٢٩

2.2K 63 8
                                    

تذكر ذيك الليلة اللي جت ولأول مرة بكت بحضنها وخارت قوّاها ، ما جاء ببالها ابدًا إن السبب ممكن يكون بسبب رجل حتى
ما ضنت بيوم إن أماني بتدخل لعبة كبيرة وتخبيها عنها
والأغرب إنه زواج ماهو شي يتخبّى بس قدرت تخبيه كيف ما لاحظتها كل هالسنوات ! ما لاحظت لمعان عيونها وإنطافئها وتغير حالتها هي الوحيدة اللي عايشه معاها كيف ما شافت تغيّر فيها ؟
تلوم نفسها تارّة وتارّة تلقي كل اللوم على أماني
تنهدت وناظرتها : ماراح نتكلم ؟ نبقى ساكتين إلى متى
أماني ما ردّت عليها وهي تغطي وجهها بالبطانية
ناظرتها وجد لثواني وتنهدت وهي تطلع من الغرفة وتفكر
'
بعد يومين
دخل سلمان الشقة وشافهم جالسين بالصالة وبينهم سراج اللي فزّ وقام له : مابغيت تشرف ؟ وينك أنت وينك
ناظره سلطان وهو يطلع المفتاح من جيبه : عطلت مشاويرك اعذرني
سراج : اي مشاوير سلطان ! قايل لي شوي وبترجع ولك ثلاث أيام لا جيت ولا ترد ولا تستلم رسايل ، هبلت فينا
سلطان ناظره وجلس وهو يمسك راسها : مافيني شي حي قدامك
سراج عصّب ومشى وراه يجلس : مريض أنت ؟
عقد حواجبه سلطان : شفيك معصب أنت ؟
سراج : أعصب أعصب شلون ما أعصب ! مب صاحي أنت
أدور إسمك بالمستشفيات ومراكز الشرطة أحسبك طايح لك بمصيبة
سلمان : خلاص سراج حصل خير اكلته بقشوره
سراج : لإن بروده هذا يغثني أنتظره على أعصابي وجاي يحسب محد وراه
سلطان تنهد وارتكى بظهره وهو يناظرهم ، ما كان فيه طاقة للكلام وللجدال وحتى للإعتذار
لكن بالرّغم من زوبعة صدره ، فيه جُزء منّه رق وحن لهذا الخوف النابع من حب ، خوف " اهله " عليه
وابتسم لإنه شعور كان غريب بالنسبة له وغير معتاد عليه
ناظره سراج : وش يضحك وش تهوجس فيه أنت ؟
سلطان هز راسه وسكت ثواني : لؤي وينه ؟
سراج : رجع مع روان ، ماودك بالرجعة أنت ؟
سلطان سكت ثواني يفكر : لي شغله بخلصها هنا ، وبعدها روحه بلا رجعه
سراج عقد حواجبه : من غير شر ، عاد ماكنت تقعد بالدمام وش نفّرك من الرياض ؟
سلطان : انجزت شغلي اللي هنا بقفل عليه وخلاص
سلمان : اوف عاد والله ادمنت الرياض ، مدري عشان أختي فيها ولا هي حلوة
ضحك سراج وهو يشرب فنجاله : لا والله أراضي نجد كلّها حلوة ، بإختك ولا بدونها
ابتسم صقر : ما حببنا فيها إلا بنت نجد العذيّة ، ولا بدونها ماهي شي
سلمان : بنت نجد العذيه ساحبه علينا ملاحظ ؟ بدق عليها نطلع
صقر : يمكن حبسها ذاك المعتوه شسمه .. خالد
سلمان : أما ما تدري !
صقر : وشو ؟
سلمان : خلته يطلقها طرق بنت ماجد
ضحك صقر : احلف ! بهالسرعة أقتنع ؟
ناظرهم سراج وارتخت يده وطاح فنجاله من يدّه
وكان يناظرهم ساكت ومذهول
سلمان : والله انصدمت انه رضى بهالسرعة ما ادري وش هي قايله له ، واضح كان يحبها
كشّر صقر : رخمه وين يحبها هذا ، ماهو وجه حب
ضحك سلطان وهو يراقب تحركات سراج اللي ما تفاعل مع حرارة القهوة اللي انسكبت عليه وتوتر وكان يحك جبينه بكثرة لإن تراكمت عليه المشاعر ومايُظهر إلا السكون
وثواني مرّت واستوعب حرارة انسكاب القهوة على ساقه ولمسها بألم وكشّر وهو يهف عليها ويبتسم لثواني ويسكت يصد بنظراته ويحاول يلهي نفسه عن سمع السالفة
رفع أنظاره لسلطان اللي يراقبه ومبتسم وضحك من بهتت ملامحه
سراج : شفيك تضحك أنت ؟
مارد عليه سلطان وهو يتلفت لهم : والله طلعت ماهي هينه اختكم ، قلبت الدنيا على رأس الكل
سلمان : بنت ماجد الجامح هذي وش على بالك
سلطان : بس تربية محمد السليمان واهله ، الأكيد قوة الباس هذي منّه
كشّر صقر : عادي يجي الموضوع وراثة ترى
ضحك سلطان وهز راسه : إيه إيه وراثة
سلمان مسك جواله يتصل عليها : معاك أخوك سلمان ماجد الجامح ، يبلغ من العمر ٢٧ عام ضاعوا وسط الزحام لين لقاك ، عساك ما نسيتيه أخت ضي ؟
ضحكت ضي وهي تاركه الماكلمه سبيكر وتصب القهوة لشروق : مريض ، وش تبغى ؟
سلمان : بخاطري كشته ، كشتيني الليلة
ضي : تستهبل ؟ إنت شايف درجة الحرارة كم ؟
سلمان : ماهو الحين بالليل اقولك
ضي : حبيبي أنت بأراضي الرياض ، تحرقك شمسها حتى بالليل اي كشته تبي تقتلني ؟
سلمان : مو ذاك الحر لا تبالغين نقدر نتحمل
ضحكت ضي : وأنا طالعه عشان انبسط ولا انغث من الحر واتحمله ؟ لك كشته بالشتاء ان شاء الله انتظر
سلمان : اقول تجهزي ، والكشته بتصير بعد الساعة ١٠ يعني الجو بيصير زين وبسوي لك عشاء ما قد ذقتي زيه بحياتك
نطق وراه سراج يظنّ إنها ما بتسمعه : من خياس طعمه
ابتسمت من سمعت صوته : سراج عندك ؟
سلمان التفت له : ايه عندي وماعليك كذاب تراه والله طبخي حلو قسم بالله بس هو عشانه طباخ عليه العلم قاعد يستنقص من طبخي ولا تراه ينوكل والله
صقر : أخر مرة اكلنا منه دخلنا المستشفى ، تبي تذبح البنت ؟
ضي ضحكت: صقر انقذني ، صرفه بالليل احبسه بالشقة اي شي لا يجي يطلعني
صقر : لا هي الطلعة مافي مفر منها بس العشاء ماهو عليه ، اصلًا كذاب هذا ما يمسك ملعقه فالح يمد الكاميرة ويصور طول الطلعة قلّك يعني ذكريات يغث اهل اهلك ويطلعك بأسوء صورة
سلمان : تعقب ، ما عليك منه أنتي اجهزي بس وازهليني
ضي : طيب اوكي بس جالسه الحين مع البنات ازعجتوني ، لما تجون دقوا
سلمان : ذيك النفسية معاهم ؟
سلمان : ذيك النفسية معاهم ؟
عضت شفاتها وهي تكتم ضحكتها وترفع انظارها لوجد : سلمان الله ياخذ عدوك بقفل
قفلت وهي تحك جبينها وتضحك بتكتّم
وجد : النفسية يقصدني ؟
ضحكت ضي وهي تترك فنجالها : شدعوة لا
وجد : إلا قاعده تناظريني يوم قال ، خير وش شايف علي هذا
ضي : يوم كلمني اول مرة وانتي اخذتي الجوال رديتي عليه يقول تنافخ
وجد : طيب انافخ بس ماني نفسيه
شروق : خليك من نفسيتك ، ها يا ضي
التفتت لها : وشو ؟
شروق غمزت : ها وش الابتسامه اللي جت يوم سمعتي صوت هذاك
ضي ناظرتها بإرتباك وصدت وهي تصب من القهوة : اي ابتسامه مين هذاك
شروق : طيحه جديدة شكلها
ضحكت وجد وناظرتهم ضي : تعقبين ما اطيح أنا ، بعدين خير بنات تراه خاطب ومن بنت عمه لا تقعدون تتوهمون اشياء براسكم
شروق : اما عاد ! مين ذيك لمياء الحلوووة ؟ اوف ياحظه
ضي هزت راسها بـ لا : لمياء أخته ، بنت عمه الوحيدة روان وبينهم خطبه بس عاد للحين مافي شي رسمي يقولون بس يعني واضح بينهم مشاعر من الطفولة
وجد : زي حب ف
سكتت من ناظرتها ضي بقوة تسكتها
شروق : زي حب فهد لك اي ندري كلنا ليش تسكتينها
ناظرتها ضي وسكتت وهي تنزل انظارها
شروق : حبيبتي كل البيت يدري انتي اخر وحدة عرفت
ضحكت ضي بإرتباك
شروق : وكلنا ندري إنك مستحيل تشوفينه بس حمار ما يسمع لنا
ضي : اشوفه أخوي ومازال كذا
شروق هزت راسها : بدأ يتقبّل هالشي لا تشيلين هم ببالك
'
الساعة ١٠
ركبت ضي السيارة والتفت لها صقر : أضويتي لنا السيارة !
ابتسمت بوسع مبسمها : بعدين يقولون ليش ضي طاغيها الغرور والنرجسية والتعالي ! منننننكم
ضحك سلمان وهو يناظر الطريق : طيب دلينا على مكان زين
ضي : مكان ايش يا حبيبي انا لما اطلع بر اروح لبرحه بين البيوت ، انت تصرف الحين
ضحك صقر : ماهو بر
ضي : المهم تراب وظلام ونشب فيه نار مو مهم وين مكانه
ضحك سلمان : عز الله فلحنا وانا اقول الحين بتختار لنا احلى الأماكن
رفعت أكتافها : مو مسؤوليتي ، وعاد والله لو تطلع طلعه ما تسوى على هالحر اللي مطلعينا فيه بدفنكم هناك ترى محد بيدري عنكم
سلمان : لا لا معليك مجهز لك أشياء ! حلوة حلوة
صقر : يا عزتي لك ياضي طحتي بيد هالغثيث
ابتسمت بضحكة وهي تراقب الطريق اللي يسلكونه
'
جلس سراج بجانب سلطان وهو يمد له كوب الشاهي
ناظره سلطان وابتسم بضحكة وأخذ الكوب
ناظره سراج ورجع لورى يتكي : سلامات لك ساعة تطالع بي وتضحك ؟ خير
سلطان اتكى وهو يشرب ويهمس : مسكين مسكين من قد بلي بالغرام ما
قاطعه سراج : تعقب أنت المسكين
سلطان : طحت عليك يا خوي والله لو تحلف لي على القرآن ما صدقتك
سراج : وش تطيح عليه مافيه شي
سلطان : أنت تنكر بس ملامحك تفضحك
سراج صد بنظراته وسكت
سلطان : الله يوفقك يا سراج معاها إن كان لك معاها نصيب ، أنت شقيت وهي شقت تستاهلون بعضكم
رفع كفه سراج يستوقفه : تحمست ، مافيه شي من اللي ببالك
واصل حديثه سلطان وهو يترك كوبه : ولو إنك كفو وماتحتاج وصيّه وكلامي ماهو بملزوم ، ولكن .. إختي يا سراج لا تعلّقها بشي ماله مستقبل ولا حقيقة ، خلك واضح وصريح
ابتسم سراج وتنهّد : بغض النظر عن اللي قاعد تفكر فيه وتظن إنك كشفته ، روان بنت عمي ولا أرضى أظلمها أنا أو أحد ثاني واللي ما يرضيني بلمياء ماريضيني فيها ، من طلعنا على الدنيا في حياتي كلها ما قلت اني ابيها وحتى الخطبه اللي ماهي رسميه وكله كلام من حريم ماكانت بعلمي وماكنت موافق ولا ابي
تنهد وهو يناظر من حوله يبعد نظراته عن عيون سلطان لإنه مُحرج منه : ماهو قصور فيها ولا عيب فيها ولكن بيني وبينها سنين هي للحين بعمر صغير توها دخلت العشرين وانا بدخل الثلاثين ناضج ما اناسبها، واظنها تفهم وتعرف هالشي، ومافضيت ولكن كلام هالحريم بقطعه مرة وحدة
سلطان هز راسه : ادري فيك والله ، ما يحتاج تعلمني بك ولكن قلت أذكّر
هز راسه سراج وهو يشرب من الشاهي
سلطان : اقول علمني ، متى طحت أنت
ابتسم سراج : ياخي فكّني من اسئلتك أنا باقي ضايع مالي مرسى إسكت عني
سلطان : مردي راجع اسألك
سراج : تجاوبني لو اسألك
سلطان : اللي ودك
سراج : وش لك بالرياض أنت ؟ وأنت وظيفتك بشركة جدي بالدمام
سلطان بلع ريقة وصد بضيق
سراج : بتتكلم بتتكلم ، ماهو بس أنا اللي يطيح قناعي
ابتسم سلطان : تطول السالفة صدقني ماودك تسمع
سراج : والله ودي ! ودي علمني
ماردّ وناظره سراج : ولو ان مشاغل الحياة ابعدتنا عن بعض وكبرنا وانبنت بيننا حواجز ورسميه لوقت طويل بس تذكر اني دايم كنت ذراعك اليمين وبصرك وعصاك وبوصلتك ، سلطان يا اخوي والله يعز علي اشوفك كذا ، ضايع مالك مرسى ولا وجهه وحتى بيت ! وش هالحال ؟ تكلم معي اسمعك قول كل شي ودك تقوله ولو ودك بس اسمعك ولو ودك اجاوبك
المهم اني هنا معاك ، لا تكتم بنفسك
ناظره سلطان وتنهّد بقوة وتغيرت ملامحه للأسوء
سراج : أشوفك ضايع واضح عليك اسمح لي اساعدك
'
عدل الجلسة سلمان وهو يحط الكراسي : سعيًا لراحتك يا بنت نجد شاريهم اليوم خل أشوفك تجحدين
جلست وضحكت وهي تشوفه يطلع مروحه ويثبتها قدامها : سعيًا لراحتك أيضًا
صقر جلس وهو ويشوفه يثبت شراع كبير قدامهم وينزل الغاز والقدر وكل العدّه : أنا اعرفه من ٢٧ سنة ولا مرة دلعني كل هالدلع
ضحكت ضي : وش هذا ليه حاط شراع وش بنتفرج
جلس وهو ياخذ جواله ويشبك الأسلاك بجواله : جمعت كل مقاطعنا من يوم كان عمري ١٥ لين قبل شهرين ، يعني ١٢ سنة بتتفجرين على حياتنا وشخصياتنا أنا وصقر وحتى عيال عماني
ابتسمت : الله ! صادق ؟
سلمان : ايه والله جمعت مقاطع بجوالي هذا لين انفجر راسي كله عشان اوريك
والتفت لصقر : هذي الفايدة يا اخوي من توثيق الذكريات
صقر : الحين انا مضطر اشوف شكلي قبل ١٢ سنة ؟ سلامات ما وافقت طيب من ستر على مسلم ستر الله عليك اذا اخوك بتفضح فيه وش بتخلي للأودام أنت ؟
ضي : خير ان شاء الله أختك أنا لازم أتفرج على اسوء ذكرياتك
صقر : منك لله يا سلمان
فتح المقطع سلمان وماكانت الجودة واضحه واشر : طبعاً انا خلف الكواليس كنت غبي ما اوثق لنفسي ، بس شوفي ذاك اللي لابس رياضة سراج واللي يصفقه سلطان ولد عمي سعود عشان سالفة
ضحكت ضي على اشكالهم : اي اعرف السالفة قالها لي سراج
وطفت الكاميرا من غطى وجهه سراج من الجرح اللي بحجاجه وصرخوا
مشى بالصور والمقاطع ويسولف عنها وعن ذكرياتها ويشرح لها كل موقف يتذّكره وثقه بصورة ومقطع واغلبها ما كانت واضحة جودتها بس يكفي إنه تم توثيقها
ناظر للمقطع وفتحه وناظر وهو يتذكر : اييييه هنا كانوا متهاوشين صقر وسراج قبل تسعه سنين او ما اذكر كنا مراهقين
ضحك وهو يمشي المقطع : والله ناسي وش كانت مشكلتهم بس كلهم فيهم جنون بالمراهقه وعصبية مفرطه بيتذابحون بالدبابات
شهقت وهي تشوفهم يلاحقون بعض ويحاولون يوقعون بعض تعمدًا بالضرر وهمست : يمه مجانين
صرخت من تصادمت الدبابات بقوّة وتطايروا منها وسلمان يضحك وهو يلف الكاميرا عليه : يا عيال قتلوا بعض هذولا منجدهم
ضي ناظرته : انت مريض اكثر منهم ليش تضحك وهالمنظر قدامك
ضحك وهو يمشي المقطع وهو يركض بالكاميرا ويصورهم طايحين بالارض بدمّانهم وصوت ضحكه بالمقطع ما انقطع : لو فيها دمّان ومقاتل ما يهمني اهم شي اوثق
صقر ضحك : شفتي قايل لك سلمان مابه عقل
ضي ضحكت وهي تمسك صدرها مكان نبضها: يمه والله لو مو حيين الحين قدامي مستحيل اصدق انكم عشتوا بعد هالحادث ، وهذا يضحك سلمان مريض انت والله ! مايضحك مرة
صقر هز راسه وهو يستعيد الذكريات وضحك : طيش طيش
غرس يده بشعره وهو يشدّه بقوة يداري صداعه وساكت ما تكلم
تنهد سراج وهو يفتح المكالمه اللي وصلته من سلمان : هلا سلمان
سلمان : طلبتك طلبه ماتردني
ابتسم سراج وهو يدخل الغرفة ويطلع لبسه من الدولاب : وش تبي ؟
سلمان : لا تفشلني عند بنت عمك ، عطني وصفاتك بالطبخ وخلني اضبط العشاء
ضحك سراج : تعقب ماني معلمك ، لك ساعتين تهايط قدامها يوم جاء الواقع تحتمي فيني ؟
سلمان ناظر لضي اللي تناظر فيه وتسمع لهم وتضحك : جالسة تضحك علي ، انقذني
سراج : أنا اقول فكّها من يدك وحط لهم خبز وجبن ابرك
صقر اخذ الجوال : الله لا يحوجنا لك ، لكن والله لو مت على يد سلمان الليله ماني مسامحك
ضحكت ضي وناظرت له : من يدي شرايكم ؟
ضحك سراج بعد مانزل جواله على التسريحة وينزع ثوبه ويتذكر البيض اللي اكله من سواها
اختفت ابتسامتها من فهمت هو ليش يضحك وناظرت لصقر : ترى والله طبخي مرّه يمي ! لا يغرك
هي كانت تكلم صقر بس تُرسل مقصدها له
هز راسه صقر : اقسم بالله راضي لو تأكليني تراب ولا تأكليني من يد المجنون ذا
ضحكت وهزت راسها : مفروض طالعه اتدلع انا ! اخر شي تخلوني اطبخ اخوان مصالح منجد
مسك جواله سراج وكتم ضحكه : لا خلاص اسمعوا ، هالمرة عشاكم علي
صقر : تسويه أنت ؟
سراج : لا والله ، بدفعه اقصد من مطعم لا تتعبون ضي ولا تتسممون على يد سلمان
سلمان : نذل والله قفل قفل
ضحك سراج بعد ما قفل بوجهه ولبس تيشيرته الأسود وجلس على سريره مبتسم ويفكّر
هو من طاح الخبر على مسامعه يحس إنه انعزل عن العالم وماهو مستوعب شعوره ولكنه مبسوط ، كان يكبت أي شعور يمر على صدره ويكابر عنه ويصد وينكر
حتى إنه صار ينجز أشغاله خارج مكتب شغله لإنه يخاف إنها ترجع للوظيفه ويصادفها
كان يحاول بكل الطرق الممكنه يسكّت صوت قلبه
والآن ؟ ما يمنعه مانع هي حُرّه ما تعود لأحد وماهو مُذنب بشعوره !
هو ما عرف لين قلبه وما إكتشف عمق لغة العيون وحلاوة سماع الضحكة وتأثير قرب الشخص له
إلا بعدها ، ذكّرته بإن له قلب حنون قادر يحتوي ويليّن اي قساوة تحاوطه ، كانت النظرات بينهم كفيله تنثر بينهم الأمان والمودّة والإطمئنان وماكان عارف إن النظرات قادرة توصل كل هذا !
بضحكاتها وحتى بإبتسامه صغيرة كانت تزرع وسط صدره بساتين وورود ، يرتاح ويطمن لما يشوفها مبسوطة ومرتاحة ونايمه هنيئه
مسك عنقه وهو يحس بتعرّق من توتره وقام من مكانه يطلع من الغرفة يشوف سلطان
'
ناظر صقر لسيارة سلمان اللي وقفت بعد ماراح ياخذ الطلب من مكان قريب لهم : تلقين ماكل نصه بالسيارة
ضحكت والتفتت لجوالها اللي يتصل وتنهدت وهي تاخذه وترد : هلا
قفلت قبل تسمع ردّها وضحكت وهي تاخذ الكيس منه وتقرأ الإسم ، كان نفس المطعم اللي اكلت منه مع سراج بالدمام
عضت شفايفها وسط ضحكتها الهاديه وحطتها بالجلسة وصورت الكيس صورة عفويه ونزلت راسها على الجوال تناظرها
وناظرت لسلمان وصقر : حطوه انتوا انا ضيفه
صقر : حطه ياسلمان
سلمان : جايب العشاء انا قم حطه أنت
ابتسم صقر : والله البلشه دلعها سلمان وتورطت أنا ، سلامات أخوكم الكبير أنا
ماردت وهي تدخل المحادثه اللي صار بجانبها تاريخ من طول المده اللي ما تراسلوا فيها
والقت نظره سريعة لكلامهم المسبق وبين كل سطر وسطر كان يذكرها إنه معاها وبتنحل الأمور ويواسيها ويطمنها
ارسلت الصورة وترددت باللي بتكتبه كانت تكتب وتمسح وشافته يدخل المحادثة ومارد لإنها يشوفها تكتب
تنهدت وهي مبتسمه وكتبت " مطعمنا ! كيف لاقيته هنا ؟ "
شافته استلم الرسالة بنفس اللحظه وابتسمت وهي تشوفه يكتب
ورفعت راسها لهم يناظرونها : تعالي يالله
هزت راسها وهي تقرا ردّه " قد قلت لك كل شي لجلك اقدره "
ابتسمت من تذكرت وقت قالها لها و طلعت من المحادثة وتركت جوالها وجلست بينهم تاكل وهم يضحكون ويسولفون تارّه وتارّه ترتفع أصواتهم
وهي سرحانه تسترد ذكرياتها معاه سوا
'
ضحك من شافتها تطلع من المحادثة على طول وطفى جواله ولف على سلطان السرحان : والله لا احشرك بهالزاوية إن ما تكلمت
ناظره سلطان وهي راسه : ياخي فكني قسم بالله نشبه
سراج : موضوع عاطفه ؟ مستحي تتكلم ؟ جرّدتني من ثيابي أنا وش بتستحي من شخص يفهمك ؟
سلطان هز راسه بـ إيه : يطول الكلام ويصعب ، واستصعبه واستثقله ما بي قوّة والله والله
سراج : علّي صوت هواجيسك وأنا أخوك وسمعني إن تكلمت بيطيح الثقل
ناظره سلطان واعتدل بجلسته وسكت لثواني ونطق : سراج أنا متزوج
ناظره سراج اللي كان مرتاح بجلسته واعتدل بسرعة : تعقب !
سلطان : هذي بدايتها من نطقت بكلمة ؟
هز راسه سراج : شلون متى متزوج أنت ؟
ناظر التاريخ بجوالها وناظر لسراج : يومين وأكمل خمس سنين
سراج سكت يناظره بذهول وهمس : عندك عيال ؟
هز راسه بـ لا : بالسر زواجنا
سراج : داري دامه خمس سنين وما وصلني علم اكيد انه سر
سلطان نزل راسه وهو يمسكه : خسرتها
عقد حواجبه سراج : انفصلتوا ؟
سلطان : طلبت الطلاق ورافض أنا لكني رضخت ،
سراج : خمس سنين ماهي شويه عمر يروح من الانسان، الله اعلم بأسبابكم بس مافيه شي بالسر يدوم طول العمر ياسلطان ،مافيه شي يجي فجأة سلطان ، فكر زين اكيد عندها اسبابها واكيد انها قايله لك عنها
سلطان غطى وجهه بتعب وهو ويتذكر كلامها ودموعها وشكواها منه
ناظر لسراج : صارت تتعالج نفسيًا عند اخصائيه بسبتي
سراج عقد حواجبه : سلطان وش مسوي أنت ؟
سلطان : كلنا أنا وهي سراج جارتنا الدنيا وحاكه وجيهنا بالأرض
سكت شوي وتنهد وهو يحاول ينفض كل عاتق بقى عليه : هي ناقصة وأنا ناقص ، كلنا كنا محتاجين شخص يحتوينا ويحبنا ويحن علينا  ولقينا نواقصنا ببعضنا بالبداية ما كنت افهم وماكنت مستوعب بس صرت الحين فاهم ومدرك لكل شي بيننا
سراج سكت يسمعه يسترسل بالكلام وكأنه كان عقدة مسبحه وانقطعت وبدت تطيح منها كل الخرزات ورى بعضها بدون توقف
سلطان : محد كان قادر يشبّع ويشبَع من الثاني والسبب ماهو من تقصير واحد فينا السبب كان لإن لا أنا أحب سلطان ولا هي تحب أماني ، هي يوم شافت فيه طرف ثاني بحياتها كانت تكب عليه كل مشاعرها وتنتظر أكثر بس أنا ما أملك
أنا ما أعرف كيف أحب وما أعرف كيف أكون حنون ولا أدري كيف طريقة التعبير أنا من خمس سنين ما كان بيدي إلا كلمة أحبك وبس ، لا أفعال ولا كلام كنت متكتم أبقي كل شي بخاطري وجوفي ما أعبر لإن أخاف
عقد حواجبه سراج : من وش تخاف ؟
سلطان : لإن طول عمري كنت حابس كل مشاعري بصدري ما اظهرت منها شي ، ما اظهرت خوف وضعف وما اظهرت تمرد وغضب ما اظهرت حب وحنان ومودة وفرح، كنت خايف لا شافت اني احبها واني متعلق فيها ما اشوف منها اللي قاعد اشوفه أنا عايش ببيئة قاسية متصحّره كل ما حبيتها وحاولت ابنيها زادت جفوه
هز راسه سلطان وهو يناظر من حوله : لين فجأة خسرتها وأدركت وقتها إني على خطأ بس ماعاد يفيد ، صارت حاده من وين ما المسها انجرح نار حرّاقه صارت تبكي وتبكيني معاها
قالت كلام ما قالته من خمس سنين حدّته جرحت مسامعي وجوارحي لإني خسرت محبتها وخسرت أعظم شي اهدتني الدنيا وعوضتني فيها
سراج كان يناظره وساكت ، سلطان ضايع وماله مرسى يمشي وجروحه بدمانها تسيل ومايوقف وماله وجهه ، كان يتكلم كأنّه يبي يخلص كل شعور بصدره يبي يرمي أثقاله ومشاعره وندمه وخساراته وأرباحه بالأرض ويفرّغ
ولولا الحَرج كان بيبكي
هو يشوف إن ماله أهل وماله أحباب وناس من حوله إلا زوجته ولما خسرها حس إنه متعرّي بوجه الدنيا بلا معطف يدفيه عن صواقع البرد وبلا مظله يستظل بها عن قيض الشمس
عاري تمامًا لمهبّات الرياح وين ما توديه ؟ بيمشي وراها

نور وجهك يقلب الظلمات ضيّ Where stories live. Discover now