت
بدون ما يعطي أحد خبر ولا يودّع أحد
يجهل ليش أختار هالوجهه وإلى متى وليش ، لكنه تعب من تواجده ببيئة سمّمته وأبى إنه يقعد فيها وقت أطول
شدّ رحاله يبتعد عنهم وهو يعرف إن هالبيت ماراح يفقده ولا يحس بغيابه ولذلك
ماكلّف على نفسه يعطي أهله خبر

وحشتوني ❤️ ، والمعذره على التأخير

نور وجهك يقلب الظلمات ضيّ Where stories live. Discover now