أربع وعشرون

44 10 2
                                    

19 فبراير
ادخلوا اليوم للمصح فتاةً لم تتجاوز الثالثة عشر ربيعاً 
بسبب عدم تصديقها لوفاةِ والديها والسبب وراء دخلوها للمصح أنها لم تبكي أو تصدم من الخبر الذي وصل لمسامعها بل حتى عندما سألوها اين والديها اجابتهم أنهم في رحله جبليه
انها حتى لا تتذكر الذي حدث معها
9:30 مساء
حسنا أنها وقت مناوبتي للإشراف عليها فلا يجب تركها في أول يوم لها هنا
دخلت لغرفتها اراها جالسه دون حراك ولم تأبه لوجودي او تسألني لما أنا هنا
جلست بالقرب منها كي اتقرب لها ولأطمئنها حتى تكون عمليه علاجها سلسه
مضى يومان وهي للان لم تمانع تقربي لها لكنها تأبى أن تتكلم أو تتحدث عن نفسها لكنها طبيعيه لم تكن مريضه
تصرفاتها أسلوبها يوحي أنها ناضجه وتفهم
في اليوم الحادي عشر
حان وقت معرفة ما بها
لكن حين سألها الطبيب عن عائلتها واين هم لكي يعرف لما هذا البرود الذي لديها
عندما  أجابته جلعتنا جميعا نُجْفل
_إنهم برحله جبليه فهُما مرشدان سياحيان
حينها فهم الطبيب أنها لم  تستطع أن تستقبل الصدمه التي وقعت عليها
سألت الطبيب عن سبب تواجدها لكنه لم يُجبها 
وطلبوا أن تشرع بخلع ملابسها
ليتم فحصها
لم يخطر ببالي شيء كهذا لكنه حصل
فحصتها الممرضات وعندما رأيتها أردت  البُكاء على حالها
فقد  كانت الصدمه فوق أن تستوعبها وحتى أنها لم تتخطاها
سببت لها تجلطات بالدم فقد كانت ساقاها لونهما قرمزيا
دلاله على تجلط دمها
حينها كان يجب أن يتم حقنها بالإبر لكي يتم علاجها
وفي هذا الوقت واجههوها بحقيقه موت والداها
لكنها أبتْ أن تُصدِق
تقدمت  منها  لأجلِ  تفهيمها لا مواساتها فهي لا تحتاج لها فالموت حقٌ على كل شخص لا يجب مُمَانعة ذلك
حين وصلت بالقرب منها  بدأت تبتعد كأنني اؤذيها لكنها لا تفهم أنني اساعدها
قلت لهم أن يخرجوا ويتركونني معها عليّ اجد حل لحالتها
فمنذ  أن علمت بالأمر  تارةً تبدأ بالضحك وتارةً تنحب
أصبح أمرُها غريب وانا لا اطيق العناد صحيح أنني اشفقت عليها لكنها كانت هادئة لم تزعجني بصُراخِها او بكثرة الحديث
ادخل عليها اجد راحتي لكنها الآن تغيرت
كنت أضن أنها تختلف عنهم لكنها مثلهم تماماً
يبدو انني سأضطر للتخلص منها الآن يا للاسف وودتُ لو أجرب عليها تجربتي الجديدة  فقد كنت أضن أن عقلها سليم
كانت ستصبح الرقم مئة وعشرين
يبدو أن نهايتها حانت
كانت جميلة وذات نمش هادئ لا تسألوني كيف لكنه هادئ يُريحُ الناظر ولا يؤلم البصر عند النظر إليه
...
هيا عزيزتي ماذا تتمنين
قالت : أتمنى لقائهُم فبدونهم سأضيع بهذا العالم المتوحش
طمأنتُها بطعنة سِكيني اللطيف
وضيفتة يُريحُ مرضاي ويُقدم الراحه لهم

النهاية .

_زينب هاشم

...Where stories live. Discover now