القصة الثامنة

42 8 1
                                    

مَرحباً خالة رنا كيفكِ ؟
- مَلاك لماذا تأتين الى هُنا مُجددا ؟ كي تعطيني جرعة الدواء انا اخبرتُكِ المرةُ الماضية أن لا تعودي هيا اخرجي مِن غرفتي لا أُريد أن اراكِ
- حسناً خالة أهدأي انا لا أُريد أن أعطيكِ جرعة الدواء أنا اتيت كي نتحدث قليلاً أشتقتُ لكِ كثيراً دعيني أخبركِ اخر اخباري و اعمالي الا تُريدين أن تسمعيني ؟
- بلا أُريد لكننّي لا أثق بكِ يا فتاة انتِ حتماً ستعطيني جرعة الدواء انا أعرف ذلك جيدا
- حبيبتي خالة الا تُريدين أن نبدأ الحديث ؟
انا متحمسة كي اخبرك عن موضوع أسرني مؤخراً
- ما هذا الموضوع الذي يجعلكِ هكذا متحمسة يا فتاة هل هُناك حب ؟
- لا ليسَ حب خالة انا أُحبكِ انتِ فقط
- مَلاك انتِ كاذبة لا تحبيني لا احد هُنا يحبني هيا اخرجي لا اريد ان اسمعكِ ، لا اريد لا اريد اخرجي بسرعة الا تسمعين ما اقول يا فتاة ؟ اخرجي سريعاً من هُنا هيا لم اعد اطيق وجودكِ انا لا اريد ان اراكِ
- حسناً خالة انا سأذهب ، أهدأي يا جميلة
الا تريدين ان تعطيني جرعة الدواء التي بين يديكِ مِن نصف ساعة و تخفينها وراء ضهرك
- لا لا أُريد أن اعطيكِ هذهِ الجُرعة مِن الدواء انا قُلت لكِ سابقاً اننّي اتيت كي نتحدث قليلا وليسَ لِأجعلكِ تأخذين هذا الدواء لكنكِ لم تُصدقيني!
- إذاً لماذا تحملينه بين يديكِ ؟
- انا احمله بين يديّ لأن مِن المُفترض أن احمله لكن ليسَ لِأعطيه لكِ ، سأذهب الآن
- مَلاك لا تذهبي تعالي يا صغيرتي اخبريني ماذا أردتي تقولي لي ؟
- حسناً اتيت ، شُكرًا لكِ أُحبكِ خالة
- لا توجعين رأسي مرةً أخرى بهذا الكَلام أخبرتكِ بأنني لا أُحب أن يخبرني احد بأنه يُحبني قولي لي بسرعة ماذا تريدين تخبريني وإلا سأمنعكِ من التحدث معي مرةً اخرى
- - حسناً خالة أردت اخباركِ بأنّي ترقيت في تخصصّي أكثر و سَوف أستلم قسمي الخاص و اكون كمّا أردت أن اكون في البداية مِن رحلتي
- و ماذا كان يمنعكِ من تحقيق هدفكِ هذا في البداية من رحلتك يا فتاة
- اللُّجوء ..
- ماذا ؟
- لا بأس خالة دعينا في المهم مِن حديثنا ، دعيني اخبرك كم انا مسرورة ومُتفائلة ، كم انا فخورة بنفسي دعيني احتضنكِ قليلاً
- لا لن اجلعكِ تلمسيني انتِ ، سوف تغرزين بيّ الدواء دون أن أشعُر
- لا خالة فقط أردت أن احتضنكِ ، حسناً لا بأس انا لستُ حزينة من قولكِ
- يا فتاة كم تبدين بريئة لكنكِ لستِ قادرة على اقناعي بذلك
- خالة، انتِ تشعرين كما أشعُر ؟
- و بماذا انتِ تشعرين يا مَلاك ؟
- اشعُر بالحُزن لأننّي سوف افارقك قريباً ، ولم أعد اراكِ مُجدداً أشعُر بالخوف عليكِ و لا أريد اقول لكِ أحبكِ اخشى ذلك
- مَلاك ماذا تقولين يا فتاة ، انتِ سوف تذهبين وتتركيني هنا ؟ انتِ فتاة كاذبة انا اخبرتكِ بذلك ، انا كنت محقة حين ما صفعتكِ ذاك اليوم لأنك اخبرتيني بأنكِ تحبيني ، انتِ لا تحبين احد
- خالة كيف تَذكُرين كُل هذا ؟
- انا اتذكر كل ما احب ان اتذكره ، لذلك لم انسى ملامح وجهكِ
"اتمنى ان تصبحين ما تَطمحين أن تكونين عليه يوماً"
اذهبي هيا ، اغرزي الابرة بيدي و اذهبي
- تَذكُرين ابنتكِ بُثينة ؟
- بُثينة نعم اذكرها ابنتي فلذة كبدي كيف لا اذكرها، اين هي؟
- هي بخير الآن ، غدا سوف تأتي الى هُنا كي تراكِ انتِ تحبين بُثينة؟
- نعم احبها ، احبها اكثر من أيّ شيء
- إذًا خذي هذا الدواء كي تراكِ بُثينة غداً ، بأفضل حال"
- مَلاك انا أُحبكِ ايضاً كما أُحب بُثينة لكن الفرق بينكِ وبين بُثينة هو أن ابنتي تُحبني حُب بدون شُروط ، امّا انتِ تحبيني وتحتويني كي تترقي بمهنتكِ أكثر  لكننّي ، أشعُر بالحزن على ذهابكِ آمل ان تصبحين ما تُريدين وتستحقين يا زهرتي ، اخبري المُمرضة اللئيمة ذات الشعر الاشقر بأننّي لستُ مجنونة ، وما اوصلني لهذا الحال حـُبّي المُفرط لذلك الرجُل الأحمق ، ارهقني كثيراً حتى سَلب عقلي وخذلني لذلك انا أُريد بُثينة تبقى صَلبة هي الشيء الوحيد ، الذي بقى ليّ ذكرى مِنه تباً له
- اتُحبينه لهذهِ الدرجة ؟
- ما شأنكِ يا فتاة كم انتِ مُزعجة ، سوف ارتاح مِن ازعاجكِ لي إن ذهبتي
- لكن انا لن أذهب
- لماذا ؟
- لأنكِ اخبرتيني انكِ تُحبيني ، كَمّا تُحبين ابنتكِ بُثينة
و هل يُعقل أنَّ المرء العاقل يَترُك والدتُه ؟
- سوف تضحين بِما تُحبين لِمَن تَحبين ، حَتى يُسلب مِنكِ كُل ما تُحبين على يَدّ مَن تَحبين ، و يُسلب مِنكِ عقلكِ ايضاً على يَدّ مَن أحبَبتِهم حَتى تَعوديّن فتاةٌ مَخذولة.

" حيّنُها تَمنيتُ لو اننّي ، خُلقتَ دون إدّراك"
"اتمنى أنّ تصبحين ما تُريدين يوماً"
- يا لهذهِ الجملةُ البراقة مِنّها
لاحظتُ إن الذينَ يُحبون ينخذلون سريعاً رُبما لأن الشيء الذي يشدّنا اليه ليسَ حُبّاً رُبما شُعور مِثل فِكرةٌ مَهجورة تَصبح مُبتكرة ، عَليها مِن الهُجران ما تَستحِق..
.
" و مَن يَفقدون عُقولهم دون أن ينسون كُل شيء هُم أكثر الناس يَستحقون العَقل ، إن العالم يَنخلع عَن بِروازه الجميل ، العقل أصبح شيء مُكلف ، و كُل نادِر مُكلف و كُل الأشياء المُكلفة غير عادلة!.

- مِن خيال الكاتِبة..
٢:١٠ ص| الأربعاء، ٢٨ فبراير.
- مَلاك.

...Where stories live. Discover now