٢٦

2.4K 56 5
                                    

هز راسه وهو يمسك كفها يطمنها : لا تشيلين بقلبك ، هو كذا بس يحتاج وقت وبيتعود عليك وبتشوفين رهافة قلبه
سكتت وهي تناظره وبرأسها ملايين من الأسئلة إتجاهه ، هو وش موقفه منها ؟ هو مثل سلمان ولا صقر ؟
ما كانت خايفه من تعبه بقد ما هي خايفة من الأجوبة اللي بتسمعها لو سألت ، وهي على علم ومعرفة إن الأجوبة اللي بتسمعها
نظرتها بتتغير عنه ، بتصير تهرب منه مثل ما هربت من أمها وخالها
و وقتها بتحس إنها فعلًا ضايعة ومالها مكان
وقفت وهي تناظره وتنثر شعرها خلف ظهرها بيدينها الراجفه وتحط طرحتها على راسها ، تبي تهرب لإن تحس القعدة وقت أكثر بترهقها ، وهي ملزومه تبقى بالثبات قدامه عشان قلبه
ناظرها : بتروحين ؟
تنهدت وهي تناظره وهزت رأسها : إيه لاحقين نجلس وقت أطول ارتاح أنت الحين
هز راسه وانسدح وهو يناظرها ويتمنى تبقى هنا جنبه وكفه بكفها يقبل راسها وكفوفها ويشدها لحضنه
بنته اللي بقى مشتفّق لها ٢٤ عام هذا هي قدامه ! بس بينه وبينها حدود وحواجز واكبرها الماضي اللي هي تجهله
تنهد وهو ينسدح ويناظر للسقف بهدوء وصدره مرتااااااح
لإنه شافها ولو إنها دقايق لكنه مسك كفها وحضنها وسمع صوتها وشاف دموعها وبللت صدره ، سمع ضحكتها وشاف ابتسامتها
وهذا يكفيه ، يكفيه عشان ينام قرير العين وبصدر رحِب
صد عن الباب وهو يرجع يجلس وشافها تطلع وتسكر الباب وراها
ناظرته يناظرها ودمعت عيونها وابتسمت وهي تمشي له ووقف ساكت يناظر ملامحها المحمره من دموعها وعيونها الغرقانه
وصد عنها بنظراته ، هي ملامحها أصبحت هلاكه ؟
تجيبه من أقصاه إحمرار أنفها وهالات عيونها المتعبه الغارقه بالدموع
بدأ يدرك إنه غـرق فيها ، هالمشاعر اللي بصدره من وقت وكان يجهلها ، ويجهل أسبابها
الآن بدأ يفهم أسبابها ومعانيها
عض شفايفه وهو يبعد عنها من تزاحمت مشاعره بصدره ، من ابتسامتها اللي تسرقه منّه اذا لمحها تحت أي ظرف وبأي مكان ، لدموعها اللي تدمي قلبه
مشاعره وقتها غلط ، ومكانها غلط ولشخص غلط
هو مُدرك إنها حليلة شخص آخر وعلى ذمة رجال
ولهذا هو يتجاهل مشاعره ويصد بكل مرة يحس إنها تتفجّز بداخله
ويتمنى لو إنها تهرب وتبعد عنه
ما يبي يستوعب شعوره المغلوط ، ما يبي يدركه ويتصالح معاه ويتعايشه كأنه مسموح له
لإن الطريق معاها مسدود لو إنه بغى يمشي معاها الطريق
ناظرت مكانه لثواني ساكته وشافته يطلع تاركها
عقدت حواجبها بإستغراب لإنها كانت تبي تتكلم معاه وتسولف عن شعورها عن الموقف اللي عاشته لأول مرة مع أبوها
وتفضفض له لكن ما أعطاها فرصة
مسحت دموعها وهي تمشي للمرايا وتعدل شكلها وتخفي دموعها وتعبها وطلعت وراه تسمع أصواتهم بالمجلس وناظرت باب الشارع مفتوح تقدمت وهي تناظر السيارات لكن سيارة سراج ما كانت بينهم
رجعت تناظر لباب مجلس الرجال بتردد لكن مالها مكان غيره ودخلت وناظرتهم سكتوا يناظرونها وابتسمت وهي تناظر سلمان وقام لها وطلعت معاه تبعد عن الباب
ناظرها وعرف إنها بكت وابتسم : جلستي معه ؟
هزت راسها بـ إيه : ما قدرت اطول عنده شويه وطلعت
سلمان : ايه مسألة وقت وبيطيح الحاجز اللي بينكم
ناظرت لصقر اللي طلع من المجلس ومشى لهم
سلمان : نايمين الناس كلها ، ان كان ماودك بالنوم نطلع نفطر ؟
ناظرت لصقر ورجعت تناظره : افطرت قبل اجي
صقر : اجل نتقهوى ؟
ابتسمت من مبادرته وهزت رأسها : ما أقول لا
صقر مد المفتاح لسلمان : يالله اطلعوا للسيارة شغلوها بدخل أخذ جوالي يشحن واجيكم
ركبت السيارة مع سلمان وهي تتكي بظهرها وتنزل طرحتها وعدلت شعرها ولف عليها سلمان يناظرها وساكت
وابتسمت وهي تناظره وارخت يدها : شفيك ؟
ابتسم وهز رأسه : بس احس مو مستوعب اني طالع اتقهوى مع أختي ، عندي أخت ! أنا أنا طالع اتقهوى مع أختي
ضحكت من تكراره للكلمة وصدت عنه تناظر صقر يطلع من البيت : جتك لحظة إدراك الحين ولا ايش؟
ضحك وهو يشوف صقر يركب السيارة ويمشي وساكت
شغل سلمان أغنيه وابتسمت ضي وهي تفتح الشباك وتناظر للشوارع
نزلت معاهم وجلسوا وكانت تسمع سوالفهم مع بعض وتضحك معاهم ومندمجه تسمعهم
فتحت جوالها وهي ترفعه وتوثّق جلستهم الثلاثة مع بعض لأول مره بالعمر
كانت جلسة حتى وإن ما طاحت منها الرسمية بشكل كامل
كانت محفوفه ومليانه حنيّه ومألوفه ، كأنها من سنين معاهم
ناظر صقر لضي من تطرقوا للسالفة : إلا بسألك الحين البنت اللي لما كنت جاي أخذك وكبيت عليها القهوة مين ؟
ضحكت وناظرته : انت اللي كبيت عليها القهوة ؟
هز راسه : ايه ما تشوفيني ثوبي كان غرقان
ضي : هذي بنت خالي شروق
سلمان ناظرها وكشر : هي نفسها اللي هاوشتني ؟
عقدت حواجبها : هاوشتك ؟
هز رأسه : إيه يوم كان يكلمك سراج واخذت منه الجوال
ضحكت وهي تهز رأسها بـ لا : لا هذي وجد صديقتي
سلمان كش بوجهه وهو يأخذ قهوته ويشرب منها وضحكت : تراها عسل والله
صقر : جايه ببرودة دم تقول خلاص ارجعوا ضي بتشوف ابوها مع زوجها ، ما كأنك كنتي مجبورة تتزوجين
تنهدت وهي تنزل راسها : أنا قلت لها ، خفت على سراج يتدخل وتصير له مشاكل ، وأنا استسلمت لإن ضنيتها الطريقة الوحيدة وقتها
سلمان : إذا للحين ما تبينه ترانا وراك أنا وصقر ، نخليه يطلقك طرق لا تسكتين عن شي ما تبينه
ابتسمت بضحكة : ماراح اسكت اكيد بس أنتظر أرجع الرياض واتكلم معاه قبل ، يمكن ينحل كل شي بالتفاهم
صقر : والله ما ظنتي ، سراج يقول بأعلى صوته بالمجلس تراها مغصوبه عليك ويرد يقول ماني مانعها منكم ولا كأنه سمع الكلمة ، والله ما همه تبينه ولا ما تبينه سلقه
ضحكت وهي تصد من شافت ملامح الغضب على وجه صقر وعدم التقبل لخالد
وناظره سلمان : يوه عاد دام صقر كارهه حتى لو تبينه بيفصلك عنه
ناظره صقر وضحك : شدعوه
ضي سكتت تبتسم وهي تناظر كوب قهوتها
سلمان : ضي سراج وين راح ؟
ناظرته ورفعت أكتافها : ما ادري طلع ما تكلم
سلمان : ودي نطلع سوا بس عيال عمي سعود لهم أيام مختفين
ناظره صقر : وين أنت عايش ياخي
سلمان عقد حواجبه : ليش وش فيهم ؟
صقر : سلطان بالرياض ومسوي حادث ، أمس مكلمنا لؤي
سلمان رفع حواجبخ : اعوذ بالله ، وكيفه ؟
تنهد صقر : والله مدري قال بخير ماعليه بس شوية رضوض وكسر بيده
سلمان : أجل نروح لها بالرياض
صقر : وأنت بس تبي تسافر
ضحك سلمان : والله مليت هنا ، أبوي حمدلله بخير وعند أمي وجدي ماهو تاركه ، حنا نروح نتحمد له بالسلامة ونتمشى
كانت ساكته تناظرهم وشافت صقر يهز راسه : زين ما عندي مانع بس كلم عيال عمي فهاد شفهم نطلع سوا
ضي : إذا بتروحون الرياض بروح معاكم
ناظرها سلمان ثواني ساكت : ليه مو مرتاحة هنا ؟
ضي : مو عن كذا بس لازم اشوف اهلي هناك ، وخالد بعد ابي انهي كل شي احتاج الفترة الجاية اعيشها بصفاوة بال
هز راسه سلمان : اللي ودك ، بكلم سراج وأشوف
أخذ جواله وهو يدق عليه : هلا سراج وينك
سراج : طالع اتمشى وبرجع البيت أنام وش بغيت
سلمان : ابد ، ودي نطلع للرياض وتجي معانا هناك سلطان نسلم عليه ونطلع سوا كشته ولا من زمان ماتجمعنا كلنا
سراج : كنت ناوي امشي بعد العصر زين تجون معي أجل
سلمان سكت ثواني وكمل سراج : نسيت اقولك ، ترى ضي لحالها عندكم البنات نايمين شوفوها
سلمان هز راسه وابتسم يناظرها : ايه هذا هي قدامي ، وتراها بترجع معنا للرياض
سراج : زين أجل ، بعد العصر ماشي أنا
قفل منه وناظرها : بعد العصر بنروح
ناظرت جوالها اللي يتصل وابتسمت وهي تاخذه : هلا جوجو ، نتكلم لما نجي شرايك ؟
ضحكت وهي تبعد الجوال عن اذنها من صرخت : بنت فقعتي اذني ، والله بجي ، ايه مع أخواني وسراج
وهي تقفل منها وتناظرهم يسولفون سوا
ونزلت انظارها لجوالها من رسالة لمياء تسألها عن حالها
" كنت ببيت جدي وطلعت قبل شوي ، انتي متى راجعة البيت ؟ " وردت عليها بـ " الحين "
ناظرتهم : تودوني بيت عمي ؟
سلمان وقف وهو ياخذ جواله ومحفظته من وقف صقر ووقفت معاهم : ايه زين وناخذك العصر
هزت راسها وطلعت معاهم راجعه لبيت عمها
نزلت من السيارة وهي تناظر سيارة سراج اللي وقفت ونزل منها وهو يلوح بيده لصقر وسلمان اللي مشوا مبعدين
وتنهدت وهي تتقدم للباب متوتره وتناظره بس ما كان يناظرها
فتح الباب ومشى قبلها داخل
عقـدت حواجبها بإستغراب لإنها لاحظت صدوده ماهو بالعادة
تنهدت وهي تترك أفكارها وتدخل وراه وسمعت صوت أم سراج وارتاحت لإنها ما تبي تكون معاه لوحدهم تحت سقف بيت مرة ثانية
ابتسمت من تركت ام سراج يد سراج ومشت لها وحضنتها : يا بعد عمري يا هالوجه
رقّ قلبها ولمعت عيونها ورفعت نظرها لسراج اللي يناظرها وسكت وابتسم من موقف أمه الحنون
لإنها عرفت إنها شافت أبوها وتعرف بكمية الشتات اللي تعيشه وتُدركه وتتفهمه والأهم ؟ احتوتها كأنها بنتها
كانت تناظر سراج وهي تُدرك ، وعرفت من وين طلعت حنيّة سراج عليها و وقفاته معاها من غير منّه وإحتوائه لها كان دايم حولها ويحوفها حوف وكانت تستغرب
هالقلب من وين تكوّن ؟ توضحت لها الإجابة
وابتسمت وهي تشوفه يصد عنها بإرتباك من نظراتها وابعدت وهي تناظر وجهها أم سراج وتمسكه بكفوفها تمسح دموعها
هي لو طلعت من هالمدينة ما كسبت منها إلا أم سراج وقلب سراج ! بتكون شبعاااااانه ومكتفيه
وشافت بهالأيام القليلة إن هالعائلة متفككه وقلوبها متجافيه على بعضها كيف على الأغراب ؟ لكن من بينهم سراج وأمه ،
متفردين ويلمعون من بينهم هُم منبع حنيّه في مستنقع من الجفى !
ابتسمت لها ضي وهي تمشي معاها داخل البيت وتطمنها عنها وجلست بالصالة ورفعت راسها أم سراج لسراج الواقف على الباب ويناظرهم : سراج أبوي كانك ما تبي تجلس على القهوة معانا روح لغرفتك خل البنت تاخذ راحتها
ضحكت ولفت لها ضي بإحراج : خاله لا تطردينه من بيته عشاني
ام سراج : ماهو ميت إذا قعد بغرفته كم ساعة ولا طلع من البيت
ضحك سراج وهو يهز راسه : بايعتني يمه ، لكن ما عليه جاي البيت انام اصلًا خوذوا راحتكم
ضحكت ام سراج وهي تاخذ الفنجال من يد ضي ودخلت لمياء تسولف معاهم
'
دخل غرفته وفتح النور وهو ينزع ثوبه ويعلقه ويبدل
وناظر سريره وهو وده يهرب من المنام
لإنها صارت تلازمه يهوجس فيها قبل ينام لساعات ويفكّر بدون ما يدرك وأحيانًا تدخل بأحلامه ويصحى أول ما يطري بباله هي
ضحكها وابتسامتها وشعرها اللي يفوح بعطرها نظرات عيونها اللي قادره تغرقّه ، تسلبه من ذاته ومن عالمه من واقعه والحاضر اللي يعيشه لعالم ثاني وتنزعه من كل شي بنظره !
وسـراج اللي ما يهاب شي ، يهاب ضيّ
يهاب الوقوع بحبها ، هو يدرك كل الموانع اللي بينهم أولها إرتباطها بشخص ثاني
وهذا شي يقفل على بقية الأسباب
وآخرها يدري ومتأكد إن صدرها ماهو مستقبله
يشوف غرورها ونرجسيتها وانشغالها بنفسها وقوتها
يدري إن كل ما بصدرها له إتمنان ماهو أكثر، ما بيتحول لمشاعر ثانية
خايف يخسر أشياء كثيرة بظل شي بنظره مستحيل
'
ابتسمت وهي تسلم على لمياء و أم سراج وطلعت من البيت ورى سراج اللي شايل بيده شنطتها
حطها بالشنطة وهي تناظره متجاهلها بالنظر تنهدت وهي تركب السيارة وركب هو بعد ما ودع أمه ومشى
ضي : أخواني ما بيجون معانا ؟
فتح جواله وهو يتصل : إلا بمرهم الحين ..
هلا صقر، تراني مشيت بمر أخذكم
صقر : قد مشينا
سراج : شلون متى ؟
صقر : ايه والله، ما نبي هناك ننحشر بسيارتك طول الوقت
سراج ناظر لضي وتنهد : زين زين
قفل وناظر لضي : مشوا
ارتكت بظهرها وهمست : ليش ماقالوا اروح معاهم
سكت وهو يناظر الطريق ويتجاهل رغبته بالنظر لها
يشوفها تتحرك وينتبه لنظراتها له وتصد عنه ومع ذلك عينه على الطريق ما تجرأ يلتفت لها
تقدمت وهي تشبك جوالها وناظرته : بشغل عادي ؟
ناظرها ثواني وهز راسه ورجع يناظر الطريق
ارتكت وهي تنزل عينها لجوالها ثواني واشتغلت الأغنية
ابتسمت وهي تترك جوالها وتناظر الطريق وتردد مع الأغنية :
أنت منت إنسان أكثر قلبي مو من قلبك أصغر
ومثل ما تعشر تأكد إني أشعر
ابتسمت وهي تناظره وتكمل : فيني منك فيك مني
غصب عنك غصب عني ! التقينا واللقى قسمة مقدّر
التفت من ناظرها تناظره مبتسمه ابتسامه تربكه وتبعثر كل ماحاول ترتيبه وتصفيفه من نظراتها اللي تحمل الكثير
من كلمات الأغنية اللي تجاوبه ، تعطيه أجوبة للأسئلة اللي أصبحت تسري بدمه من كثر ما يفكر فيها
ما قدر ما يبتسم وتنهد وهو يناظر الطريق من جديد ، هي جنبه وتسلك معاه طريق سفر يسمع صوتها تغنّي ومرتاحة معاه متطمنه على نفسها وبيدها كوب قهوتها اللي تحبها واتخلطت ريحتها بريحة عطرها بسيّارته
هاللحظات كانت كفيلة إنها تكون دافع لهالمشاعر ما كانت تدفنها
'
جالس بالحوش وسرحان يناظر السماء وساكت
كان هذا حاله من أسابيع ، من طلعت ضي من البيت وبقى بينهم بدونها
ما كان سهل الموضوع على أحد منهم
لكن الأشـد هو !
كانت تعني له أكثر من عياله وبنته وزوجته واهله كلهم ، هي بنته وأكثر ! ويدري إنها تشوف الدنيا فيه هو
ومستوعب حجم خيبتها وصدمتها فيه وهذا
اللي دمّر قلبه اللي كان حنون
وفجاة قسى عليها ، خبو عنها حقيقة طوال حياتها
وفور إكتشافها ! بدال ما يجاوب اسئلتها
وبدال ما يطمن خوفها ،
نزع أمانها المتزعزع ، وأجبرها على الزواج
مرّ وقت طويل ولكن بباله نظرتها
لما نزلت من الدرج عشان تملّك ، لما سلمها جوالها عشان توافق " بيدها "
ودموعها اللي كانت حابستها بعينها عشان ما تنهار قدامه بعد ما كانت ما تبكي إلا عنده
الكـل بالبيت فاقدها بس مع مرور الأيام تعايشوا مع الوضع
إلا هـو والأكيد سماح ، اللي صارت ملازمه غرفتها وما تنشاف وتنتظر رجعة ضي على أحر من الجمر
التفت أبو عادل على أحمد اللي جالس ويشرب الشاهي ومشغل قصيدة بجواله وتاركه على المركى وساكت
وتنهد وهو يصد عنه لإن وضعه هذا ما صار يُحتمل
ودّه يتحرر من الذنب ومن الشعور اللي خنقه من الذنب اللي حاوطه سنين العُمر كلّها ولهالسبب كان مُندفع بأبوّته لـ ضي أكثر من عياله
'
وقف عند باب بيتهم وهو يناظره لثواني والتفت لها يشوفها نايمه وطرحتها طايحه على أكتافها ومتعمّقه بنومها
بـقى وقت طويل يناظرها وملامحه ساكنه
صد عنها وتنهد وناظرها يصحيها
عقدت حواجبها بإنزعاج وفتحت عيونها وهي تلف تناظره
ارتخت حواجبها من شافته قدامها وثواني استذكرت واعتدلت بجلستها
غطت وجهها بيدها بإنزعاج وتنهدت ورجعت تناظر المكان وتناظر البيت
سراج : وصلنا
أخذت جوالها وهي تدخل بشنطتها ورفعت طرحتها ولفت له تناظره ساكت ويناظر الدركسون وساكت
تنهدت من استاحشت صدوده عنها وكأنها ما بتشوفه مرّة ثانية
ميلت شفايفها بعدك رضى : شكرًا سراج
لف لها وهز راسه بابتسامه طفيفه وهو ما يناظرها
ضي : على كل شي من عرفتك إلا هاللحظة ، إن تقاطعت طرقنا او ما تقاطعت مرة ثانية بس تأكد إن أفضالك علي ما بنساها ما حييت
هز راسه مرة ثانية وهو يمسك ياقة تيشيرته وبلع ريقه : ما سويت إلا واجب ، الله ييسر لك
ابتسمت وهي تنزل من السيارة وشافته يمشي واختفت ابتسامتها وهي تتنهّد وتصد تناظر باب البيت ، ما تبي تدخل لكنّها مجبورة
دقت الجرس وهي تناظر شنطتها تدور عن المفتاح
رفعت راسها من انفتح الباب بثواني
وشافته قدامها
عضت شفايفها بتوتر لإنها ما كانت تبي تشوفه أول ما تدخل
ولاحظت التعب اللي كسى ملامحه
أبو عادل: ضي !
تقدمت وهي تدخل وسكر الباب وتقدم لها وحضنها بلهفه ، ماكان متوقع جيّتها ابدًا كان مستعد إنه ما عاد يسمع صوتها لسنوات طويلة كان كل ليلة يهيئ نفسه إنها ما عادت هي بنته وما بتدخل عتبة هالبيت مرة ثانية
فقدوا الأمل برجعتها كانت توصلها اتصالاتهم كل يوم ورسايلهم وحتى شروق وسارة اللي مالهم ذنب ما كانت تتواصل معاهم ولذلك ماكانوا يملكون الأمل انهم يشوفونها بينهم وخصوصًا بعد فترة قصيرة كذا
غمضت عيونها بقوه تمنع فيضانها وعضت شفايفها تداري الام وجروحها اللي ما بـرت منها
ما بدالته الحضن كانت مستسلمه ويكسيها البرود والجفى
ابتعد عنها وهو يمسك وجهها بكفوفه وابتسم بوجع : ضيّ القلب !
تقوست شفايفها من نظراته ومُسماها المحبب واللي يتدفّق كل مشاعر المحبه له من تسمعه ، والآن ؟ بينهم حواجز ما تنهدم
صدت عنه وهي تحاول ما تبكي ما تبي تضعف بينهم
تخطته بخطواتها وناظرت خالها أحمد اللي وقف بيسلم عليها وصدت عنه ماناظرته
هو عاش شعور الخيبة من هالبيت وتألّم كسروا مجاديه كان من المُفترض أنه ما يسمح تعيش شعور يشبه شعوره منهم ليه صار مثلهم !
دخلت البيت وكان هادي ناظرت الصالة ودخلت وهي تشوف جدها وجدتها
أم محمد صرخت وهي تحاول توقف : يمه بنتي ! ضي جيتي
بلعت ريقها وهي تتقدم وتبوس راسها ماجاوبت على اسئلتها
وناظرت جدها اللي كان يحاول يوقف وباست راسته وهي تأشر له ما يقوم
جلست على الكنب وهي تترك شنطتها بجانبها وساكته
هذا بيتها وهي راجعة بين اهلها!
جدها وجدتها اللي تربت بينهم واعتادت جلستهم هذي
صالتهم الكبيرة الدافيه واللي شهدت أحنّ وأجمل لحظاتهم العائلية
بس لا الأهم هم الأهل ، ولا الدار دار !
كل شي تغير بس لإن مشاعرها تغيّرت صارت تحس بغربة موجعة ومُحرقه تخليها تتجنب النظر لعيونهم تتجنب العتاب والسؤال وحتى التألم والتوجع بينهم
رفعت راسها وفزّت من صرخة شروق العالية اللي ركضت لها
وما قاومت وضحكت وهي توقف وتحضنها : متى جيتي !
بعدت عنها ضي وهي تنزل عبايتها وتتركها على الكنب بفوضويه  : تو جايه
شروق : وماعلمتينا
ضي : ايه ما كنت ناويه اجي بس شفت سراج وأخواني قالوا بنمشي فجأة جهزت أغراضي وركبت معاهم
شروق : لك وحشه بالبيت مو طبيعيه ، حتى رؤى تصيح تبيك
ضحكت ضي وعبست بوجهها : يوه عيوني هي اشتقت لها اكثر منكم كلكم
أخذت عبايتها ولبستها من سمعت تنحنح فهد
دخل وابتسم لها : هلا ضي
بادلته الابتسامه : شلونك فهد
تقدم وهز راسه وهو يجلس عند جدته : جيناك وما رديتي علينا
تنهدت وهي تنزل راسها تاخذ شنطتها بتطلع : اعذرني تعرف الأوضاع كيف كانت وهذا أنا هنا جايه

نور وجهك يقلب الظلمات ضيّ Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora