٢٧. ﴿ مِنَ القَلب. ﴾ النِهايَة.

360 16 35
                                    

نظرَ إلى المُنهار خلفه.. عيونهُ الكرستالية تقطر ماءَ الدمع.. تستذكرُ ذلكَ الطفل الصغير الذي يزوره بكوابيسه.. ويستنجدُ به.

تلكَ الندبة على ظهره، كانت لا تزالُ محفورةً في قلبه الصغير.

ارتجفَ جسمهُ لتلك الذكرى التي خاطبته للتو.. تخبره أنَّ جزءًا من روحه.. قد عادَ إليه الآن.

وهو يقفُ أمامه.. بعيونه الذهبية التي ورثها من والده..

وينظرُ لهُ بقلبٍ مُنكسر.

لقد سمعَ نيكولاس اسمهُ الذي حملَ معهُ ذكريات الحنين والألم.

مارسيل.. كامبريدج.

الابنُ البكر لزيوس.

والحفيدُ الأولُ لماركس.

والأخ الأعظمُ لأورورا.. وميلان.

" أهذا أنت؟ "

قالَ راجيًا بينَ دموعهِ ينتظرُ الإجابةَ بلهفة لم يشعر مثلها يومًا.. ليجيبه الأكبرُ وسطَ دموعِ ذهبيتيه:

" ميلاني.. "

سقطَ ميلان على ركبتيه بألم..

شعرَ نيكولاس بثقلٍ رهيبٍ حطَّ على جسمه.. لم يعد يستطيع التحرك بينما ينظرُ لميلان.

لكنهُ تماسكَ عندما أدركَ نهوضَ بيل من خلفِ المكتب.. وشدد قبضتهُ على سيفه ليصرخَ على الأصغر:

" اذهب بسرعة! "

أمسكَ ميلان طرفَ الباب يحاولُ التماسكَ والنهوضَ مجددًا بعدما سمعَ قهقهةَ بيل:

" كم كنتُ غبيًا اهخخ..

كانَ يجبُ أن ألاحظَ ذلكَ من قبل، كان يجبُ أن أقتلكَ في ذلك اليوم عوضًا عن تركِ ظهركَ مفتوحًا فحسب. "

وقفَ ميلان ينظرُ لعيونِ بيل المحمرّة بِغَيظ...

يتذكرُ تلكَ الليلة بكلِّ تفاصيلها.

عندما سمعَ صوت صراخٍ في الغرفة.. ومشى لها ببطئٍ ينظرُ للجثثِ التي ترامت في كلِّ أنحاء الممر.

حتى وصلَ لها وكان البابُ شبه مفتوح.. ليرىٰ أخاه على الأرضِ ورجلان ضخمان فوقهُ يمزقُ أحدهما ظهره.

لم يروا ميلان.. لكنَّ مارسيل فعل.

ظلَّ مارسيل صامتًا.. بينما عيونه توحي بتنسّل روحه من جسده.. ينظرُ لميلان.

شمس منتصف الليل.Donde viven las historias. Descúbrelo ahora