مهوسة الشطرنج
على الرغم من عملي الإنساني الا انني خفت ان اصبح يوماً ما في هذا المكان كمريض اهاجيس تزورني منذ فترة ليست طويلة
فالمرضى هنا يُقلقون الانسان بصياحهم تارةً وهدوئهم تارةً اخرى
الا امرأة كبيرة بالسن كانت وكأنها امرأة طبيعية الا انها كانت محبة بل عاشقة للشطرنج فإن لم تجد من يلاعبها هي تلعب مع نفسها .
علمت انها اصبحت مريضتي بعد ان قرر طبيبها التقاعد فجأة دون اي مبررات او سابق انذار. وفي اول لقاء طلبت منها ان تعلمني الشطرنج لالعب الشطرنج معها في محاولة للتقرب.
سألتها: ما اسمكِ؟
ردت بلطافة وابتسامة احسست فيها كأني حفيدها اسمي ماريا.
شرحت لي انها ترمي النرد وبعدها تحرك القطعة التي تريد وكذلك علمتني كيف نحرك القطع فمثلاً القلعة تتحرك بخط موازي والفيل بشكل عمودي وافقي على الرقعة وغيره لعبنا فازت علي بعشرة نقلات فقط .
سألتها: ما سبب حبك للشطرنج ؟
اخبرتني وهي تعيد ترتيب القطع : كان هناك رجل مهوس بالشطرنج رأيته ذات مرة يلعب لم اكن اعرف اللعبة لكنني اردت ان اعرفه فتعلمتها كان وسيماً ، طويلاً، اسمر اللون، رزيناً لعبنا معاً وبعد مبارة واحدة تركني سألته ما السبب؟ فقال مللت اللعب فكتبت في مذكراتي :
تصب كامل انتباهك على قطعك
واصب كامل انتباهي عليك
تحرك القطع احرك القطع
اضحي بكل القطع
في سبيل ان يطول اللقاء
تفكر بأي قطعة تحرك
وافكر بأي قطعة اضحي
افوز باللعبة نعم
لكني خسرت بقاءك
هل سيدوم هذا الحال؟
ام سيصبح لقائنا من المحال؟
ظننت ان هذه الرقعة تضمن بقائك لاتفاجئ بانك تتركني بعد الملل واني لا امُلك
فسألتها:وماذا حدث بعدها؟
فردت بحزن: اختفى من كل مكان اصبح لا يأتي ليلعب لم اراه مطلقاً.
حزنت على ماريا وذهبت لاخبر زميلي بالعمل ما حدث فسألني: من ماريا؟
اخبرته تلك المرأة التي تلعب الشطرنج.
فقال: هل قرأت ملفها؟ كل ما قالته هو من وحي الخيال تلك القصةالتي ذكرتها لا شيء حقيقي حتى اسمها فأن اسمها مريم .
قلت له متفاجأَ: مستحيل !!
فرد علي : وهل يلعب الشطرنج بالنرد؟ كانت تلعب بقواعد هي وضعتها لا احد يحرك القلعة بشكل موازي الا هي .
خجلت من نفسي لقلة معرفتي بلعبة بسيطة .
استكمل قائلاً :اسمعني يا أخي هي امرأة ظنوا الناس انها تكذب لكنها في الحقيقة مفصولة عن الواقع في عالمها الخيالي تصنع قصص تصبح هي بطلتها لتعيش مشاعر هي تريد ان تعيشها.
سارة علي
