١٦

2.3K 60 0
                                    

ناظرها واعتدل بجلسته : صعبه هالوقت يا ضي ، انتظري ينفهم كل شي
ضي : أنا ما أدري بعد الليلة وين بكون ومع مين ومين بشوف، ما بشوف أمي وخالو محمد مثل نظرتي قبل أخاف يمعنوني منه ويصدوني
سراج : محد يقدر يردك ضي هذا أبوك مين يمنعك منه ؟
هزت راسها وهي تحاول تكبح دموعها ما تنهمر من جديد : ٢٤ سنة منعوني منه ماهم عاجزين الحين ! تكفى سراج أبغى أعرفه بشوف بنت مين أكون
شافها تنهار بدموعها وتغرق وتنزل راسها على الطاولة وتعتلي شهقاتها
وكان ينقهر
ينقهر لإنه الوحيد الآن القريب لها ولا قادر يلمّها ولا يواسيها ولا يقرب لها بينه وبينها ماسافات وحدود تحدّه
وقف وهمس : ضي قومي معاي للسيارة قومي
وقفت وهي تلم أغراضها جوالها وسماعتها وشنطتها الطايحة : أتركيهم أخذهم أنا اركبي أنتي السيارة
سبقته ولم أغراضها وطلع وراها تحت أنظار المتواجدين
ركب السيارة ومشى مايدري لوين لكن ابتعد عن زحمة الشوارع ووقف السيارة ولف بجلسته لها
ناظرته وسكتت بخوف، تخاف من إنه يمنعها ويصدها عنه من انه يرفض يساعدها ويوقف بصف ضدها !
هي انعدمت ثقتها حتى بأمها أعزّ ناسها
كيف بالغريب !
سراج : ادري تخافين اني أمنعك تعرفينه وتخافين أقفل كل الطرق عشان تدخلين حياته لكن لا والله ما أسويها وعدتك بساعدك حتى قبل أعرف السالفة وأنا قد وعدي وكلامي
بس ساعديني أنتي بعد
ضي : بأيش ؟
سراج : ماراح تشوفينه الحين ، واهلك لا تقولين لهم شي الحين بيمنعونك عنه ويردونك بأي طريقة
أرجعي لهم ولا تسوين نفسك عارفة السالفة
ضي : وبعدين ؟ وش بيصير لما افاتحهم بالموضوع بيمنعوني ما راح يتغير شي
سراج : لا ، أنا بكلم عمي وبيعرف الموضوع وقتها هو بيجيك للرياض لبيتك وبين اهلك محد بيقدر يمنعه منك
ضي بكت وهي تغطي وجهها ، كل هذا أكبر منها وأكبر من إنها تتصور انه بيكون واقع
سراج : لا تبكين لا تبكين ، لا تضعفين بيستقوون عليك ! خليك قويه بيهابونك محد بيقدر يمنعك من شي تبينه إذا كنتي قويّه
ضي : ما اقدر هذا يفوق طاقتي واستيعابي وتحملي، ماراح اقدر اوقف بينهم واناظر لهم زي زمان ما اقوى افهمني
تنهد وهو يعتدل بجلسته : تبين نرجع الرياض الحين ؟
ناظرته وسكتت ، ما تدري
هي ما تقدر تشوف ماجد الحين ولا تبي ترجع لأهلها ولا تشوفهم .. وما تبي تبقى وحيدة بظل هذي المشاعر الثقيلة عليها
سراج : اذا تبين تقعدين لين الليل بكلم أختي وتجيك
أدري انك محتاجة شخص معاك، واذا ما ودك على راحتك نمشي للرياض الحين
ضي: رجعني للفندق بركب سيارتي وامشي مشكور ماقصرت من امس واقف معاي ما ارتحت
سراج : لا أنا بترك سيارتي هنا، وبرجعك بسيارتك طريق سفر وأنتي تعبانه أخاف يصير لك شي
ضي ناظرته وسكتت
هي فعلًا ما بتقوى تمسك كل هالطريق لحالها وهي بهالضعف بأي لحظة تبكي وتنهار
نزلت للفندق وهي تشوف سيارتها وناظرته : بحط سيارتي عند بيتي وبجيك ادخلي انتي
هزت راسها ودخلت تستناه ومشى هو
'
دخلت وجد للبيت وهي وهي تشوفهم جالسين كلهم بالصالة ، جدتها وأمها والبنات
سلمت عليهم وجلست بينهم : ضي اتصلت علي
فزت من مكانها سماح : وينها فيه ؟ بخير هي ؟ ليش ماترد علينا ؟
تنهدت وهي ماتعرف كيف تقولهم وكيف تقنعهم من هنا إلى الليل : بخير ضي مافيها إلا العافية، ماقالت لي ليش مختفيه ولا شي بس دقت وقالت طمني اهلي وبترجع الليلة
سماح جلست وهي تعقد حواجبها : كيف يعني برجع الليلة هي وين اصلًا
وجد : ما أعرف يا خاله ماقالت لي شي وما أعطتني فرصة اتكلم معاها واسألها ، بس حمدلله واضح انها بخير ومو جايها شي
أم عادل : بكلم أبو عادل والعيال اجل اقولهم طاحت رجولهم وهم يدورون عليها الله يصلحها
ناظرتها سماح ودقت عليهم تعطيهم الخبر
أم محمد: بكسر راسها هالبنت، مطيحه قلوبنا من خوفنا واخر شي تدق على خويتها وحنا سافهتنا، وين هي داجه تالي هالليول
مسكتها أم عادل و وقفت معاها : يا خاله ما ودك تنامين وتريحين من أمس ماذقتي النوم دامنا تطمنا ريحي
قامت معاها ودخلت ام محمد لغرفتها وناظرت لأبو محمد اللي جالس على سجادته ورافع يدينه : تراها بخير وماعليها خلاف
وقف على حيله وتقدم له : اسألك بالله صادقة ؟ وينها بشوفها
أم محمد جلست على السرير : ايه بس دقت ماجت وقالت تجي بالليل
أبو محمد : وشلون يعني ؟ وينها فيه ماقالت شي
هزت أكتافها وهي تنسدح : ماقالت شي ننتظرها، انسدح وريح أنت
سماح وقفت وهي تمسح دموعها وتاخذ جوالها وتدق مرة ثانيه لكن شافته مغلق
ناظرت وجد : ماهو معقول ماقالت لك شي !
بادلتها النظرات وجد ورفعت اكتافها بحيرة ورجعت تناظر شروق اللي حاطه راسها على التكايه وغافيه بدون ماتحس
وسارة اللي واضح عليها التعب بس تقاوم
وقفت وناظرت لسارة : خلاص اطلعي نامي وارتاحي جايه اطمنكم انا لا تستنونها اكثر
لفت على شروق وهي تهز كتفها : شروق قومي نامي بغرفتك
فزت شروق وناظرتها : وينها ضي
وجد : بخير حمدلله مافيها شي بس ماتجي الحين
شروق وقفت وهي تعدل شعرها وعاقده حواجبها : كيف يعني ليش وينها هي
هزت كتفها : ماعرف لما تجي تتكلم معانا
شافتهم يطلعون شروق ووراها سارة اللي شايله رؤى
ولفت على سماح : بيجون العيال الحين برجع البيت، اذا وصلت ضي البيت طمنيني خاله
تقدمت وحضنتها وباست راسها : وريحي انتي بعد دامك تطمنتي انها بخير لا ترهقين نفسك
هزت راسها وطلعت قبل يوصلون أبو عادل والعيال
وقف سراج عند شقته وناظرها نايمه وغارقه بنومها،عيونها مُحمرّه من دموعها، والتعب تشرب ملامحها
ماتقدر تخفي حتى عن الغريب هذا التعب هي واضحة أكثر مما يتوقع وطريقة تعبيرها الوحيدة عن كل شي
الدّموع
هو إلى هنا ويوقف مايقدر يساعدها اكثر ومضطر يرجع الدمام بأسرع وقت لكن عشانها : ضي يا ضي وصلنا
فزت وناظرته وهي تناظر للمكان وهمست : وين احنا ؟
سراج : وصلت عند شقتي بنزل أنا هنا وكملي لبيت أهلك ما اقدر اوصلك أنا له
تنهدت وهي تعدل طرحتها وهزت راسها نزل ونزلت معاه وهي تركب بمكانه : مشكور سراج ماقصرت معاي
ابتسم : ولو ، وبرجع الدمام بكرة وبتكلم مع عمي .. بتواصل معك رقمك عندي اصلًا
هزت راسها ومشت للبيت ، هي من تعبها وإرهاقها من ثقل  الخبر عليها ما تقدر تفكر بشكل سليم
بترجع بيتها الحين بس وش بتقول ؟ اي كذبة بتلقينها وتقنعهم أكثر من 12 ساعة مختفيه عن الانظار لأي سبب ؟
حست بصداع يداهمها ماتقدر تفكر أكثر أخذت جوالها اللي مطفيته
شغلته وعينها على الطريق واتصلت : سراج
سراج اللي كان توه داخل شقته وقدامه سامي وصقر وسلمان جالسين بالصالة يتقهوون : هلا ضي
ضي : وش اقول لاهلي ؟ اذا ماقلت لهم الحين وش اقول الحين ماعرف
سراج : مافكرت فيها
سكت لوهله وهو يناظرهم يناظرونه ودخل غرفته: كنتي عند بيت وحدة من صديقاتك
ضي : ما عندي وحدة بس واهلي مكلمينها اصلًا وبيعرفون اني ماني بالرياض بس ما ادري كيف ارقعها
سراج : واضح بوجهك التعب ، قولي سمعتي وفاة وحدة تحبينها ورحتي تعزين برى الرياض
ضي : مو منطقي
سراج : مو منطقي بس ما عندك حل ثاني ، اقنعيهم كلها يومين اربع بالكثير وجايينك أنا وعمي
تنهدت وهي تقفل منه بتعب وترمي جوالها على المرتبة
وصلت للبيت وناظرته ودمعت عيونها ، حاولت تقوى بس ما قدرت
هي كل مامرّ ببالها إنهم كاذبين عليها وإنها عاشت بوهم سنينها كلها وهي معاهم تحس إن قلبها يذوب بين احشائها من حرارة خيبتها
نزلت من السيارة ودخلت للبيت
دخلت للصالة وهي تشوف الكل مجتمع فيها حتى خالها أحمد
فزت سماح وهي تركض لها وتضربها وتبكي : وينك فيييه
حضنتها وهي تبكي أكثر : خوفتيني حسبي الله عليك طيحتي قلبي وينك أنتي وينك
كانت ساكنه وماحضنت سماح رفعت عينها لأبو عادل اللي كان التعب أشقى ملامحه من خوفه عليها ، دمعت عيونها وهي تصد بعينها عنه
بعدت عن امها وتقدم لها خالها حضنها وساكت ماتكلم ، تدري انه زعل وعتبان عليها ولذلك مارد ولا تكلم
سلمت عليهم وجلست بينهم : وينك يا ضي كل هالوقت وين رحتي ؟
سلمت عليهم وجلست بينهم : وينك يا ضي كل هالوقت وين رحتي ؟
سكتت لوهله تستجمع الكلام اللي بتنطقه: أمس لما طلعت من المول وأنا راجعة للبيت جاني خبر وفاة وحدة من البنات وتعز علي، وطلعت برى الرياض لها الحق على عزاها
سماح : وماتعطينا خبر ؟ ما تستأذنين قبل تسافرين ماتقولين وراي ام واهل يخافون علي ؟ على الأقل مكالمة تطمنينا فيها عليك طيحتي قلوبنا
ناظرتها ضي اللي دمعت عيونها : اسفه بس جوالي طفى شحنة وطاح بين مراتب السيارة وكنت ماسكة خط السفر ماقدرت اطلعه واشحنه وتحت تأثير صدمتي بالخبر
سماح : ومين صديقتك هذي ؟
تنهدت وهي تبعد شعرها عن وجهها : فاطمة
سماح رفعت حاجبها : وهذي مو قاطعة علاقتك معاها
وقفت ضي بتعب : إلا بس تعز علي بالنهاية وبيننا سنين وعيش وملح
هزت راسها سماح : الله يرحمها
ضي : تعبانه أنا مو نايمه بطلع أنام
ناظرت خالها اللي ما نطق بكلمة من جيتها وكانت نظراته غاضبه وعاتبه بشدّة
الكل كان زعلان وعتبان عليها لكن هو كان بينهم مختلف !
وكان عتبها وشرهتها الأكبر عليه ، هو مارس لها الأبوّة هو أخذ مكان ماجد هو من كان يواسيها بوفاته كيف قـوى ياخذ مكانه
صعدت لشقتهم ودخلت غرفتها وجلست على سريرها وهي تبكي ، بين كل لحظة ولحظة تحس إنها تسمع الخبر للمرة الأولى وتبكي
تبكي خيباتها وأفراحها وضحكاتها اللي كانت معاهم وبينهم
وهي مدركة إن كل هذا ما عاد بيرجع مثل ماكان
وإن جرحها منهم حتى وإن طاب بيبقى أثره وبكل مرة تشوفهم بتذكر خداعهم
ناظرت جوالها وهي تشوف اتصالات خالد تأففت وهي تحطه صامت ووصلتها رسالة " صدقوا كلامك ؟ "
شافها على طول دخلت وفتحت رسالته، طولت وهي تكتب وتمسح وماوصله إلا " ايه "
استغرب لانها أخذت وقت طويل وشافها تطلع من المحادثة وفهم إنها ما تبي الكلام وطفى جواله
صقر : شكل ضي تعاتبك لانك قفلت المكالمة بسرعة
ناظره بحدة سراج وضحك سلمان من نظراته : ضي مابيني وبينها شي وموظفة عندي سألتني عن أوراق بس
سامي ضحك وناظره : ضي تدري إنك خاطب ؟
عصب والتفت لسامي : أنا مو خاطب بس هي خاطبه وبتتزوج قريب ، فكونا من مزحكم يا مبزره
مسكه سلمان وهو يضحك : بسم الله خلاص اجلس اعصابك ، تقهوى تقهوى وعين من الله خير
صقر : إلا صح أنت ماشي أمس للدمام وش رجعك اليوم ؟
سراج : كان عندي شغله هنا لازم أرجع لها ، وبمشي الصباح راجع للدمام
صقر : انت وش فيك تركض ؟ كان قلت لنا وخلصنا شغلك اللي هنا ريح
سامي : صادق ٣ ايام سفر ليش ان شاء الله وش هالشقى
سكت وهو يصب له فنجال قهوة ويناظرهم ويرجع يفكر
هو من القروشه اللي عاشها بغضون يومين نسى إنهم اخوانها وما فكر يقول لهم ويعطيهم خبر يساعدونه ويوقفون معاه
بس ما قدر يتكلم معاهم
ناظر جواله وفتحه وهو يطلع رقمها ويتصل ووقف من بينهم ودخل غرفته ينتظرها ترد ؛ معليش ازعجتك بس كنت بشاورك بشي ، ما ابي اسوي شي انتي مو راضية ولا عارفة عنه
ضي اعتدلت بجلستها وهي تبعد شعرها عن وجهها وبدوء: ايش ؟
سراج : قبل اعلم عمي عنك فكرت أقول لأخوانك
سكتت لهوله من الكلمة الغريبة على مسامعها رجفت يدينها وشافها طالت بسكوتها : إذا ما تبين براحتك أنا بس قلت يمكن هم يتكلمون مع عمي افضل واحسن ومن حقهم يعرفون بالنهاية اصلًا
ضي : مين أخواني ؟ كم لي أخو ؟
سراج : اثنين ، صقر وسلمان
دمعت عيونها وبلعت غصّتها وهمست : أصغر مني صح ؟ كيف بيتصرفون كيف بيسمعون الخبر ويتقبلون
سراج : لا أكبر منك ، إذا تبين بعلمهم تشوفينهم وتتعرفين عليهم وهم يوصلونك لأبوك مو احسن ؟
ضي : أخاف ما يتقبلوني يرفضوني هم مايعرفوني لا تطلع من السالفة سراج خلك معاي لين اوصل لأبوي لين ينكشف كل شي
سراج : ماراح اتركك لوحدك وعدتك أنا بس لا تخافين صقر وسلمان متفهمين بيقدرون يحتوونك
تنهدت بتوتر وخوف من مصيرها من الاشياء الكثير اللي اكتشفتها بحياتها ماكانت تدري عنها : طيب علمهم وعلى طول اتصل علي علمني، ما بنام أنا بنتظرك
سراج هز راسه وهو يفتح الباب ويطلع من الغرفة : ابشري
قفل منها وجلس بينهم وهم يشوفهم يسولفون ويضحكون ومندمجين
كان يدقق بملامحهم ويتذكر ملامحها هي يحاول يربط بينهم ويتخيلهم حول بعضهم يشوفها بين أخوانها واقفه وتضحك
ناظر فيه صقر وشافه سرحان وتعلو وجهه الضيقة : ياولد شفيك ؟ والله إن عندك سالفة بس ما ودك تعلمنا، تكلم يمكن نساعدك بشي
سراج : بقول لكم بس محتاج منكم تسمعون لي لين النهاية وابيكم تفهموني وتساعدوني ابي وقفة رجال
صقر : ازهلها ، تكلم معك حنا معك وين ماتبي تلاقينا
سراج : قبل فترة أكثر من ٤ شهور يمكن ما أذكر، توظفت عندي وحدة
صقر : يبدوا انها ضي
سراج هز راسه : هي ، لفتني اسمها بالبداية بس ما فكرت سوى إنه تصادف مو اكثر
صقر : وش قصدك ؟
سراج : ياخي اسكت خلني امشي بكلامي
ضحك صقر وهز راسه وهو يتكي وينتظره يكمل
سراج : طبعًا سكت وبعدها بفترة هي انتبهت ولا احد فينا علق عالموضوع لين أمس بالليل
سكت وهو يحس بفوضى ، هو قاعد يقول تفاصيل مو مفهومه لهم ولا بتوصل لنتيجة واضحة ما يعرف كيف يمهّد لهم الموضوع يصعب عليه
سراج : الملخص إن توصلنا لنتيجة إنها أختكم
تأفف سلمان وهو يرجع يعدل جلسته بعد ماكان مركز معاه ويشرب بنفجاله : احسب عندك سالفة مالت على هالوجه

نور وجهك يقلب الظلمات ضيّ Where stories live. Discover now