شمس منتصف الليل.

٩. |ظِلُّ الوُرودِ.|

ستبقىٰ روحي معكَ دائمًا وأبدًا، قد لا أستطيعُ أن أمشيَّ معكَ الدربَ كاملًا، ولكنني سأرسمهُ لكَ حتىٰ النهاية، حتىٰ إن وقفتَ عندَ مفترقِ طُرقٍ سأرشدك.. وإن خارت قواكَ فأظلمتَ سأُنيرُك، وفي النهاية.. سنلتقي.. يومًا ما، على شاطئِ بحرٍ.. تحتَ ضوءِ القمر.

- مجهولٌ.. لميلان.

توقيع: Mr. N.M

.................

تحتَ ضوءِ القمرِ البهيج، هنالكَ شجرة.
تحتَ شجرةِ الصفصافِ الجميلة، تجلسُ تلكَ الفتاةُ الصغيرة.
تَعِدُ شجرةُ الصفصافِ الجميلة القمر.. بأن تدثِرَ فتاتهُ بالورورد.
...
تحتَ ضوءِ القمرِ الباكِي..
تُعلنُ شجرةُ الصفصافِ الحِداد.
تحتَ شجرةِ الصفصافِ الباكيَّةِ،
ماتت الفتاة.
تحتَ شجرةِ الصفصافِ الباكيَّةِ..
أُدثِرَ قبرُ الفتاةِ.. بالورود.
...
تحتَ شجرةِ الصفصافِ.. كانت.. هُنالكَ فتاة..

• • •

فتحَ عينيه.

كانت ممتلئةَ بالدموعِ الفائضة، لدرجةِ التصاقِ رموشهِ ببعضها.

تلكَ الأغنيَّة.. كانت تغنيها أمه، التي لم تزرهُ في منامهِ منذُ أربعِ سنواتٍ حتى تلكَ الليلة..

الليلةِ التي ارتمىٰ فيها بأحضانِ أحدهم.

توسعت عيناه لتذكرِّهِ أحداثَ الليلةِ الماضيَّةِ.

...

" لتنم في حضني الليلة. "
قالَ إيليوس ليتراجعَ ميلان على السرير للخلفِ متخذًا وضعيَّةَ الحذر.

وأثناءَ ذلكَ، اتكأ على يديهِ لإزاحةِ جسدهِ عن طريقِ الخطأ.

سُمِعَ صوتُ عظامهِ تدخلُ وتكسرُ في بعضها.

كانت يدا ميلان لم تُشفىٰ تمامًا بعد، بسببِ تلكَ الساعةِ التي حطمها والدهُ على كلتا يديه.

تمنىٰ لو كانَ بإمكانهِ الصُراخ بأعلىٰ صوتٍ ممكنٍ لشدةِ ألمه.

تلوىٰ لشدةِ ألمهِ ضامًا يديهِ إلى صدرهِ وهو يغمضُ عينيهِ بقوةٍ بينما يعضُ على شفتيهِ لدرجةِ احمرارها ونزولِ بضعٍ من قطراتِ دَمِها.

استقامَ إيليوس بجلستهِ واقتربَ من ميلان بهدوءٍ.

أمسكَ يدهُ الناعمة، بيضاءَ بمفاصل حمراء وقد ازداد احمرارها إثرَ البردِ القارصِ بالنسبة لمالكها، صغيرةٌ للغاية بالنسبةِ ليديّ إيليوس الكبيرة والصَلبة.